أدب وثقافة الطفل..

اشتراطات إبداعية وسمات تفرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قليلة هي الكتابات العلمية المتخصصة في مجال أدب وثقافة الطفل، وهو ما يضيف إلى كتاب«أدب وثقافة الطفل» لمؤلفه د.أحمد مختار مكي، أهمية خاصة، إذ يقدم معلومات ومهارات نوعية في الحقل إلى كافة المتعاملين مع الطفل، بداية من الوالدين وأفراد الأسرة وحتى المعلمين ورجال التربية والتعليم، ووصولاً إلى جميع المتعاملين مع الطفل.

يبين الكتاب أن أدب الطفل متعدد التعاريف، إلا أن المؤلف يرجح ويفضل تعريفه بالآتي «هو كل ما يكتب للأطفال خصيصا من إنتاج أدبي، روعي فيه خصائصهم اللغوية والنفسية والعقلية، متمثلا في الأشكال الأدبية المتنوعة من قصة وشعر ومسرحية وأغنية».

وأما عن نشأة أدب الطفل، فيقول المؤلف: يصعب تحديد فترة زمنية محددة لنشأة أدب الطفل، ومع ذلك فالعرب كتبوا فيه منذ عشرة قرون، وقبل هانز اندرسون الشهير.

ووضع خلال العقود القليلة الأخيرة بعض القواعد له. فاللغة يجب أن تعزز الثراء اللغوي لدى الطفل، باختيار الكلمات المناسبة والتراكيب السهلة. كما يجب أن يتميز الأسلوب بالاقتصاد وتقديم الافكار بصياغة أدبية لا ترهق الطفل.

 كما أن مضمون العمل الأدبي يجب أن يتناسب واهتمامات الطفل. وفي شأن مواصفات أديب الطفل، يشدد المؤلف على أنه يجدر أن يتميز بخصائص أخلاقية وتربوية وفنية رفيعة، ويجب على الكاتب معايشة الطفل ومتابعة سلوكه وأفكاره. كما يجب أن يتسم بسعة الثقافة والموهبة الأدبية الناضرة.

ولا بد، في خصوص أهداف ثقافة الطفل، كما يشرح الكتاب، أن تتسم الكتابة في المجال بالجاذبية والبساطة، وأن يتضمن أي كتاب متخصص بأدب الطفل، موضوعات تناسب المرحلة العمرية التي يتجه اليها، مع عدم حشو الأذهان بالمعلومات.. والحرص على توظيف المعرفة لإثارة اهتمام الطفل، كما تجدر مراعاة تعدد أشكال المادة التثقيفية المقدمة للطفل.

ويحكي المؤلف عن أثر ثقافة وأدب الطفل في نموه، فيرى أنه يتحقق للطفل النمو العقلي والمعرفي.. كما يتحقق النمو الانفعالي أي انتظام وتوازن ردود الافعال عند الصغير. كذلك نوعية هذه الآداب تؤهل الطفل للاندماج مع أفراد المجتمع، وهو ما يطلق عليه النمو الاجتماعي.

ويحدد الكتاب طبيعة الفنون الأدبية الخاصة بالطفل، فيصفها بأنها متعددة الأنماط والأشكال. ويأتي على رأسها: اللغز (هو سؤال غير مباشر بكلام غامض عن شيء ما)، الشعر (يتميز بالموسيقى الجاذبة للطفل، وهو ينمي الذائقة واللغة لديه)، القصة (بدأت القصة بالحكي وعرفت بحكاية الجدة وهي جاذبة للطفل، ويمكن أن تحمل بالقيم والجمال الفني).

ولا يغفل مؤلف الكتاب، أيا من المسائل ضمن موضوع بحثه، ومن بين ما يدرس في هذا السياق: وسائل الاتصال والطفل، مبينا أنها جميعا تؤثر في تشكيل ثقافة الطفل، ولها دورها في تنمية سلوكه وسلوكه وانفعالاته.. ومع تنوعها يمكن متابعة إيجابيات وسلبيات تلك الوسائط. كما يستعرض الكتاب أهمية المواد الثقافية المطبوعة للطفل، من مجلات وكتب وغير ذلك.

وينبه الكتاب إلى جملة سلبيات يفترض ان يعمل جميع المعنيين في المجال في الكتب المطبوعة، على تجاوزها، ومنها: الأخطاء اللغوية- العنف والإيحاءات الجنسية- سطحية التناول، خصوصاً في الكتب العلمية- الكتب المترجمة تقدم دون مراجعة لما يناسب البيئة العربية.

ويبرز من بين الموضوعات الشاملة والتفصيلية التي يستعرضها الكتاب في دراسته: دور أدب وثقافة الطفل لمجابهة تحديات المستقبل، إذ يوضح المؤلف ماهية المتطلبات الروحية التي يلزم إمداد الطفل بها، عبر الأدب الموجه إليه، ومن ما يضمه ذلك: مجمل ما يجري تلقينه إياه من تراث ديني وثقافي، مجموع القيم الأخلاقية.

أما عن المتطلبات العلمية والتكنولوجية، فيبين الكتاب أنها تمثل الضرورة اللازمة لطفل اليوم مع كل التقدم العلمي الذي يحيط به. ولذلك يجب: تلقينه وسائل التفكير العلمي- توفير المعلومات العلمية بشكل وبطريقة مبسطين.

Email