حبة رمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل هذه الزاوية اليوم، رسالة إلى زميلين مبدعين، غابا عن خشبة المسرح منذ فترة ليست قصيرة: ناجي الحاي وأحمد الأنصاري. تذكرتهما اليوم..

وأنا أراجع مسرحيتهما المبدعة «حبة رمل» التي اعتبرت إنجازاً عند عرضها. وأسفتُ للفنان حين يتحول إلى تاريخ. فالإبداع حياة نابضة، والتاريخ حياة سابقة مضت، ولا أدري كيف يمكن أن يبقي الفنان على تاريخه من دون حضور يومي تحت الأضواء!.

ترى، لماذا يغيب الفنان عن أداء دوره وحركته. وينسى عطاءه ويظل يعيش على ما حقق في زمن ما، ذلك بعيداً عن بؤرة الضوء؟

إن آفة الفنان هي الوظيفة الإدارية التي تلتهم إبداعه وتحوله موظفاً يعيش حياة روتينية. ناجي الحاي كان أكثر من كاتب أو مخرج أو ممثل، بل كان داينامو متحركاً ومبدعاً، إلا أن الوظيفة ابتلعت نشاطه وإبداعه. أما أحمد الأنصاري، فقامة كبيرة على خشبة المسرح، له محطات رائعة في تاريخنا المسرحي، وغيابه يمثل خسارة فادحة لفن المسرح.

هذان نموذجان افتقدتهما اليوم مثلما افتقدت آخرين ممن طرزوا سماء المسرح الإماراتي بعطاءات لا تذكر، واختفوا تحت مبررات مختلفة غير مقنعة. كثيرون في مسرح الإمارات الذين أفتقدهم اليوم . هذه الظاهرة تركت آثارها السلبية على الحياة المسرحية، وإلا كيف يمكن أن نبني فناً ويغيب كل من وصل إلى درجة النضوج وقمة العطاء؟!

أي حياة تلك حين يغيب عنها رموزها؟!

Email