شبكة الحضارة المعرفية .. تحديات التحول إلى مجتمع افتراضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعرض الكاتب الراحل السيد ياسين في «شبكة الحضارة المعرفية: من المجتمع الواقعي ﺇلى المجتمع الافتراضي»، طبيعة التغيرات والأحداث التي شهدها القرن الفائت في عقديه الأخيرين، موضحاً أنه مع القرن الحادي والعشرين بدأ يتشكل نموذج عالمي جديد، وهو ما تمثل في عدد من المتغيرات، هي:

من المجتمع الصناعي ﺇلى المجتمع المعلوماتي، من الحداثة ﺇلى العولمة، من الأمن النسبي ﺇلى مجتمع الخطر، ومن الأمن القومي التقليدي ﺇلى النموذج المعلوماتي للأمن القومي، بزوغ نموذج حضاري جديد.

ويشرح الكتاب أن الفرز سينتج مجتمع المعلومات الكوني، وسمات هذا المجتمع سمات تكنولوجيا المعلومات نفسها؛ ألا وهي: المعلومات غير قابلة للاستهلاك أو التحول لأنها تراكمية، قيمة المعلومات في تنمية قدرة الإنسان على اتخاذ القرارات التي تقوم على التركيز على العمل الذهني.

وبالتالي، فإن ملامح المجتمع المعلوماتي، كما يوصفها الكاتب، تتمثل في: المنفعة المعلوماتية في صورة شبكات المعلومات، الصناعة هي صناعة المعلومات، تحول القيم من التركيز على الاستهلاك إلى تحقيق الهدف.

ويرى المؤلف أنه علينا في العالم العربي اختيار الشكل المناسب لنا من أشكال الديمقراطية. فالوطن العربي في حاجة الى حوار خاص لصياغة هذا النموذج المناسب.. ومن هنا كانت أهمية وسائل الإعلام التي تتبنى تلك الحوارات وتزكيها لصالح البلاد.

ويخلص المؤلف إلى أن ما بعد الحداثة لديها بعض الأفكار التي تريد إرساءها في ممارسة العلم الاجتماعي، بعد محاولة هدم أسس الحداثة التي قامت عليها الحداثة الغربية.. وحدد البعض أربع قيم إيجابية لتصبح بمثابة قيم للنظام العالمي: السلام- العدالة الاجتماعية- تحسين الاقتصاد- التوازن البيئي.

وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال: حكومة عادلة، إشباع الحاجات الأساسية للأفراد، الأمن الاقتصادي، تعليم متميز، تنمية بيئة مستدامة، ضمان الحقوق، صياغة ثقافة أخلاقية، تكافؤ الفرص، التجانس الاجتماعي، العدل، الحق في الحياة، خلق بيئة صحية، تحسين الوضع الشخصي للأفراد.

ويلفت ياسين إلى أنه يما يرى بعض العلماء مؤشرات تغير نحو المجتمع الكوني، بينها: انهيار الإيديولوجية بشكل واضح في الكثير من المجتمعات، ظهور سوق كونية أول عالمية اقتصادية، زيادة تعقيد البعد العسكري، تزايد ورواج المظاهر والأفكار الديمقراطية، التعددية الثقافية في المجتمع الواحد، صعود قيم حقوق اﻹنسان والديمقراطية والبيئة.

هكذا، ومع المجتمع الكوني، لن تصبح الدولة مسؤولة وحدها عن الحياة اليومية، هناك المؤسسات الاجتماعية والشركات الكبرى وغيرها. مع ذلك وظيفة الدولة ستزيد وتقوى في الميادين التالية: قيادة التطور في مجال التكنولوجيا رفيعة المستوى، حماية الصناعات القائمة من الانهيار، السيطرة على حركة الهجرة، القيام بوظيفة الترفيه للأفراد.

كما أن دور الدولة سيضعف نتيجة: النزوع الواسع لاقتصادات السوق، لا مركزية وظائف الحكومة، تقويض سلطة المؤسسات الدولية والإقليمية، زيادة المكونات الدولية في ﻹدارة الدولة، الحركة العالمية للناس والمعلومات.

ولا يتحقق النموذج الكوني ﺇلا بعدد من الشروط، منها: التسامح الثقافي، النسبية الفكرية، إطلاق الطاقات الخلاقة للإنسان، تقليص مركزية الدولة، التوازن بين القيم المادية والروحية والإنسانية.

الكتاب: شبكة الحضارة المعرفية: من المجتمع الواقعي إلى المجتمع الافتراضي

إعداد: السيد ياسين

الناشر: هيئة الكتاب المصرية- القاهرة 2016م

الصفحات:

350 صفحة

القطع: الكبير

Email