أريج الشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أستطيع الجزم أن ما من عربي لا يعشق بلاد الشام، ودمشق كانت ملهماً للشعراء.. يقول شوقي:

آمنت بالله واستثنيت جنته

دمشق روح وجنات وريحان

هكذا هي دمشق عروس الشرق، ما من شاعر أو فنان لم يتغنَ بها .. كيف يمكننا أن ننسى: المسجد الأموي أو قلعة دمشق وقصر العظم. وأيضاً: ضريح الفارابي ومعلولا وصيدنايا وجبل العرب ومسرح بصرى الشام وشهبا وتدمر وأفاميا وقلعة صلاح الدين وعمريت وقلعة حلب. كذلك: معرة النعمان ومملكة أيبلا وعاصمة الفرات ماري..

وعشرات الأمكنة الناطقة بلسان تاريخ بلاد الشام التي انبعثت منها حضارات أزهرت الدنيا وملأتها جمالاً وحباً، وما حققه الشعراء والمغنون والفنانون من إنجازات جميلة.ويقال إن العلماء اكتشفوا مجموعة آثار تعود إلى ما قبل مائة ألف عام. أمام كل هذا الإرث الحضاري، يأتي جيل اليوم ليهدم أفراده ما بناه الأجداد عبر آلاف السنين، وليمحوا جمال الشام شبراً شبراً، وكأنهم اتفقوا على محو الشام، كما اتفقوا على تهديم العراق واحتلال اليمن وتقسيم لبنان وليبيا وتونس والسودان..

والقائمة طويلة. لا أريد أن أحيد عن جمال بلاد الشام. أنا عاشق لها منذ أن قرأت قصيدة أحمد شوقي، وتعلمت فك الحرف وتعرفت على جغرافية بلاد الشام، ثم زرتها متنقلاً من دمشق إلى اللاذقية.. فحماة وحلب. وعشقت فيها صباح فخري وحضرت حفلاته الغنائية الساهرة، ورقصت مع الحلبيين على أنغامه، وعرفت الشام شبراً شبراً. عشقي للشام لا تزيله خلافات الحكومة مع معارضيها والحرب الدائرة على أرضها، إنما أكتب بحب لهذه البقعة من الأرض التي عشقتها ولا أزال. فلعلي أسهم بوضع نقطة صغيرة في سلام قادم مبني على الحب واحترام التاريخ والآخر.

 

 

Email