لغز المومياء.. قصة جريمة وغرائب مشوقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كاتب الأطفال السويدي مارتن فيدمارك غزير الإنتاج، ويكتب قصصه للأطفال. ويمثل عمله «لغز المومياء»، قصة مشوقة تتداخل أحداثها في قالب حيوي، ذلك أن المومياوات غالباً ما يكون مصدرها مصر الفرعونية، والتي هي اليوم جزء من عالمنا العربي المترجمة له هذه القصص السويدية.

تبدأ الحكاية حين يجلس لاس ومايا، في مقهى عند شارع الكنيسة، وهما يتناولان المرطبات مع بداية العطلة المدرسية، إذ كانت مايا تشعر بالفراغ والضجر بينما يجلس لاس مسترخياً مغتبطاً، ولهذا توجه مايا غضبها نحو لاس الذي آثر أن ينزل الكاسكيت ليغطي عينيه.

حبكة

ذهبت مايا واشترت جريدة، فعادت فرحة وهي تحمل جريدة البلدة، جريدة «فالبي» وهي تصرخ: «انظر لاس! أخيراً حدث أمرٌ ما».. كانت تزفر بارتياح. فالجريدة تحمل الخبر التالي: «عملية سطو في المتحف هل هو انتقام المومياء؟ الحارس الليلي المرعوب كريستر لِن يحكي لمراسل جريدة «فالبي» أنه شاهد بعينيه كيف استيقظت مومياء المتحف صباحاً وتجولت في المتحف.

وعندما وصلت الشرطة إلى الموقع، اكتشفت أن أثمن لوحة في المتحف قد سُرقت. ومع ذلك، كانت المومياء تقف في مكانها الطبيعي داخل تابوتها. ويخصص المتحف مكافأة قدرها 10 آلاف كرون، تـُمنح لمَن يساعد على العثور على اللوحة وإعادتها».

وهنا هتفت مايا: «كرستر لِن، إنه زميل والدي في لعبة الغولف، وهو ووالدي يعملان معاً ومعتادان على أن يلعبا الغولف في فترات العصر». وعرفا من تفاصيل الخبر، أن الحارس كريستر لِن يبدأ عمله بالمتحف الساعة الثامنة ليلاً حتى الساعة التاسعة صباحاً، وأنه رأى فجأة كيف تحركت المومياء ومشت متجولة بالغرفة. لذا، فإن الرعب دفعه للهرب والصعود لغرفة مديرة المتحف، باربرو بالم، ومن هناك اتصل بها هاتفياً وأخطر الشرطة.

تساؤلات وتخوف

كان الأغرب أن الشرطة وجدت رسالة موجهة لها من المومياء، ولكنها لم تصرح بمضمونها. تذكر لاس أن المعلم أخبرهم خلال زيارتهم للمتحف، أن المومياء التي كانت قد جاءت أخيراً من مصر، تعود لأحد أفراد العائلة الملكية، وأن داخل لفائف القماش يرقد أحدُ أقارب الفرعون رمسيس أحد فراعنة مصر.

قال لاس: «هناك لعنة تستلقي فوق المومياء، والذي يقلق نوم المومياء سيصاب بمشاكل كبيرة في الحياة». أما مايا فقالت قبل أن يسرعا إلى المتحف: «اللوحة المختفية بالتأكيد تساوي مليوناً، لكن هل يمكن حقيقة أن تصحو المومياء من نومها؟».

كان هناك عدد كبير من الناس بالمتحف، وفي مقدمتهم الصحافيون والشرطة والفضوليون. كانت المديرة تجري مقابلة صحافية حين وصل لاس ومايا. سمعاها تقول: لا شيء آخر اختفى.

ورفضت المديرة التحدث عن فحوى رسالة المومياء. تبع لاس ومايا المديرة إلى غرفتها وعرضا عليها المساعدة، رفضت بداية ثم وافقت على مضض، وعرفا منها أن المومياء طلبت في رسالتها خمسة ملايين كرون، وإلا ستختفي لوحات جديدة وأن انتقام المومياء قاسٍ ولكنه عادل. وتذكرت مايا أن المديرة كانت ترغب بإعادة بناء المتحف من جديد، كما تأكدت معلومة إضاعة الحارس لهاتفه الخلوي.

