غونتر اليمني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رحيل الكاتب الألماني غونتر غراس (1927 ـ 2015)، الكثير من الأسئلة عن القيمة التي يمثلها الكاتب من خلال مواقفه من قضايا العالم العادلة، فهو لم يكن كاتباً يسارياً يحبه الماركسيون فحسب، بل هو كاتب مواقفه واضحة، فقد انتقد اسرائيل، واحتج على ترحيل الأكراد عن ألمانيا..

واتهم ميركل بالجبن السياسي لموقفها من التجسس الأميركي على ألمانيا، وطالبها بحماية حقوق جميع المواطنين الألمان، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق في المقام الأول بالتنصت على هاتفها،«الفضيحة هي أن المواطنين جميعاً تعرضوا للتنصت والمراقبة بما يخالف الدستور وأحكام القضاء الألماني».

زار غونتر غراس اليمن أكثر من مرة، كان عاشقاً لتلك الأبنية العريقة. لذلك دفع باتجاه تأسيس مركز للحفاظ على تراث اليمن العريق، عبر إنشاء مركز تعليمي للمهندسين المعماريين بمدينة المكلا يتبع جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، وعشقه لليمن دفعه للتصريح « جئتُ للمرة الأولى الى اليمن ووقعت في غرام مبانيه الطينية الأصيلة، وقد حزنت لأنني رأيت كثيرا من تلك الأبنية معرضة للدمار فخفت على هذا التراث العمراني الرائع من النسيان».

غراس الذي نعته الصحافة العربية بـ «منتقد اسرائيل»، ماذا فعل العرب لتكريمه؟ أم أن حاله حال العشرات من الكتاب والمبدعين حول العالم الذين يقفون مع الحق الإنساني لقضايا الشعوب المظلومة والمقهورة، فعلى الرغم من عشرات المهرجانات والمؤتمرات والمعارض لم يتذكر أحد غراس، القامة الأدبية التي تستحق أن تحمل لقب شخصية ثقافية أو أن يمنح جائزة أو تكريماً يليق بقيمته ووضوح مواقفه، لكننا للأسف تذكرناه يوم موته (13 أبريل). فأغدقنا عليه المديح وعددنا مناقبه، وهكذا نفعل: الموتى يكرّمون.. والأحياء يُنسون أو يُتجاهلون.

Email