التربية الوطنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما هي التربية الوطنية التي يتلقاها الطفل العربي لينشأ على حب وطنه والتفاني من أجله والعمل على خدمته وتلبية النداء عندما يناديه الواجب.

لقد عملت التربية الوطنية طيلة نصف قرن على بناء جيل هدفه الأمة العربية الواحدة، والتصدي لإسرائيل وإعادة الحق للشعب الفلسطيني.

وفي أقل من نصف قرن كان معظم طموح الشباب العربي التعلم في جامعات الغرب والعمل في مؤسسات الغرب والعيش في شوارع الغرب، وكأنهم لم يولدوا على هذه الأرض يوماً.

هل كانت الطريقة غير صحيحة، أم كان الخطأ في طريقة بناء الثقافة الوطنية؟ طبعاً لم يكن كافياً أن نعلم الأطفال كيفية حمل السلاح لمواجهة إسرائيل إذا اقتربت من حدودنا، ولم يكن كافياً أن نحشو عقولهم بـ"إذا بلغ لنا الفطام صبياً.. تخر له الجبابرُ ساجدينا". كما لم يكن كافياً تذكيّرهم بتاريخ أسلافهم.. كان علينا أن نعمّق حسهم الوطني بمنحهم قيمة العيش بأمان، وليس بخوفهم من الأمن.

متاهة الأجيال الجديدة قادت إلى فكرة البطولة المشهدية المستلة من أفلام السينما، حيث تلمع البنادق على الأكتاف وتخلو العقول من المنطق، ومع ثياب مرقطة وشعر أشعث ولحية غبراء، يصبح رامبو مثلاً أعلى للوطنية! وطنية هشة تنتهي مع نهاية الفيلم، لكن الحرب في شوارعنا عرضٌ متواصل.

تربيتنا الوطنية فيها خلل كبير، والمسافة بين طاقات الشباب العربي ورغباتهم أصبحت بعيدة، ونادراً ما نجد انجازاً للشباب العرب في ميادين الفكر والرياضة والعلوم، وفي المقابل لا تغيب وجوهم عن أخبار الحروب، لقد أصبحوا حقاً أبطالاً وسط خرائب أوطانهم المدمرة.

Email