ثمن مضاعف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أين ذهبت الثورة في سوريا، من سرقها، من حوّلها إلى مسار آخر، ومن جعل من معظم السوريين يجرون صلبانهم في المنافي والمغتربات؟

 

لا توجد أسرة سورية لم تدفع ثمن ما يجري، سواء من دمها أو مالها أو أمنها أو استقرارها، تدفع ضريبة مضاعفة، مرة عندما نأى معظم الشعب السوري بنفسه عما يجري في نطاق الفقر لمدن انتفضت باكراً (درعا وريف دمشق نموذجاً)، ومرة أخرى عندما انهالت عليه القذائف والبراميل المتفجرة، دون أن تفرق بين شبيح أو مندس (مسميات للمعارضة أو الموالاة)، والبراميل المتفجرة لأن تكلفتها أقل ودمارها مضمون.

 

في الحالتين كان الدمار شاملاً، دمار البشر قبل دمار الحجر، فما زرعته الأحقاد في النفوس يفوق الفكرة الساذجة عن المصالحة الوطنية التي أصبحت لها وزارة!

 

لكن أين ذهبت الثورة ؟ هل حقاً وئدت في مهدها.. هل راحت نحو التسليح أم تأسلمت أم هي خليط من كل فوضى العالم؟ وهل كان من الممكن لها أن تنجح لو أن الظروف الدولية كانت مواتية (بوتين المتنمر وأوباما الضعيف)؟ وأخيراً، هل من أفق لوقف القتل وليس لنجاح الثورة؟

 

من سيوقف القتل ولأي هدف؟ والكل يعرف المثل الشعبي (قاتل أو مقتول)، حيث لا أحد سيتراجع عن شبر تحت قدميه سوى بقوة السلاح، والسلاح يعني حرباً طويلة ولا أحد يقبل بحوار من أي مستوى و كواليس "جنيف 2" تشهد على لكمات وشتائم لا تليق بالمحافل السياسية، محافل تعكس حقيقة الحرب التي أبرز شعاراتها: (عليّ وعلى أعدائي يا رب) و(الأسد أو نحرق البلد) . للأسف لم تعد هناك بلد حتى تُحرق.

Email