أبو القاسم الشابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمانون عاماً مرت على رحيل الشاعر أبي القاسم الشابي وما زال العرب يذكرون قصيدته التي أصبحت عنواناً عند المعارضة العربية يذكرونها عندما تشتد بهم ظلمة السجون.

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر

مات شاباً يافعاً وخلف بعده قصائد ستظل حية، لعل من أهم العوامل التي جعلته شاعراً متميزاً ومبدعاً هو أنه كما يقول عن نفسه ولد مزوداً بغزيرة شاعر، وروح مصلح، لذا نجده ما ان امتلك ناصية الشعر حتى كتب قصائده خارجة عن السائد يومها، سواء في التفكير أو التعبير..

واعتبره النقاد إنجازاً في مشروع لتحديث القصيدة العربية، إلا أنه ظل مشروعاً على عكس بدر شاكر السياب، ونازك الملائكة، إذ ساهما في التطوير الفعلي للقصيدة العربية مما فتح الباب على مصراعيه أمام حركة التحديث.

لم يولد الشابي شاعراً فحسب بل ثائراً أيضاً، جريئاً وقد اعتبر أنه ولد في غير زمانه، وبدأ يكتب الشعر قبل بلوغه الرابعة عشرة، ومنذ بداياته كان محرضاً.

ولعله من أوائل الشعراء العرب الذين استفادوا من الأساطير إضافة إلى محاولات خلق أساطير جديدة.

الأمر الذي لابد أن ننتبه له تلك الإبداعات التي بدأت مع شاعر في بداية عقده الثاني ووفاته مبكراً، تاركاً هذا الكم النوعي من القصائد التي أصبحت خالدة فيذكر اسمه مقروناً بها وهكذا ظل حياً طيلة العقود الثمانية التي تشكل سنين رحيله. كان الشابي أميناً على منطلقاته ومبادئه ومحبته للتطور والتحرر والانعتاق، وحساساً غير أنه رفض أن يكون مجرد ترديد للصوت أو لشعراء سبقوه فحرص على تميزه منذ بداية تكوينه الشعري.

Email