لغة القرآن

ت + ت - الحجم الطبيعي

اللغة العربية ستظل حية، ليس عند العرب فحسب، بل في الكون أجمع، ذلك كونها واحدة من أهم اللغات الحية التي تقاوم الاندثار والاضطهاد والتطرف وسياسة الانغلاق والسياسات الشوفينية التي تعتمدها بعض الدول.

حينما استعمر الفرنسيون شمال أفريقيا، والجزائر تحديداً، أصدرت فرنسا قانوناً يقضي بتحريم تعلم العربية بل والحديث بها في الأسواق والحياة العامة، وفي كل مناحي الحياة، وأجبر الجزائريون على التعلم والتحدث بالفرنسية، إلا أن الجزائر لم تفقد لغتها.

وخابت قوانين الاستعمار الفرنسي في حينه، فقد لجأ الجزائريون إلى سراديب بيوتهم ليعلموا أبناءهم اللغة العربية من خلال تعليمهم قراءة القرآن الكريم، وبذلك حفظت الجزائر دينها ولغتها وقوميتها، وفشلت فرنسا في فرنسة شمال أفريقيا، رغم الأعوام الطويلة من السيطرة الاستعمارية والهيمنة على كل شيء، ورغم أن المعتقلات كانت تمتلئ بالرجال والنساء الذين كانوا يطالبون بالحرية، ولعلنا بالرجوع قليلاً إلى الوراء، نتعرف على الأبطال الأعلام الذي ضحوا بحياتهم من أجل الحرية.

إذن فاللغة العربية لن تنتهي مهما غزتها لغات العالم، الواحدة تلو الأخرى، ومهما حاول البعض قتلها بالقوانين والسجون والمعتقلات لن تموت لغتنا ما دام القرآن الكريم بين أيدينا يتناقله جيل بعد جيل وتحفظه الملايين عن ظهر قلب، يقول الحق في تنزيله الحكيم ما معناه أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل لخشع وتصدع، فكيف لهذه اللغة أن تموت وهناك أبناء المسلمين الذين يحملون القرآن الكريم قانوناً وشرعاً ومرجعاً لكل الحياة.

Email