تربعت 30 عاماً على عرش النساء الأكثر قوة في أميركا والعالم

إليانور روزفلت.. سيرة امرأة سبقت عصرها

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمع اسم إليانور روزفلت كواحدةٍ من أكثر السيدات الأول قوةً وأهميةً، كيف لا وهي السيدة الأولى التي تصدت مراراً وتعثرت تكراراً بشائكات القضايا، التي لا تزال تعصف بعالمنا إلى اليوم.

أتمت مؤلفة السير الذاتية، الكاتبة بلانش ويسن كوك بإصدارها السيرة الذاتية الأحدث تحت عنوان «إليانور روزفلت: سنوات الحرب وما بعدها 1939-1962» سلسلةً ثلاثية الأجزاء ناقشت في متونها ملامح تصويرة امرأة متواضعة منكرة لذاتها، جسّدت قوة أخلاقية في عالم حافل بالاضطراب.

يزخر الجزء الثالث من السيرة الذاتية بتوقيع كوك بكمّ هائل من الحوادث الصغيرة الدالة، إضافةً إلى روايات مفصّلة عن عملها الدؤوب في مجال القضايا تقدمية الطابع.

استعرضت كوك مسار الحرب وتطور مراحل الزواج التي حدت بالسيدة الأولى لإدراك ثمن الحفاظ على مبادئ لم يكن زوجها الرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت، ولا الأمة برمتها على استعداد بعد لتبنيها. ودأبت روزفلت تناضل تشبثاً بالقضايا الجوهرية، كالأمن القومي وإصلاحات الصفقة الجديدة، والمساواة العرقية، والإنقاذ، بعد أن همّشها العهد الرئاسي على حساب رصّ الصفوف لخوض الحرب.

تعمقت حالة الشرخ بين إليانور وفرانكلين، واتسمت التوترات التي سادت علاقتهما بطابع سياسي موازٍ للشخصي. واضطرت روزفلت إلى مناقشة التصدعات ضمن دائرة النساء النافذات الضيقة المحيطة بها، لكنها اكتسبت ثقة أكبر برؤيتها الخاصة، حتى حين كانت تجد نفسها مرغمةً على تعديل أجندتها لدى اصطدامها بمبادئها مع سياسات الحكومة حول مسائل تتعلق بالحيادية واللاجئين وتهديد الشيوعية.

وبرزت من ضمن المظاهر الأكثر استثنائيةً في الجزء الثالث من كتاب السيرة الذاتية الضخم لكوك حول إليانور روزفلت الطريقة التي اختتم بها. ويعتقد أنه لم يسبق لأي كتاب سيرة ذاتية أن تطرق إلى موضوع وفاة صاحب السيرة في جملة تقل عن عشر كلمات في الصفحة الثالثة ما قبل الأخيرة.

كما أن كوك لم تأت على ذكر السبب المؤدي لوفاة إليانور في السابع من نوفمبر 1962.

إلا أن اهتمام كوك المبدئي ككاتبة سيرة ذاتية انصبّ على تطور إليانور كناشطة ألمعية متقدة الحماس، لا سيما فيما يتعلق ببرامج الصفقة الجديدة للإصلاحات الاقتصادية، وحقوق الإنسان. وقد اتسع نطاق نشاط إليانور بحسب الجزء الثالث، ليشمل إنقاذ اللاجئين وتأسيس منظمة الأمم المتحدة.

إلا أن تصفح الجزء الأخير من كتب كوك يعطي القارئ انطباعاً أنه مع انهماك إليانور أكثر في مهامها المتزايدة «كسيدة العالم الأولى»، بدت أكثر إصراراً على البقاء دائمة الانشغال.

وحين دخلت أميركا الحرب، سافرت إليانور إلى لندن ودول المحيط الهادئ، وقامت بزيارة الجنود في بورا بورا وساموا وجزيرة غوادالكانال. ودأبت من هناك على مواصلة حملتها ضد العنصرية، وتعمدت زيارة ومصافحة الجنود من ذوي البشرة السوداء.

تربعت إليانور على مدى 30 عاماً وبجدارة على عرش النساء الأكثر قوة في أميركا. وشكلت بوصفها قريبة الرئيس الأميركي السادس والعشرين ثيودور روزفلت، وزوجة الرئيس الثاني والثلاثين فرنكلين روزفلت قلب تاريخ القرن ومحوره، وبرزت كامرأة مفعمةً بكاريزما ممزوجة بالسحر والتناقضات. قلة هم الأشخاص الذين استطاعوا اتخاذ موقف حيادي حيالها، وبالنسبة لمعجبيها فهي مثال للأخلاق الراسخة والشجاعة الحقيقية، أما منتقدوها، فكانوا يرون فيها متطفلةً خطيرة، مجرد هاوية وخائنة لطبقتها. وكان يؤخذ عليها نزعتها الاشتراكية، ودورها الـ«تجاوزي» لمهام السيدة الأولى، إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان من إطلاق لقب «سيدة العالم الأولى» على إليانور روزفلت تكريماً لإنجازاتها في مجال حقوق الإنسان.

الكتاب:

إليانور روزفلت: سنوات الحرب وما بعدها 1939-1962

تأليف:

بلانش ويسن كوك

الناشر:

فايكينغ- 2016

الصفحات:

720 صفحة

القطع:

الكبير

Eleanor Roosevelt, Volume 3: The War Years and After, 1939-1962

Blanche Wiesen Cook

Viking

PP 720

Email