كلمة حق

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت معجباً بأعماله الفنية.. لكنني حينما تعرفت إليه عن قرب في السنتين الماضيتين، زدت إعجاباً بتواضعه، وتلمست ثقافته العميقة ونبل أخلاقه، فزاد حزني عند رحيله.وكان آخر لقاء لي به في دبي مع مجموعة من الفنانين المصريين، قبل ثلاثة أشهر تقريباً.

نور الشريف لم يكن فناناً فقط، بل صاحب موقف في الحياة والفن. وأذكر له موقفاً حين كان رئيساً للجنة تحكيم إحدى دورات مهرجان بغداد المسرحي، في زمن السلطة السابقة، إذ وفور أن أنهت اللجنة أعمالها معلنة فوز أحد الفنانين العراقيين المتميزين، حمل وزير الثقافة اسم الفائز إلى رئيس الجمهورية، الذي اعترض بشدة. وطلب تغيير الفائز إلى آخر كانت ترتبط الحكومة بدولته بعلاقة مادية متميزة خلال الحرب العراقية الإيرانية.

وعليه، وجد الرئيس ضرورة منح فنان ذلك البلد الجائزة على حساب العراقي المتميز. فعاد وزير الثقافة إلى اللجنة وطلب استبدال الاسم. اعترض نور الشريف ورفض التوقيع على القرار وحمل حقيبته وجلس في مطار بغداد في انتظار أول طائرة تعود به إلى القاهرة.

أعلنت النتائج وحرم الفنان الحقيقي، وسجل نور لنفسه شرف الرفض وإعلان مبادئ وقيم تتخطى السياسة وأطماعها، وتتحدى الرئيس، الذي غضب من نور لعدم طاعة أمره.

 

Email