غيمة أربطها بخيط.. حكايات وأحلام واقعية بامتياز

غلاف غيمة أربطها بخيط البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتألَّف كتاب الشاعر والروائي اللبناني عبده وازن «غيمة أربطها بخيط»، من قسمين، الأوَّل يسرد فيه أكثر من ثلاثمائة حكاية هي أشبه بلقطات سينمائية بمثابة أحلام رآها أو تخيَّلها. أما القسم الثاني فكان دراسة/‏ قراءة وتفسيرات بعنوان: الحلم حارس النوم والنوم أرض كنوزه.

ويبدو فيه ميل المؤلِّف لتبني آراء كارل غوستاف يونغ «1875 - 1961»، عالم النفس السويسري ومؤسِّس علم النفس التحليلي في مقابل سيغموند فرويد «1856 - 1939»، المفكِّر النمساوي ومؤسِّس علم التحليل النفسي وعلم النفس الحديث. كما لو أنَّ هذه الأحلام تؤكِّد طروحات كارل يونغ. ويقول وازن:

انطلقت في تأليف هذا الكتاب من تجربة ذاتية وخاصة. لم أجد ما استند إليه من مرجع أدبي قائم على ما يُسمى النص الحلمي. فشئتُ أن أكتب ما يمكن تسميته أدب الحلم، وليس مجرد تدوين أحلامي كما هي. ما يعني أنَّ وازن يكتب (أحلامه) التي لم يقبض عليها في الواقع. وهنا تأتي (الحرية). ليكتب خارج الرقابة التي تقمع الفكر. فنقرأ ما كتبه، نقرأ المدهش والمُثير.

ومن بين ما يقول المؤلف في حكاية/‏حلم «الغريق»: عندما مددنا الغريق على سرير الموت في منزله راحت تسقط من عينيه دموع غزيرة. جلبنا مناشف لنجفِّف الماء الذي يجري من العينين كلتيهما فتبلَّلت للفور. أتينا بخرق وأقمشة ووضعناها تحت رأسه لكنَّها ما لبثت أن تبلَّلت أيضاً..

ويتابع وازن: اقترح عمّ الميت الشاب أن يوضع الجثمان في حديقة المنزل ليتشرَّب التراب الماء، فرفضت أمه وأصرَّت على أن يبقى في المنزل حتى يُنقَل إلى الكنيسة ليصلّى عليه ثُمَّ يُدفَن في مقبرة العائلة. عندما هبط الليل سمعتُ عويلاً يرتفع من المقبرة وصرخات استغاثة: البحر، فاضَ البحرُ... انقذونا.

وأما في حلم «جولييت»، فيطالعنا وزان بقصة وحكاية أخرى: عندما فتحَ جورج باب المقبرة، صرخنا نحن الواقفين على الحافة. لم يبالِ هو بصرختنا، راح يسحب التابوت إلى الخارج من دون خوف، وعندما انتهى، فتح الغطاء فإذا بنا نبصر جولييت ابنة حيِّنا التي توفيت أمس في الثلاثين من عمرها بعدما صدمتها سيارة، ودُفنت للتوّْ...

وفي حلم آخر، يقول وازن: اجتزتُ الحاجزَ على أقدامٍ أربعْ، لم يوقفني المسلّحون الذين كانوا يخطفون أشخاصاً ويقتادونهم إلى بيت مجاورٍ للحاجز. كنتُ أبصر هؤلاء يرتجفون خوفاً، الحيرة تملأ نظراتهم، وجوههم كالحة.. عندما ابتعدتُ من الحاجز رحت أعوي فرحاً لأنَّهم ظنُّوني كلباً.

وأما عن سمير قصير، الكاتب والصحافي الذي اغتيل في بيروت عام 2005، فيطرق وازن بابه ويسأله: كيف كان وقع الانفجار عليك في السيارة؟ فيجيبه: لم أحس شيئاً. أبصرتُ ما يشبه البرقَ ثمَّ لا أذكرُ ما حصل. لكنَّني عندما فتحت عيني أبصرتني منحنياً على مقود السيارة التي كانت تحترق، ومن حولي أُناس لم أعرف من أين أتوا. رحتُ أضحك. ظنُّوا أنَّني فارقتُ الحياة...

الكتاب: غيمة أربطها في خيط

المؤلف: عبده وازن

الناشر: دار نوفل هاشيت -أنطوان

بيروت 2017

الصفحات:

253 صفحة

القطع: المتوسط

Email