أما قبل

كتاب الريحاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

بكرت الرواية العربية في طرح مشكلات الهجرة وازدواج الهوية، خاصة للشباب المهاجرين ومن ثم العائدين إلى بلدانهم، لا هم عرب ولا أجانب، لسانهم خليط لهجات، وتفكيرهم يميل نحو عالم غير العالم الذي أبصروا النور فيه.

من بواكير تلك الروايات، رواية «كتاب خالد»، التي كتبها أمين الريحاني باللغة الإنجليزية عام 1911، وصدرت للمرة الأولى عن دار «دود، ميد أند كومباني» في نيويورك العام نفسه، وتعد أول رواية لكاتب عربي باللغة الإنجليزية، ويشير النقاد غالباً إلى تأثر جبران خليل جبران بهذه الرواية عندما كتب «النبي».

تصور الرواية مشكلات هجرة العرب إلى الولايات المتحدة بداية القرن العشرين. ذلك العام كان عمر الريحاني 35 سنة (ولد سنة 1876 وتوفي سنة 1940)، قضى معظمها يحاول تعريف الأميركيين بالثقافة العربية، وفي الجانب الآخر يفعل العكس لتعريف العرب بالولايات المتحدة.

الرواية بسيطة في فكرتها لكنها شديدة الواقعية تحكي عن شابين (خالد وشكيب) من بعلبك يستقران في منهاتن بنيويورك، ويمتهنان بيع بعض المنتجات البسيطة في شوارع المدينة.

يتأثر خالد بأفكار الحرية والتحرر ثم يعود إلى سوريا ويبدأ بمخاطبة الناس، محاولاً إقناعهم أن المبادئ التي قامت عليها أميركا يمكن أن تُلهم العالم العربي في مشروعه النهضوي.

تتشابه رواية الريحاني مع قصص الآلاف من الشباب العربي الذين يرمون أرواحهم في البحر أو في المجهول، بحثاً عن عيش كريم، لم توفره لهم أوطانهم، التي لم تورثهم سوى العنتريات.

ميزة رواية «كتاب خالد»، أنها كتبت باللغة الإنجليزية فحملت معها مفاتيح نجاحها المبكر، غير أن الرواية ليست متداولة كثيراً في الأوساط الشعبية، ربما لقلة عدد طبعاتها، فآخر طبعة أصدرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 1986، وتكاد مثل غيرها من الروايات أن تكون مجهولة لكثير من القراء، رغم أن موضوعها حاضر كثيراً هذه الأيام.

Email