توصيف

الشاعر ناقداً..المعري نموذجاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدرس كتاب «الشاعر ناقداً» لمؤلفه الدكتور فاروق اسليم، مجموعة غنية من النماذج الشعرية لفحول الشعر العربي، مبيناً معها كيف أن المبدع ناقد بالضرورة، عندما يبدأ بتشذيب نصّه، إذ أشار علماء الشعر لطائفة شعراء عرفوا بكونهم عبيداً للشعر، لكثرة تنقيحهم لأشعارهم، وكان الأصمعي يقول:

«زهير والحطيئة وأشباههم عبيدُ الشعر». وامرؤ القيس، الشاعر الجاهلي، هو أوّل شاعر تنسب إليه أبياتٌ في تصويره لاقتناصِ النصّ الشعري، ثم جاء العصر العباسي فتنامت ظاهرة اهتمام الشعراء بالشعر، فاتجه بعض الشعراء إلى صنع المختارات الشعرية، وكان لأبي تمّام قصب السبق في ذلك، ثم تلاه البحتري، لكن الظاهرة الأهم تمثلت في ظهور الشاعر المثقف الموسوعي، الذي تجاوز ظاهرة نقد الشعر إلى الكتابة في قضايا الشعر ونقده، وبرز في المجال: أبو العلاء المعري، على نحو لا يجاريه أحد.

 

Email