زينب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن السينما منتشرة في الدول العربية، حينما رجع شيخ المخرجين محمد كريم، الذي جازف عام 1928 بعد عودته من دراسة السينما في إيطاليا وألمانيا، في أن يخرج فيلماً مصرياً، وبدأ البحث عن قصة مناسبة فقرأ «ماجدولين» لمصطفى المنفلوطي و«الأيام» للدكتور طه حسين و«زينب» لكاتب مجهول يكتب تحت اسم مستعار (فلاح مصري). واستقر رأيه على «زينب»، كما يقول في واحدة من مقالاته المهمة التي نشرت في مجلة «الهلال» عام 1969.

قرأ محمد كريم قصة زينب أكثر من ثلاثين مرة، حتى اختمرت في ذهنه، وبدأ يضع سيناريو اعتماداً على دراسته وعلى كتب باللغة الألمانية كان يستعين بها.. وكانت زوجته الألمانية تساعده على ترجمتها، وظل حائراً في معرفة اسم الكاتب الذي ينشر تحت هذا الاسم المستعار، وبعد بحث طويل استقر على اسمين فقط:

أحمد لطفي السيد أو الدكتور هيكل، واستقر عند هيكل الذي زاره في مكتبه في جريدة «السياسة»، وبدأ هذا الشاب الذي يحمل مشروعه الكبير في نقل السينما من العالم إلى العرب، متردداً، في التفكير كيف يقنع هذا الكاتب الكبير هيكل الذي أنكر في البداية علاقته بقصة زينب، ثم ضحك واعترف (بجنايته) في كتابة هذه القصة المبدعة، وسرعان ما وافق على إخراجها للسينما مع محمد كريم، وتكررت اللقاءات بينهما وحمل كريم السيناريو إلى هيكل ليطلع عليه، فوافق الأخير مؤكداً أن للسينما أصولها وقواعدها التي تختلف كثيراً عن أدوات القصة والرواية، واعترف أنه يحق لرجال السينما أن يدخلوا من التعديل ما يتناسب وأسلوبهم في العمل السينمائي.

فوجئ محمد كريم بالدكتور هيكل وهو يقدم له ورقة فيها موافقة على إخراج القصة، من دون مقابل، ذلك وهو صاحب الاسم المدوي في عوالم: الأدب والسياسة والفكر.

Email