روسيا والغرب.. حرب وشيكة تؤكدها حقائق

جنرال عسكري بريطاني يتنبأ بصراعات عنيفة مع موسكو

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«وما ينبؤك مثل خبير». هذا هو الشعور الذي لابد وأن يتملّك قارئ الكتاب الذي نشرع في معايشة مقولاته في السطور الراهنة. الكتاب يتناول موضوعاً في غاية الخطورة لأنه يتعلق بآفاق واحتمالات الصراع.. الساخن، بل الدموي بالضرورة، الذي يخشى المراقبون أن يندلع يوماً ما بين دول وقوى الغرب الأوروبي - الأميركي وبين روسيا بقيادة زعيمها الحالي فلاديمير بوتين.

ثم إن مؤهلات مؤلف هذا الكتاب لا تنحصر في المجال الأكاديمي أو في نطاق العلم السياسي أو البحث التحليلي: مؤلفنا يصدر عن خبرة ميدانية ومؤهلات أصيلة ومرموقة تتصل مباشرة بالمجال العسكري، وهو ما يضفي على تناوله لموضوع الكتاب قدراً لا يستهان به من الجدية ومن المصداقية في آن معاً.

والكتاب صادر تحت العنوان التالي: 2017: الحرب مع روسيا. ومؤلفه يحمل بدوره اللقب التالي: الجنرال سير ريتشارد شيريف. ثم يحرص ناشر الكتاب على أن يعزز العنوان والموضوع بعبارات تقول بدورها ما يلي:

• تحذير عاجل من جانب قيادة عسكرية كبيرة. لكننا نلاحظ أن الكتاب لم يُقدَم لقارئيه على أنه تقرير عسكري من النمط التقليدي أو المتعارف عليه. حرص المؤلف على أن يُضفي على فصول الكتاب وطروحاته غلالة أقرب إلى السرد الدرامي أو الطابع الروائي.

من هنا يمكن تصنيف كتابنا على أنه ينتمي إلى النمط الوسيط - كما يراه النقاد والمحللون - بين التقرير الوقائعي وبين العرض الروائي. إذ اصطنعوا لهذا الفصيل الأدبي مصطلحاً مستجداً في الإنجليزية هو «فاكشين» (Faction).

والحاصل أن الكتاب صدر ليشكل في نظر جمهرة النقاد والدارسين، صيحة تحذير من احتمالات الصراع - النووي بالذات بين الكيان الروسي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، حيث يتمثل قصْد المؤلف استناداً إلى تاريخه العسكري في دق أجراس الإنذار تحذيراً من مثل هذه الاحتمالات التي لن تقتصر نتائجها على شرق وغرب أوروبا.. بل من شأنها أن تمتد آثارها، الوبيلة بالطبع، كي تصيب أصقاعاً وأطرافاً من عالمنا الراهن.

في كل حال، ينتمي الكتاب إلى ما يمكن وصفه بأنه «تاريخ.. المستقبل». ذلك الفصيل من الأدبيات التي يُقصد بها أن تشكل «نوبة صحيان» حسب ما يذهب إليه المصطلح السائد في الأدبيات العسكرية العربية. المؤلف هو كما ألمحنا قائد عسكري محنك وقد تقاعد أخيراً من موقعه ضمن القيادة العليا لحلف الناتو، بينما وضع مادة هذا الكتاب لتشكل - كما يقول على أديم الصفحات - «استشرافاً مبنياً على الحقائق».

على الجانب الآخر من طروحات الكتاب، يوجه المؤلف بكل خبرته الواسعة في الميدانين العسكري والسياسي، سهام الانتقاد إلى قادة ومسؤولين في الغرب فيقدم لقارئيه شخصيات من ترسانات السياسة والعسكرية في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، ومنها شخصية وزير الدفاع البريطاني (الخيالية بالطبع).. الذي يكاد اهتمامه ينصبّ على جوانب النجاح في دنيا البيزنس وتكديس الأموال.. وهناك أيضاً من شخوص هذه الدراما التي يعرضها المؤلف مسؤولون، من أميركا هذه المرة، تتركز اهتماماتهم بالدرجة الأولى، لا على مقتضيات الاستعداد لأي مواجهة خطيرة أو ساخنة مع روسيا - بوتين، ولكن تتركز بالدرجة الأولى على مدى ما يحوزونه من قبول وشعبية في أعمدة الصحف وميديا الإعلام.

من ناحية أخرى، لن يفوت القارئ المدقق أن يلاحظ أن الجنرال مؤلف الكتاب لا يسجل أفكاره على أنها مجرد سوانح من نبت الخيال، حتى ولو كان خيالاً عسكرياً أو استراتيجياً: المؤلف يصدر في أفكاره وأحكامه عبر السطور عن الخبرة المستمدة من حقائق تاريخية عايشها الطرف الغربي - الأميركي في عام 2014 - على سبيل المثال - إذ حشدت قيادة الكرملين كل إمكاناتها وعملت على توظيف وتفعيل كل تكتيكاتها العسكرية وغير العسكرية، التقليدية والمستجدة، من أجل غزو أوكرانيا والاستيلاء على شبه جزيرة القرم.

الكتاب:

2017: الحرب مع روسيا

تأليف:

الجنرال سير ريتشارد شيريف

الناشر:

مؤسسة بلومسبري

الصفحات:

368 صفحة

القطع:

المتوسط

Email