شهرة التدوين

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم الانتشار الهائل لوسائل الطباعة وتقنياتها، لا يزال الكتاب يحظى بشرف التسمية التي تجعله متميزاً بين سائر وسائل الانتشار، ورغم ما حققته (التواصلات) الاجتماعية من حضور واسع بين الناس، ومحاولة كثير من المدونين الانتقال من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي، بقي الكتاب المطبوع حاضراً وبقوة، في ميادين القراءة حول العالم.

مناسبة هذا الحديث، كثرة المحاولات التي يجريها المدونون للانتقال من الافتراضي إلى الورقي، حيث باتت المكتبة مليئة بكتب من نوعية الكتابة السريعة التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي. كتابة لا تخضع لقانون التأليف وقواعده، حيث اللغة الضحلة والكلمات العامية المغرقة في محليتها، وحيث عبارات أجنبية متداولة في الحياة اليومية، ناهيك عن غياب تام لقواعد الإملاء.

يطمح المدونون من هذا الانتقال، الوصول إلى قراء آخرين ليسوا من العالم الافتراضي، غير أنهم لم يدركوا أن قارئ العالم الواقعي ليس من صنف قارئ المدونات الذي يرش (لايكات) لأي كتابة يجدها في عالمه الافتراضي، فهو أكثر حرصاً على رأيه من أن يهدره دون طائل، والقارئ الحصيف لا يقول رأياً أو يبدي إعجاباً مجانياً.

لا يكفي التشجيع على الطباعة للانتشار بين القراء أو في معارض الكتب، الطباعة أصبحت سهلة جداً هذه الأيام، ويمكن لكثير من أجهزة الطباعة السريعة أن تعطيك كتاباً في دقائق دون الذهاب إلى المطبعة التقليدية، لذلك، لا يجد مدونو الإنترنت صدى كبيراً لكتبهم حين ينقلونها إلى كتاب ورقي، ولربما أُحبطوا إذا لم يقف القراء في طوابير لشراء كتبهم.

الكتابة تحتاج إلى فترة طويلة لتثبت أقدامها في عالم أصيل وغني، لأن الكتابة تاريخها قديم قدم البشرية، ولا يمكن لأحد، أياً كان، أن يبدع فيها دون تمكن جيد من أدواته. أدوات ليست متوافرة في عالم التدوين الافتراضي.

 

Email