من قصص الباليهات.. فن الرقص والموسيقى والإيماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعرض كتاب (من قصص الباليهات)، الذي ترجمه وأعده محمد حنانا، 26 عملاً من الباليهات العالميّة المشهورة، وأسماء وسير مؤلفيها وواضعي موسيقاها.

وكذا مصممي رقصاتها وتواريخ عرضها للمرة الأولى، وأمكنة عرضها. ومن هذه الباليهات: سندريلا، كليوبترا، كسَّارة البندق، كيوبيد وسايكي، شهرزاد، روميو وجولييت، الأميرة الناعمة.

ويتوج الكتاب بلمحة مسهبة عن مصممي الباليهات والموسيقيين الذين ساهموا بوضع موسيقاها، مؤكداً أن الباليه، هو فن يقدمه راقصون وراقصات، بمصاحبة الموسيقى، وعادة ما يُستخدم الإيماء في الباليه، للتعبير عن العواطف والأحاسيس، أو لرواية قصة.

وبحسب الكتاب، تطور فن الباليه في البلاطين الفرنسي والإيطالي في القرنين السادس عشر والسابع عشر، خصوصاً في بلاط لويس الرابع عشر، الذي حكم في الفترة ما بين 1643و1715.

حيث كان المؤلف جان باتيست لولي مشرفاً على موسيقى هذا الفن الذي كان يُقدم في القصر، بملابس رسميّة ثقيلة وشعور مستعارة وأحذية ذات كعوب عالية وألبسة واسعة طويلة تصل إلى ما تحت الركب.

وظلت هذه الحالة قائمة إلى أن جاء جورج نوفيّر«1727-1810»-مؤسس فن الباليه الدرامي الذي وضع أسساً وقواعد للرقص، وصمم ألبسة مدروسة ومتقنة، وأدخل الموضوعات الميثولوجيّة إلى الباليه.

وفي نهاية القرن الثامن عشر ابتعد فن الباليه عن تأثيرات البلاط، وطوّر حركات غاية في البراعة. أما الرقص على رؤوس الأصابع، فظهر نحو العام 1814، وتطلب ذلك تدريباً شاقاً. ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، غدت الباليهات ذات سمة واقعيّة وموسيقى مؤثرة.

وبعد أن كانت تُشكّل جزءاً أساساً من الأوبّرا، تدرجت بالانفصال عنها إلى أن أصبحت فناً قائماً بذاته لا سيّما مع الباليهات التي نهضت على روائع تشايكوفسكي (بحيرة التيم) الشائعة خطأً باسم (بحيرة البجع) و(الجمال النائم) و(كسَّارة البندق). أما التحول الكبير في مسيرة هذا الفن، فجاء مع القرن العشرين، عبر جملة من الإصلاحات والتطورات والتقانات، استلهمتها الراقصة الأميركيّة (إيزادورا دانكان 1878-1927) من الكلاسيكيّة اليونانيّة.

وحركات الطيور والأمواج، رافضةً بذلك، تصاميم الرقص التقليديّة. تابع بعدها هذه التطورات والإضافات، الراقص الروسي الشاب ميخائيل فوكين«1880-1924» الذي شاهد دانكان حين قامت برحلة إلى روسيا.

كما تأثر بزيارة راقصين سياميين إلى بلاده عام 1900، وكان فوكين يسعى في الأساس لتحرير الباليه من تقاليد القرن التاسع عشر، وقد نجح في تحقيق هدفه بمساعدة سرغيه دياغيليف راعي العروض الفنيّة ومنظمها، لا سيّما تلك التي قدمها في باريس عام 1909، وكان برفقته فوكين.

وكان تأثير عروض دياغيليف-كما يُشير الكتاب- التي قدمها في باريس ولندن وبرلين ومدن أوروبيّة أخرى، عميقاً جداً، ليس على فن الباليه فقط، بل على جميع الفنون. وبعد الحرب العالمية الأولى، استمر المؤلف إيغور سترافيسكي بالتعاون مع دياغيليف، إضافة إلى إيريك ساتي ودي فايا وبروكوفييف، في تقديم الباليهات.

بعد دياغيليف ومعاصريه، أسس منظم العروض الفنيّة السويدي رولف دوماريه 1888-1964 فرقة الباليه السويديّة في باريس.. واليوم يشهد عصرنا انبعاثاً جديداً لفن الباليه، خاصة مع ظهور مؤلفين شباب وفرق نشيطة، تستفيد من التقانات الحديثة وتوظفها ببراعة، في تقديم باليهات مدهشة.

الكتاب: من قصص الباليهات

إعداد: محمد حنانا

الناشر: الهيئة العامة السوريّة للكتاب– دمشق 2016

الصفحات:

168 صفحة

القطع: المتوسط

Email