ثروة المعرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقارير المعرفة العربية تثير مئات الأسئلة عن الحالة المعرفية لدى العرب، وبمقارنتها مع الآخرين من شرق وغرب ستتسع الفجوة، حيث إن من ينتج المعرفة حول العالم بات يمتلك الثروة، وهو ما قد يغير الكثير من المعادلات التقليدية عن الثروة الطبيعية والثروة المكتسبة، وهي معادلة عالية الدقة والقوة عندما تجتمع الثروتان.

تتفاوت الدول العربية في قيمتها المعرفية وتتبدل مواقعها بين المراكز والأطراف، ويمكن لأي متابع أن يقوم بعملية فرز بسيطة لمؤشرات المعرفة ويقف فيها على حقيقة مَن تطور ومَن تراجع، والأمثلة واضحة على ذلك، دولة الامارات العربية المتحدة ذهبت إلى مواقع متقدمة، ودول عربية أخرى تقهقرت.

من يقارن تقارير المعرفة السنوية بنتائجها المخيبة، لن يفوته أن يقارن بين ما هو عربي وعالمي، وسيدرك أن التعليم في كل الأحوال هو الضحية الأولى لأي تقشف أو تقنين، وسيدرك كم هو غائب البحث العلمي الذي يراه كثير من الدول مدخلاً لتطورها المستقبلي.

نعم تفتقد الكثير من الجامعات العربية مراكز البحوث كما تفتقد مداخل علمية للمستقبل، في حين أن مئات الجامعات حول العالم ترى في مراكز البحوث تعزيزاً لدورها المضيء في مجتمعاتها، وعليه تقوم الحكومات بمضاعفة الميزانيات التي تخدم البحث العلمي، وتطور مفهوم البحث ليتواكب مع عصر التقنية.

من هنا تأتي أهمية (تقرير المعرفة العربي للعام 2014) الذي أصدرته مؤسسة محمد بن راشد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهو تقرير موسع عن الشباب وتوطين المعرفة، لأن المجتمعات الشابة طاقة كبيرة، معظمها يضيع وسط فساد الإدارات وبيروقراطية القرارات. ووسط حالات من اليأس يجد الكثير من الأجندات المشبوهة طريقه إلى عقولهم الغضة، لكن المعرفة تحميهم وتسيج أوطانهم بالعلم .. وقراءة التقرير فيها فائدة قصوى لكل من يريد معالجة الخلل.

Email