يوسف خليل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدقائي السودانيون من أوفى الأصدقاء، بعضهم مرّ على صداقتهم لي أربعة عقود تقريباً، أمثال يحيى الحاج ويوسف عيدابي، إلا أن الصديق الثالث يوسف خليل قد انتقل إلى رحمة ربه، واليوم أتذكره بكلمات حب ووفاء.

في الثمانينات من القرن الماضي، تعرفت إلى يوسف عيدابي ويحيى الحاج والراحل يوسف خليل، وهؤلاء الثلاثة أثروا الساحة الثقافية طيلة أربعين عاماً، وليسمح لي أصدقائي بأن أخص الحديث عن يوسف خليل أحد أهم المؤثرين في البيت المسرحي، ولعلي أذكر ما تركه لنا من أثر طيب ممثلاً بمن تأثروا به من الشباب وفي مقدمتهم: ناجي الحاي، الراحل أحمد راشد ثاني، جمال مطر، عمر غباش. إضافة إلى زملاء لهم من أعضاء فرقة دبي للمسرح التجريبي. يوسف خليل ليس مخرجاً فحسب، بل كان حجة ومرجعاً في علم المسرح.

إنه مبدع في العمل الميداني كمخرج ومسرحي قلما أجد مثيلاً له، إلا أن إحدى خواصه أنه كان أديباً وروائياً ويعتبر من رواد الأدب الروائي في السودان. يبهرك حينما يقرأ لك رواية كتبها أو سيكتبها، هو يبدأ معك من الصفحة الأولى ولا يتوقف إلا عند النهاية، وباللغة العربية الفصحى «من دون وجود نص مكتوب.. هكذا شفاهة». لكني لم أقرأ له رواية أو بالأحرى كنت أفضل أن أسمعها مقروءة بصوته مع تعبيرات وجهه وردود أفعاله، وهو المسرحي والممثل والأديب، فهو إذن من الحكائين.

لعل إخوتي المسرحيين يتذكرون مسرحيته «م خ لعبة الكراسي»، والتي مثلت الدولة في واحد من المهرجانات العربية بعد أن فازت في دورة من دورات أيام الشارقة المسرحية.

يوسف خليل.. فقده المسرح العربي في السودان والإمارات، هو طيب القلب مثله مثل أهل السودان دون تمييز.

Email