رواية

حقائب الذاكرة.. ماض لا يموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختار رواية "حقائب الذاكرة"، للروائي شربل قطان، الصادرة أخيرا عن دار نوفل، النبش في حقائب الذواكر المجتمعية، ليفتش في سرديات أدبية شائقة، عن جذور شتتتها الحروب. .

وعن ذاكرة قبعت خائفة مغتربة تتجرع مرار الفقد والهجران. يسرد قطان في عمله، ملامح الواقع والمجاز معا، مدللا على قضية روايته بأسلوب جاذب. فيحكي مع ذلك، قصة جيل كامل من أولئك الذين اغتصبت الحرب حياتهم وغدرت بطمأنينتهم. فنجد بطله، منهمكا في نبش الحقائب بمطار بيروت، كناية عن الوعود والهدايا المؤجلة. ثم تقحمنا مشهدية الرواية في رمزية.

. فـ "في مطار بيروت حقائب ضائعة، أخرى منسية، وأخرى يتيمة". وفي تلك المعمعة نتبين بطل رواية قطان، وهو يرضى بوظيفة متواضعة في قسم الجمارك، طمعا في اقتفاء أثر والده. وفي النهاية، عقب أن يصل إلى الشعور بالخيبة، والرغبة في أن يعكف عن ذلك، بعد جهود مضنية فاشلة، يهاجمه ويقحمه الماضي بلا استئذان. وفي العموم، نجد الرواية تغوص في عمق نفسي دقيق، وتحاول حياكة إسقاطات كثيرة.

Email