سحر الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدورة الـ33 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، لاحظت أن طبعات جديدة لعدد من الكتب الإبداعية المتميزة على مستوى العالم، إلا أنه لا يمكن اقتناء كل كتب المبدعين لكثرتهم، والعزاء أن معظم هذه الكتب قد قرأ عبر السنين الماضية، وإن كانت الحاجة فهي إلى إعادة القراءة للتمتع مجدداً بهذا الإبداع الخالد.

اقتنيت كتاباً أو قل ألبوماً للفنان الراحل فائق حسن، كانت هي النسخة الأخيرة المتبقية لدى الناشر. تمتعت باللوحات الرائعة التي زينت صفحات الألبوم الملون. ومما زاد إعجابي بالراحل فائق حسن، أنه فاز في حياته بعدة جوائز، على مستوى العالم، لعل من بينها جائزة كوبنكيان وميدالية الفارس من فرنسا التي استقبلته عام 1935 طالباً للبعثة، ولأنه فقير، حمل معه ملابس مرقعة، إلا أنه كما يقول، كانت متاحف باريس ومكتباتها، مفتوحة لاستقباله.

ومما يذكر له، أنه أصبح بعد ذلك عضواً في مسابقات الجمال وأستاذاً في المعهد العالي للفنون في بغداد، ومن طلبته: محمد مهر الدين، عامر العبيدي، إسماعيل فتاح الترك الذي توفي في أبوظبي.. وكذلك علي طالب وغيرهم من المشاهير في الفن التشكيلي حالياً. كما زامل كبار الفنانين العراقيين، أمثال:

جواد سليم، حافظ الدروبي، شاكر حسن آل سعيد، نوري الراوي، وغيرهم من جيل المبدعين العمالقة. إلا أن ما لفت نظري في الكتاب أن مجموعة الرواد لم يجدوا مكاناً لمعرضهم الأول عام 1950، ففتح الدكتور خالد القصاب أبواب بيته لينظم المعرض في داخله، في حالة من التحدي لعدم توافر المكان. وبذلك سجل لهم التاريخ تلك المبادرة الكبيرة. إن الحديث عن فائق حسن لا ينتهي وربما قد لا تكون هذه الزاوية تتناسب مع عملقته وعمق فنه المؤثر.

Email