التحقيق الجنائي والطب الشرعي.. علاقة تكاملية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد كتاب «التحقيق الجنائي والطب الشرعي»، لمؤلفته د.بارعة القدسي، أن التحقيق الجنائي هو صراع بين المحقق والمجرم، فالأول يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، والثاني يحاول طمسها، كي يفلت من العقاب، فالتحقيق بمعناه العام هو اتخاذ جميع الإجراءات والوسائل المشروعة، التي تؤدي إلى كشف الحقيقة، أما التحقيق الجنائي العلمي فهو علم يوضح للمحقق معالم الطريق، ويرشده إلى كيفية السير والبحث عن الأدلة.

ويتفرع عن علم البحث الجنائي، ويمكن تعريفه بأنه مجموعة من الإجراءات والأعمال التي يقوم بها رجال البحث الجنائي، والتي تعمل على الحيلولة دون ارتكاب الجريمة، والحذر من وقوعها، والتحري عن جميع الجرائم المعلومة والمجهولة، وجمع الأدلة والقرائن، وكلّ ما يتعلق بالجريمة التي تؤدي إلى ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وقديماً كان أسلوب التحقيق لا يتجاوز استعمال العناصر التي يدركها الإنسان البدائي في حياته المتواضعة، ثم أخذ يتطوّر تبعاً لتطور المجتمعات الإنسانية.

ويفسر الكتاب أن الآثار البيولوجية هي من الآثار المهمة جداً في مسرح الجريمة، وتتميز باختلافها عن الآثار المادية الأخرى باختلاف طبيعتها، وهي متعددة، ومنها: البقع الدموية، البصمات: ( بصمات الأصابع - بصمة الأذن - بصمة الشفاه - بصمة العرق والرائحة - بصمة العين - البصمة الوراثية ) - اللعاب - الشعر - الأسنان. وهناك الآثار غير البيولوجية، ومنها: آثار الأقدام - آثار إطارات السيارات والدراجات - وآثار الأسلحة النارية - وآثار التراب - والزجاج.

كذلك عرّفت المؤلفة الطب الشرعي، وهو مصطلح يتكون من شقين: طب وشرع، أما الطب فهو العلم الذي يهتم بكلّ ما له علاقة بجسم الإنسان، حياً كان أم ميتاً، والشرع يقصد به القانون الفاصل في النزاعات بين الأفراد.

وتلفت المؤلفة إلى أنه يعد الطب الشرعي أحد الطرق العلمية التي تساعد على كشف عوالم الجريمة والتعرف على الحقائق وجمع الأدلة والقرائن والكشف عن مرتكبي الجرائم، لذلك فإنّه يلعب دوراً هاماً في التحقيق الجنائي خلال المساعدة عن طريق الوسائل العلمية في الكشف عن الدليل الموصل إلى الحقيقة.

والطب الشرعي ملزم بإجراء الفحوصات بصدقية وأمانة عندما يتم الاستعانة به في مسرح الجريمة أو خارجها، وكتابة تقريره النهائي الذي يشرح فيه الفحوصات الطبية التي قام بها الشخص المعني، سواء كان حياً أم ميتاً، لذلك يجب عليه أن يكون ملماً بجميع فروع الطب، وبالأخص الفروع الجراحية، إضافة إلى معرفة بالعلوم التي لها صلة بالطبابة، كعلوم الكيمياء والعقاقير الطبية، ما يمهد له السبل للتثبت من تأثير وتركيب السموم المختلفة، فالطب الشرعي وحدة متكاملة مع بقية الاختصاصات، هدفها إظهار العدالة.

ويتم حلّ لغز الجرائم المعقدة والتوصل إلى الحقيقة وتحقيق العدالة عندما يحدث تعاون وتبادل للمعلومات، بين المحقق الجنائي وما يقدمه الطب الشرعي وما يفيد به الخبراء والفنيين، كلّ في مجال اختصاصه ومسرح الجريمة، فهو المكان الذي انتهت فيه أدوار النشاط الإجرامي، وبدأ منه النشاط التحقيقي.

إن الطب الشرعي لا يقتصر على كتابة التقارير الطبية أو تشريح الجثث، فهو علم حي قائم بذاته، تأتي أهميته من حيث مواكبته للتطورات الحديثة والمتسارعة والنظريات المتقدمة في التحليل والتشخيص.

الكتاب:

التحقيق الجنائي والطب الشرعي

تأليف :

د. بارعة القدسي

الناشر :

وزارة الثقافة - الهيئة العامّة السورية للكتاب - دمشق 2016

الصفحات:

160 صفحة

القطع:

المتوسط

Email