أرصفة

فيروز

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما أعلنت وسائل الإعلام رحيل الفنانة فيروز، اختلطت عندي الأوراق بين الطفلة فيروز والسيدة فيروز، غير أني حينما دققت في سطور الخبر، عدت سنوات طويلة إلى الوراء، يوم كانت فيروز الصغيرة بطلة معظم أفلام أنور وجدي، ولم تكن قد تجاوزت سبع سنوات، إذ تربعت في حينها على عرش «أصغر طفلة موهوبة على الشاشة»، بل أصبحت من أهم نجوم الشباك في السينما.

رغم تعدد مواهبها، بين التمثيل والغناء والرقص وخفة الدم، وطلب شركات الإنتاج السينمائي لها، إلا أنها اعتزلت وهي لم تكمل العشرين من عمرها، لكنها لم تغب عن أذهان الناس ولا السينمائيين الذين كرموها عام 2001، فبقيت تصنف كأهم علامة ظلت حية. وفعلياً، لم يخفت فنها الذي عاش مع المشاهدين رغم توقفها عن العمل والإنتاج، إذ كانت أعجوبة في زمنها.

والطفلة فيروز، الراحلة، هي أرمنية الأصل اكتشفها الفنان اللبناني إلياس مؤدب من خلال الصداقة التي جمعته بعائلتها والأمسيات التي كان يقضيها في منزل أبيها، حيث يعزف على الكمان ووالدتها تغني وفيروز تشاركهما، ثم اختارها أنور وجدي لتشاركه بطولة أفلامه عام 1950، وسرقت الأضواء من العديد من نجمات ذلك الزمن.

أهم أفلام فيروز: ياسمين، فيروز هانم، عصافير الجنة، ذهب، إسماعيل ياسين طرزان، أيامي السعيدة، إسماعيل يس للبيع، الحرمان. وهي أخت الفنانة الاستعراضية نيللي، وتزوجت الفنان بدر الدين جمجوم، وظلت معه حتى وفاته بعيداً عن الأضواء والسينما والفن برمته.

لو لم تكن فيروز فنانة استثنائية ومعجزة لما استطاع فنها أن يثبت أكثر من نصف قرن، ذلك من دون ظهور صاحبته في وسائل الإعلام، وكذا بلا حاجة تضطرها لأن تجدد فنها أو تظهر على شاشة التلفاز.

الفن هو الذي يعيش طويلاً.. ويبقى صاحبه حياً.

Email