مكتبات «ييل».. ذخر معارف الإنسانية وعلومها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعرف جامعة ييل، التي تأسست سنة 1701، بأنها من بين أقدم الجامعات الأميركية، وتعد مجموعاتها من المواد المطبوعة ذخراً للعلم والمعرفة، وتتألف من أوراق البردى والكتب المطبوعة القديمة والصور وأفلام الفيديو والبيانات والخرائط.. وصولاً إلى المواد المتوافرة على الإنترنت. وتضم الجامعة في أرجائها حوالي 15 مليون مادة مطبوعة وإلكترونية موزعة على 15 مكتبة، من أهمها:

مكتبة «سترلينغ ميموريال» التي تقع وسط المباني العريقة للجامعة والمشيدة وفقاً للأسلوب القوطي كالصروح الأوروبية. وهناك أيضا: «مكتبة بينكي للكتب والمخطوطات النادرة» و«ومكتبة روبرت هاس» و«المكتبة الكلاسيكية» ومركز معلومات العلوم والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى مكتبات كليات الجامعة المختلفة.

1892

مراجع المكتبة وخدماتها تعد الأغنى في أميركا لدراسة العصور القديمة الإغريقية ـ الرومانية، كما تحوي مخطوطات نادرة كثيرة تعود إلى القرون الوسطى في عدد من لغات العالم. ونجد في «المكتبة الكلاسيكية» التي تأسست عام 1892، أكثر من 25 ألف مجلد تطال كل جوانب العصور القديمة الكلاسيكية الإغريقية والبيزنطية والعائدة للقرون الوسطى، بما في ذلك دراسة النقوش وأوراق البردى. وفي مكتبة روبرت هاس: 120 ألف مادة في مجالات تعليمية عن العمارة والفنون..

حيث التركيز على الطباعة والغرافيك وصناعة الورق وتاريخ تصميم الكتب والإنتاج المسرحي. كما أن مجموعتها التي تؤرخ لتطور أغلفة الكتب من القرن 15 إلى القرن الواحد والعشرين، الأكبر في العالم.

وتضم مكتبة سترلينغ ماموريال التي أنجز بناؤها في عام 1930، أقدم وأكبر المجموعات المتداولة من الكتب الكلاسيكية والدوريات في أميركا الشمالية، حيث تحتوي ما يصل إلى 4 ملايين مجلد موزعة على 16 طابقاً من الكتب المتراصة، ونقش على باب المكتبة الأمامي، بالهيروغليفية، نص قديم يقول: «سأجعلك تحب الكتابة أكثر من أمك، وسأجعل الكمال في هذه الكتب أمام ناظريك، لأن الكتابة بالفعل إحدى أعظم المهن».

أما مكتبة «بينكي للمخطوطات والكتب النادرة» فتعد من أكبر المباني المخصصة للكتب والأرشيفات الأدبية والمخطوطات النادرة. ويمكن الوصول إلى كل موادها إلكترونياً عبر «أوربس ـ فهرست ييل الإلكتروني»، حيث نجد ألوفاً من المواد والصور والمخطوطات والكتب النادرة والمراسلات والتحف الأثرية والنقوش والألواح المعدنية، كما تحتوي هذه المكتبة على مجموعة ييل من أوراق البردى.

45 ألف مادة

وتتميز الجامعة بمجموعتها البابلية. إذ تأسست في عام 1909، وتتكون من أكثر من 45 ألف مادة، بما في ذلك ألواح كتابات مسمارية وأختام أسطوانية، وغيرها من التحف الفنية، وتعتبر أكبر مجموعة من الوثائق والأختام من بلاد ما بين الرافدين في أميركا، وبين المجموعات الرائدة في العالم.

ومورغان قدم لجامعة ييل ألف سهم في شركة «الصلب الأميركية» لتمويل علم الآشوريات وتأمين اللوحات والتحف الأثرية، وتمكن مساعده العالم في الآشوريات ألبرت تي كلاي من الحصول على 14 ألف مادة خلال فترة قصيرة. وكان كلاي قد أسس هيئات في الشرق الأدنى، وأرسل بعثة للبحث عن مدينة ماري القديمة.

