قصة حب عجيبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصص الحب المشهورة يعرفها الكثيرون: العربية منها والأجنبية، قيس وليلى، روميو وجولييت، خو شابا، عنترة وعبلة.. وغير ذلك. وكل هذه القصص معروفة في بداياتها وأسباب الوله فيها والعذاب المتكرر للعاشقين، وظروف ظهورها وما كتب فيها من الشعر، عربياً وأجنبياً، إلا إن قصة عجيبة لا يعرفها إلا القليل وقد عثرت عليها بالصدفة.

رحالة إيطالي شهير يقال عنه اسمه (بترو ديلافاليه)، عشق الشرق وأجواءه والحكايات التي كانت تروى عنه، فأصبح مستشرقاً وقرر زيارة هذا الشرق العربي. عام 1614، بدأ رحلته من روما فوصل بغداد بعد عامين، أي في عام 1616، وقد وصلها في الـ30 من ديسمبر، كما قرأت، ولا أعرف كيف تحققوا من التاريخ الدقيق!

في بغداد تعرف على أسرة مسيحية، وطبيعي، أن للأسرة بنات وأولاداً. فأحب ابنتهم واسمها (معاني) وأحبته، وبدأت قصة حب بينهما انتهت بالزواج، وعاش في بغداد مع زوجته المعشوقة، وعلى غير قصص الحب التقليدية لم يكن هناك من يسبب لهما المشاكل، لا غريم ولا أب متطرف ولا أم غيورة، غير أن الموت عاجل معاني وانتقلت إلى رحمة ربها، إلا أن بترو ديلافاليه رفض دفنها والعودة إلى روما، وقرر أن يحمل جثمانها معه عند عودته ودفنها في مقابر عائلته في روما.

 فاتصل بعدد من الأطباء الذين حنطوها. وحفظها في صندوق صنعه خصيصاً لها وحملها معه عند عودته التي استمرت عدة أشهر في البحر، وبالتالي، حقق لنفسه ولحبيبته قصة فريدة من قصص الحب الخالدة، والتي تجاوزت الجنسية واللغة والصعاب الكثيرة، بدءاً من التحنيط ووصولا إلى الاحتفاظ بالجثة في سفينة العودة التي دامت أشهرا بينما هو، وبين الحين والآخر، يطمئن على الجثمان.

Email