المقاهي الأدبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المقاهي الأدبية الشهيرة ظاهرة حضارية عرفها العالم مثلما عرفتها البلدان العربية، ولكل بلد مقاهيه الخاصة به التي اشتهرت بأدباء وفنانين كانوا قد اعتادوا الجلوس بها، ولعل من أجمل المقاهي في العالم، كما سجلتها الكاتبة هدى الزين في كتابها عن تلك المقاهي، وهي: مقهى نيويورك في بودابست، مقهى فلوريان في البندقية، سنترال في فيينا، إمبريال في براغ، دي لابيه في باريس، الماجيستك في بورنو، كونفيتاريا كولومبو في ريو دي جانيرو، كامبر بيونس في نابولي، تورنوتي في بيونس إيريس، جيريكو في روما.

 وعُرف عن عدد من الأدباء العرب أنهم كانوا يترددون على مقهى كلوني في باريس، أمثال طه حسين، توفيق الحكيم.

في البلاد العربية عُرفت القاهرة وبغداد ودمشق بظاهرة المقاهي الأدبية، مثل: مقهى نجيب محفوظ، مقهى ريش... وحافظت هذه المقاهي على مكانها وشكلها. وتفتخر اليوم بروادها من الخالدين كما تزين بها جدران تلك المقاهي.

أهم مقهى في دمشق، وبقي حتى يومنا هذا «مقهى النوفرة» خلف المسجد الأموي، ويقال ان الشارع الذي أمام هذا المقهى كان يمر به موكب الخليفة وحاشيته عند ذهابهم إلى الصلاة في المسجد الأموي.

أما في العراق فعُرفت المقاهي الأدبية بأسماء جالسيها من الشعراء والأدباء، مثل : مقهى الزهاوي، مقهى الرصافي.

وقد عُرفت هذه المقاهي كونها منتديات أدبية وصالات للتفاخر والتنافس بين الشعراء الكبار. وانحسرت هذه المقاهي في بغداد ولم يعد هناك مقهى مشهور بعد أن انتصرت ثقافة العنف والتفجيرات وتلاشت القامات الأدبية والشعرية، وحلت مكانها قامات زعماء التطرف والطائفية والعنصرية.

 

Email