جبران ونزار ونوفل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعادت دار نوفل ـ هاشيت في بيروت، إصدار مجموعتين كاملتين للأديبين الراحلين جبران خليل جبران ونزار قباني بشكل أنيق يليق بمحتواهما وصداهما في الثقافة العربية والعالمية، فقد ضمت مجموعة جبران ما كتبه الأديب المهجري باللغة العربية، وجزءاً عن آخر ما كتبه باللغة الإنجليزية، عربه وقدم له مخائيل نعيمة، فضلاً عن الرسوم الأصلية الملونة التي نفذها جبران خلال مراحل مختلفة من حياته.

منذ المجموعة الشعرية الأولى لنزار قباني (قالت لي السمراء) التي صدرت عام 1944، أطاح نزار بالشعر العربي إلى زمن سيكون بداية لقصيدة حب حاضرة بين كل عاشقين. وفي مرحلة لاحقة طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات، بعد نشر قصيدته الشهيرة «خبز وحشيش وقمر» التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان. كان شاعراً مدمراً خلق لغة جديدة كتبت في زمن غير زمنه.

كم يشعر المرء بالفخر عندما يعود الأدباء الكبار إلى الضوء عبر إعادة إصدار كتبهم، حيث كثير من أبناء الجيل الحالي يعرفون كُتّاباً شهرتهم الإعلامية تفوق عدد كتبهم، ولكنهم لا يعيشون في أزمنة مقبلة، جبران ونزار سيعيشان طويلاً نظراً للفارق الذي أحدثاه في الثقافة المعاصرة، حيث تعاد طباعة كتبهم مرات ومرات، كتب يتلقفها قراء من كل الأعمار والثقافات والمشارب تحمل أحلامهم نحو عالم مختلف، وربما أفضل.

عندما تُقدم دار نشر عربية على إعادة طباعة مؤلفات مؤثرة في الوجدان، فهذا يعني فهماً صحيحاً لدور الناشر في حمل الثقافة من جيل إلى آخر، وتعميمها لتكون حاضرة في مختلف الجغرافيا العربية، جهد استحقت عليه دار نوفل الثناء، مثلما يحق لنا أن نطالبها بالمزيد من كتب بَعُدت المسافة بينها وبين القارئ، هلا عَملتْ على تقريبها..

Email