التشكيل السرديّ .. المصطلح والإجراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يوضح كتاب «التشكيل السرديّ المصطلح والإجراء»، لمؤلفه محمّد صابر عبيد، أنّ مصطلح التشكيل بمضمونه الفنّيّ والجماليّ والتعبيريّ والمفاهيميّ والرؤيويّ، يشتغل عادة في حقل الفنون الجميلة، وبخاصّة في الرسم، ويتحدّث عن ترحيل المصطلح من فنّ إلى آخر وانفتاحه على الفنون وبثّه حياة جديدة فيها. ويرى المؤلف أنّ عملية التداخل والأخذ والاستعارة والاكتساب والترحيل والتضافر والتلقّي والتكييف والدمج، صارت من الأمور الماثلة في الفنون والآداب، ما بات يحقٌّق تجديداً واختلافاً مأمولين.

ويتتبّع عبيد مصطلح التشكيل في جذوره اللغويّة، ويرى أنّه تتوافر فيه خاصيات المرونة والرحابة والديناميّة، فهو لا يتلبّث في منطقة معيّنة ومحدّدة وحاسمة من النصّ، بل يتمظهر في كلّ طبقة وزاوية وظلّ منه، يمكنها أن تسهم في إنتاج حساسيّة التصوير والتمثّل، ويرى أنّه يكون وفق هذا التصوّر، مصطلحاً ما بعد نصّيّ، أيّ يمثّل النصّ في حالة تشبّعه الفنّيّ وامتلائه الجماليّ وارتوائه السيميائيّ، تلك الحالة الغائرة في فضاء القراءة والمتفتّحة بين يدي التداول.

كما يتناول عبيد في الفصل الأوّل، المعنون بـ«التشكيل السرديّ القصصيّ»، نماذج قصصيّة عديدة، ينتقيها لتوافق تمثيل المصطلح في عملية الإجراء النقدي.

أمّا في الفصل الثاني الموسوم بـ«التشكيل السرديّ الروائيّ»، فيناقش مجموعة من النصوص الروائيّة التي يجتهد في مقاربة صورة من صور حضور المفهوم النقدي فيها.

ويجد عبيد أنّ التشكيل بمفهوماته المتعدّدة والمتنوّعة والمتشعّبة، يمثل أحد العناصر الأساسيّة في تكوين الخطاب الأدبيّ بمتنه النصّيّ، ويرى أنّه يحظى بأهمّيّة خاصّة واحتفاء استثنائيّ في دائرة المنهجيات الحديثة المشتغلة في حاضنة النصوص، إذ يتعامل معه بوصفه الوجه الاصطلاحيّ الحقيقيّ المنتج لجماليّة الخطاب الأدبيّ.

ويشدد المؤلف على أنّ شموليّة المفهوم تتأسّس على النحو الذي يتكشّف في أنموذجه الروائيّ، عن قابليّة إحاطة واحتواء وتمثّل لكلّ عناصر السرد ومكوّناته، وذلك في الدرجة التي تكون فيها هذه العناصر والمكوّنات، ذات كفاءة عالية لإنتاج جماليّات السرد، من خلال الكون النصّيّ، ويرى أنّه بلغ بين يدي التشكيل أبلغ مراحل التعبير والتمثّل والتصوير في منطقة القراءة.

كما يعدّ أنّ الهندسة التشكيليّة تقود إلى السعي نحو بلوغ أعلى درجات استكمال شروط الصنعة السرديّة ومتطلّباتها، على النحو الذي تبدو فيه الصورة السرديّة للنصّ قد وصلت إلى المستوى المطلوب والمناسب من التكامل والصيرورة، بحيث يكون الخطاب قابلاً لأفضل قراءة ممكنة بعد أن استوفى شروطه التشكيليّة المطلوبة.

والكتاب، عموما، يشدد على قيمة التشكيل الفني الأدبي، بمفهوماته المتعدّدة والمتنوّعة والمتشعّبة، مبيناً انه يمثل أحد العناصر الأساسيّة في تكوين الخطاب الأدبيّ بمتنه النصّيّ.

 المؤلف في سطور

محمّد صابر عبيد. باحث وكاتب عراقي. حائز على شهادة الدكتوراه في الأدب العربيّ الحديث والنقد - جامعة الموصل 1991. وهو حاصل على درجة الأستاذيّة عام 2000م. فاز بالعديد من الجوائز، منها: الجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للإبداع العربيّ الدورة الثانية 1998 عن كتابه «السيرة الذاتيّة الشعريّة»،جائزة الدولة التقديريّة (الإبداع) عن كتابه «القصيدة العربيّة الحديثة» 2002. صدر له أكثر من خمسة وعشرين كتاباً في مجال النقد والشعر.

 الكتاب: التشكيل السرديّ .. المصطلح والإجراء

المؤلف: الدكتور محمّد صابر عبيد

الناشر: دار نينوى دمشق 2012م

الصفحات: 180 صفحة

القطع: المتوسط

Email