الهلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح عمر مجلة «الهلال» 124 عاماً، وكان جورجي زيدان قد أسسها عام 1892م، لمجلة «الهلال» أكبر أرشيف ورقي وثائقي عن أدباء ومفكري مصر، كذلك السياسيين.

ويقال إن إدارتها الآن تفكر في تحويل هذا الأرشيف الورقي إلى إلكتروني تماشياً مع التقنية الحديثة.

سر نجاح «الهلال» أنها تخاطب الناس بعقليتهم المختلفة، خاصة من هم من الطبقة الوسطى وبمستوى ثقافتهم الوسطية إذ لم تتعال عليهم وتقدم لهم ثقافة رصينة.

تغيرت أنواع وأشكال الورق، ودخل العالم في الصحافة والقراءة الإلكترونية، إلا أن «الهلال» ظلت محافظة على شكل ورقها الأسمر، ولم تحاول إداراتها المتعاقبة أن تغيره بل إن هذه الإدارات المتغيرة منذ 124 عاماً حافظت على مستواها ولم تهبط، رغم كل ما مر على مصر والبلدان العربية والعالم من متغيرات جذرية في الفكر والسياسة والثقافة، وبالرغم من تغير الحكم ذاته في مصر وانقراض الملكية إلى الجمهورية ونظام الحكم الرأسمالي، إلى ما سماه عبد الناصر بالاشتراكية وإلى الانفتاح في عهدي السادات ومبارك.. والإسلامي في عهد مرسي، ومن ثم في عهد السيسي، ومن حسنات «الهلال»، أنها أفردت أعداداً بالكامل عن رموز وأعلام الأدب والثقافة في مصر. فكانت أعداداً متميزة، مثل الأعداد المخصصة لـ: نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، طه حسين، عباس محمود العقاد، إضافة إلى أعداد من رموز الثقافة والفن في العالم، أمثال: بيكاسو.

الهلال مجلة صغيرة في حجمها عميقة في مادتها وأسلوبها، تقرأ من قبل جميع الفئات في المجتمع المصري والعربي، ويقتنيها الناس جيلاً بعد جيل، وأعتقد أنها ما دامت حية كل هذا العمر، فإنها ستظل شاهدة على عصور مختلفة مقبلة، مثلما العصور التي مرت على مصر والبلدان العربية.

Email