واللوحات فُهرست إلكترونياً، كما هناك أرشيف بالرسائل منذ عام 1910، بين الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، حول تطور المجموعة في بداية القرن العشرين. بالإضافة إلى رسائل ومواد من علماء رواد في علم الاشوريات، ومنظمات مختلفة، مثل: الهيئة المشرقية الأميركية، المدارس الأميركية للبحوث المشرقية، الهيئة المشرقية في فلسطين.

وإلى جانب مورغان، هناك خمس مجموعات أخرى ضمن المجموعة البابلية، من بينها: المجموعة البابلية لنيس والتي من بين ما تحوي: رسائل وعقود من الفترة البابلية الحديثة، وثائق سومرية، رسائل ومبادلات من كبادوكيا، صوص اقتصادية سومرية من السلالة الأولى لإسين.. وغيرها. ومن بين المجموعة البابلية: تمائم هيلينية وطلاسم سحر إغريقية ـ مصرية، ورثاء بابلي قديم.

الأرشيفات والمخطوطات

وفي المكتبات مجموعة غنية من الأرشيفات من فترات زمنية مختلفة، وتتركز أرشيفات الشرق الأوسط في القرنين التاسع عشر والعشرين، في مجال السياسة والتاريخ الدبلوماسية ونشاط الإرساليات، إلى جانب مواد تتعلق بالسينما والفنون.

وضمن المراجع المهمة للدراسات المشرقية، هناك مكتبة الهيئة المشرقية الأميركية، حيث نجد مواد وكتباً بالعربية والفارسية والتركية والآشورية والبالية والسومرية والسنسكريتية والبالي وبراكريت، عدا عن مواد بالصينية واليابانية والأرمنية.

ومن بين المجموعات المهمة، هناك مجموعة علي الكسار من المخطوطات الموسيقية والمسرحيات من القرن العشرين في مصر، ومجموعة منظمة التحرير الفلسطينية.

المجموعة النادرة

أما مخطوطات الشرق الأوسط النادرة، فيقع معظمها في مكتبة «بينكي للمخطوطات والكتب النادرة»، وهذه تتألف من 3500 مخطوطة بالعربية والفارسية والعثمانية-التركية في شتى المجالات من اللغة والأدب والدين والسير والفلسفة والعلوم، إلى جانب أوراق خاصة وصور وخرائط تتعلق بالشرق الأوسط، من أهمها: مجموعة أوراق البردى في ييل بالعربية والسريانية والآرامية والفارسية، مجموعة أوراق البردى.

المخطوطات العربية

حصلت مكتبات جامعة ييل على مجموعة واسعة من المخطوطات العربية القديمة، ومعظمها جرى الحصول عليه من مجموعة هارتفورد، التي يتراوح تاريخ موادها بين 900 إلى 1900م..

وتتألف من حوالي 1613 مجلدا و15 صندوقا، معظمها بالعربية، وبعضها بالأرمنية والسريانية والتركية، والنسبة الأكبر تتناول قضايا دينية، ثم هناك نصوص أدبية (14%) وقانون ولغة وعلوم وفلسفة، وأوراق عن رحلات إلى الشرق الأوسط، وهناك 5 مخطوطات ـ من القرن السابع إلى التاسع عشر ـ متخصصة في علم الفلك، وغيرها الكثير.

وتتناول المخطوطات العربية مختلف المذاهب الإسلامية، بالإضافة إلى 5 مخطوطات مسيحية وسامرية، و3 مخطوطات بالتركية مشمولة ضمن المخطوطات العربية.

ومن أقدم المخطوطات، على سبيل المثال، مخطوطتان للغزالي: «إحياء علوم الدين»، «منهاج العابدين» تعودان لعام 850 هـ، ومخطوطات عديدة لابن عربي - 978هـ..

وهناك «منتخب المحصول في الأصول» للرازي ـ 712هـ، «الجامع الصحيح» للبخاري - 880هـ، «كتاب الهداية» لعلي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني - 656 هـ، مخطوطات صوفية - 1280هـ، مخطوطة عمر ابن الوردي عن الجغرافيا والتاريخ الطبيعي «خريدة العجائب وفريدة الغرائب»، مخطوطة «كتاب العبر» لابن خلدون ـ 1270 هـ، مخطوطة «نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر» لشهاب الدين بن حجر العسقلاني ـ 915 هـ، مخطوطة «الفتح المبين في شرح الأربعين» لابن حجر الهيثمي، مخطوطة «مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية» لحسن محمد الصاغيني تعود لعام 765 هـ. وغيرها من المواد المهمة عن تاريخ وثقافة المنطقة لا مجال لذكرها، عدا عن نسخ عن قصائد كثيرة، مثل:

«بانت سعاد» لكعب بن زهير، ومجموعة قصائد لعنترة بن شداد.

