فن التوحش

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يرتبط الإرهاب بسلوك وحشي فحسب، بل هو نتاج لفلسفة فكرية تقوم على التخويف والترويع، وبث الفوضى في المكان الذي يحل فيه الإرهاب، حيث يتم تدمير ممنهج للحضارات والثقافات التي لا توافق أفكار الإرهاب، إرهاب يقوم على الوحشية والقسوة تماماً.

كما ورد في كتاب «إدارة التوحش» لمؤلفه أبو بكر ناجي «لعل الاسم ليس حقيقياً»، والذي لا يتوفر في المكتبات، لكنه متوفر في أكثر من 15 ألف رابط في الشبكة العنكبوتية، وترجمته وزارة الدفاع الأميركية إلى اللغة الإنجليزية بعد أن عثرت المخابرات الأميركية على وثائق ورسائل موجهة من وإلى بن لادن تشمل فصولاً من هذا الكتاب.

لا أهمية للكتاب «في الأصل مجموعة مقالات نشرت في موقع أنا المسلم»، اليوم بالنظر إلى ما يقوم به تنظيم الدولة الإسلامية من ترهيب وترويع وتقطيع لأوصال الناس، وختن البنات وحرق البيوت بمن فيها، وتشريد كل من هو من غير نهجهم، وكأن لا مثيل لهم في التاريخ أو لم يأت على ذكر فعل مشابه لفعلهم أحد.

ما فعله تنظيم الدولة الإسلامية في أزيدية العراق دفع العالم ليقف في صف الأكراد أو دفاعاً عن ثروة العراق النفطية، لأن الغرب ذاته لم يقف في صف السوريين الذين يقتلهم ويشردهم التنظيم، بل هو التنظيم ذاته الذي يسيطر على أكثر من ثلث سوريا ويضع يده على معظم نفطها، من المؤكد أن طعم النفط في العراق ليس كطعمه في سوريا.

التوحش مفردة جديدة في قاموس المجتمعات الآمنة، تشق طريقها بقوة نحو مرحلة عنوانها الخوف، خوف من تطرف يذهب بالناس إلى وضع أيديهم على مسدساتهم كلما سمعوا كلمة «إسلام».. هذا ما أراده تنظيم «داعش»، وأخشى أنه بدأ يحقق هدفه!

Email