جقماقجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجهزة التسجيل وتقنيات الصوت المختلفة لم تكن في بداية القرن العشرين قد اكتشفت وكانت الاسطوانات هي الأجهزة الوحيدة لتسجيل الأغاني والأصوات وهي أجهزة معقدة.

ولكنها كانت مهمة جداً، أول شركة للاسطوانات تأسست في العراق عام 1918، شركة جقماقجي أسسها المرحوم فتحي جقماقجي وكان مقرها الموصل وساعده ولده الأكبر محمد عارف الذي نقل الشركة إلى بغداد عام 1940، وكانت مقرها في ساحة الغريري وفي عام 1944 فتح الابن الثاني عبد الله فرعاً للشركة في الحيدرخانه ثم فتح الابن الثالث فرعاً ثالثاً لها في الباب الشرقي عام 1951.

وهكذا فإن اسطوانات جقماقجي كانت الرائدة في العراق والوطن العربي، وقد هرع إليها مطربو تلك الأيام واحتفظت اسطوانات جقماقجي بثروة صوتية لمئات المطربين الذين اشتهروا في بداية القرن العشرين وفي مقدمتهم صديقة الملاية، وحضيري أبو عزيز وناظم الغزالي، وسليمة مراد، بل إن الأمر تعدى إلى المطربين المصريين أمثال عبد الحليم وعبد الوهاب وفائزة أحمد.

إضافة إلى مطربي الكويت المشهورين مثل عبد الله فضالة ومحمود الكويتي وعشرات غيرهما، وعلى الرغم من أن الأجهزة الصوتية قد تطورت بشكل واسع فإن الاسطوانات ظلت حية إلى يومنا هذا للحفاظ على تراث موسيقي قد لا تجده اليوم متوفراً.

وقد احتفظ آل جقماقجي بهذه الثروة حتى الآن بمكتبة ضخمة للاسطوانات وتعتبر هذه المكتبة اليوم ثروة وطنية لا تعوض، وقد حاولت الحكومة الكويتية في سبعينات القرن الماضي شراء هذه المكتبة بمبالغ كبيرة جداً، إلا أن آل جقماقجي رفضوا بيعها واحتفظوا بها ثروة وطنية للعراق، هذا الأرشيف الذي بقي عند آل جقماقجي هو ضمير جيل لم يبق منهم سوى الذكرى الطيبة.

Email