أوراق مهمة

مكتبات ييل غنية أيضاً بمجموعة الأوراق والرسائل والمذكرات، حيث نجد رسائل تعود لإرساليات في المنطقة، ومن أراضي شركة الهند الشرقية 1754 ـ 1809، إلى جانب أوراق عائلات أقامت في البلاد العربية، مثل عائلة سيرجنت ضمن البعثة الطبية إلى سوريا.

وأوراق وليم ايكن (1861 ـ 1971) الذي علم في الشرق الأوسط، ومجموعة إسحاق بيرد (1793 ـ 1876) عن بعثة إلى فلسطين وتتضمن مجموعة مخطوطات عربية، وأوراق هوراشيو ساوث غيت (1834-1891)، وأوراق توماس مارستون وكتبه تؤرخ لدور بريطانيا في منطقة البحر الأحمر (1800 ـ 1878).

وفي مجال الرحلات، هناك مذكرات سايروس ادامز ريد عن رحلاته إلى الهند والجزيرة العربية في عام 1897، لا سيما إلى مكة والمدينة.

وتوجد في المكتبات مجموعة واسعة من الكتب الصادرة في القرن التاسع عشر، مثل: كتاب «الأرض المقدسة سوريا والجزيرة العربية ومصر والنوبة» لجورج كرولي 1780 -1860 الصادر في لندن عام 1855.

رومانسيات شيشرون ويوليوس قيصر

تزخر المكتبة بمخطوطات قيمة بالمواد اللاتينية في الآداب والعلوم، على سبيل المثال «رومانسيات آرثر» من نهاية القرن الثالث عشر، والتي تعتبر قمة زخرفة المخطوطات من القرون الوسطى، إلى جانب مخطوطات بالإيطالية والفرنسية والألمانية، وفي مجال الفلسفة والفلك وفن الحروب والإبحار والكيمياء من القرون الوسطى، ونماذج لكتابة الخط بالإنجليزية.

ومن الأمثلة على مخطوطاتها الكلاسيكية القديمة الإغريقية والرومانية، هناك مخطوطة للخطيب الروماني شيشرون التي تعود للفترة (1150 ـ 1175)، ومخطوطة ليوليوس قيصر تعود للفترة 450م، ومخطوطة للفيلسوف الروماني انسيسوس بوتيوس تعود 1250 ـ 1275م.

وهناك مجموعة بوزويل التي تؤرخ لعشرة أجيال من 1428 ـ 1936، ومجموعة مايسون فرانكلين في مكتبة «سترلينغ ماموريال»، ومجموعات مهمة للمصورين الأوائل في أميركا.

علم المصريات وفروعه تخصص قائم بذاته في جامعة ييل

علم المصريات في جامعة ييل يعتبر علماً قائماً بحد ذاته في دائرة لغات وحضارات الشرق الأدنى، وتقدم الجامعة برنامج تخرج مع تعليم في مادة التاريخ وعلم الآثار واللغة بمصر القديمة والنوبة، وينخرط طلبة الجامعة ببرنامج ميداني في مصر والنوبة.

ومن مقتنيات المكتبة أحرف هيروغليفية، هي مقاطع من نص أدبي مصري يمجد مهنة الكتبة، ويؤكد الحاجة للتعليم، إذ كتب في فترة أوائل المملكة الوسطى حوالي عام 2000 ق م. وجرى نسخه بشكل واسع لاحقاً، ووضع على باب مكتبة «سترلينغ ميموريال».

وأسست كلية لغات وحضارات الشرق الأدنى في 1841، وهي واحدة من أكبر المراكز الرائدة عالميا في دراسة الشرق الأدنى، بدءاً من أقدم العصور ووصولاً إلى العصر الحديث. وبرامج التخرج للكلية تشدد على العربية والإغريقية ـ العربية، والدراسات الإسلامية.. والآشوريات وعلم المصريات.

 

Email