كتب المؤامرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما صدر كتاب الصحفي الفرنسي تيري ميسان «الخديعة الكبرى»، والذي تناول فيه أحداث 11 سبتمبر على أنها مؤامرة أميركية، وبدأ يشكك في رواية الرسميين ويصفها بالمسرحية الدموية التي أخرجت لأهداف سياسية أميركية، داخلية وخارجية، ظهرت في المقابل فكرة «معاداة أميركا»، وهي النظرية التي انتشرت فيما بعد في الصحف الأميركية، وكان بعضها مأخوذا بشكل هزلي ما جعل الحكومة الأميركية تقوم بمنعها بحجة أنها «معادية للأميركية»، وبلسان الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش.

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي طالت برجي التجارة العالميين، ومبنى البنتاغون ظهرت الكثير من التساؤلات حول الحادثة، وما أكثر الكتب التي تناولت الحدث الكبير، غير أن كتاب الألماني أندريه فون بولو «السي آي ايه 9/11» جاء متوافقاً مع آراء محبي تحليل الهجوم الكبير الذين لا يخفون وجهة نظرهم القائلة بدوافع ومنافع لآخرين غير بن لادن وتنظيم القاعدة.

وكان ملحق «بيان الكتب» قد عرض الكتابين فور صدورهما مما ساعد على ترجمتهما إلى اللغة العربية بشكل عاجل كونهما من أبرز الكتب التي تناولت الحدث المفصلي في تاريخ العالم المعاصر، وحتى اليوم لم تشهد المطابع كتاباً يحلل الواقعة بشكل حقيقي، لأن حقيقة الهجوم لاتزال غامضة وكل ما قيل عنها تخمينات ندفع ثمنها باهظاً.

ومع العام 2004 توطدت نظريات المؤامرة أكثر في الشارع الأميركي، خاصة مع احتلال العراق وإعادة انتخاب جورج بوش لفترة رئاسية ثانية، ولكن لم ينته الإرهاب كما وعد بوش الابن، بل امتد إلى بقاع كثيرة، لأن معالجته بدأت بالنتائج وليس بالأسباب عكس الطرق الصحيحة، حيث لا أحد يعالج الحمى دون النظر إلى أسبابها، وهي أبسط مسألة..جففوا منابع الإرهاب، ثم انتظروا النتائج.

Email