والمتحف فيه جهاز إنذار، وفضلاً عن الكاميرات، فإن الموجودات الأغلى تودع في غرفة خاصة، وحارس المتحف في غرفته يراقب كل شيء ويمكنه مشاهدة التلفزيون.. وغرفته فيها دورة مياه وهو ليس مضطراً لمغادرتها.

«مايهر بيري»

ثمة أمر غير طبيعي هناك، كيف لمومياء أن تستيقظ وتعود إلى الحياة؟! ذلك هو السائد لدى الجميع، ولاس ومايا شاهدا أن اللص قطع اللوحة عن الإطار، وغرفة اللوحة بلا نوافذ، والمديرة قلقة وتطقطق أصابع يديها، ومن أسئلتهما للمديرة عن المومياء، عرفا أنها هدية من الدكتور ابن الحكيم مدير المتحف التاريخي في القاهرة.

إنها مومياء عمرها آلاف السنين ومليئة بالأسرار، مدهونة بالزيت والأعشاب وملفوفة بالقماش تمهيداً لعودة الحياة إليها مجدداً، حسب معتقدات الفراعنة. وهذا ربما، ما أخاف الحارس إلى حد الرعب، وهو يراها تقطع الإطار. فولى هارباً، والمومياء تعود إلى رئيس حرس خزائن وكنوز الفرعون رمسيس، واسمه «مايهر بيري» وتعني: الأسد قادم.

كان هناك شخصان يعملان في المتحف، إلى جانب المديرة والحارس، وهما: أمينة الصندوق بيرنيللا غرين.. وعملها يستمر من الساعة التاسعة والنصف صباحا حتى الخامسة عصراً، وهي تعمل في المتحف منذ أربع سنوات، تشتكي أنها بحاجة إلى المال، ومعروف عنها أنها مبذرة. أما الموظفة الأخرى فهي عاملة التنظيف كورنيليا هامربرغ، وتعمل نصف دوام وتقيم خارج فالبي

. وعملها يبدأ من الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساءً. وتنهي عملها قبل مجيء الحارس، والمديرة كثيرة الشكوى من عملها، لأنها تنظف بإهمال حتى إنها هددتها بالطرد.

ولهذا فإن كورنيليا تحدثت بازدراء عن المديرة أمام جمعية أصدقاء المتحف. وصور الكاميرا كانت مفاجئة وصادمة أيضاً، وصلت بحضور رئيس الشرطة وكانت تظهر أن المومياء تتجول في المتحف، وكيف كانت ممسكة سكيناً وهي تقطع اللوحة المختفية من إطارها.

علقوا: «كم يبدو هذا غريباً، كل شيء يدل حقيقة على أن المومياء هي التي سرقت اللوحة». ويبقى السؤال التالي في أذهان لاس ومايا: «هل استيقظت المومياء وبدأت تصب لعنتها؟»، حيث أكد ذلك الحارس والصور.

سرقة أخرى

الحارس مرتعب وبات يستحق الشفقة، حيث يبقى محبوساً مع مومياء مشحونة برغبة الانتقام، ويتطوع لاس ومايا للمبيت في المتحف للمراقبة. ويا للعجب! فقد تكرر صراخ الحارس وهو يهرب مجدداً، وتسرق لوحة ثانية، ويردد الحارس: «استيقظت المومياء مرة ثانية.. ولا ليلة أخرى في تلك الغرفة المرعبة، اليوم أستقيل».

الشرطة بحضور المديرة، تكتشف اختفاء لوحة ثانية بالطريقة نفسها. عاملة التنظيف تغضب لوجود كل هذا العدد الذي جعل المكان متسخاً ثانية بعد تنظيفه. ويتقدم لاس ومايا لحل اللغز. قالت مايا: «لماذا تريد مومياء الحصول على خمسة ملايين كرونا؟

الحاجة إلى المال في الرسالة جعلتنا بدل أن نشك في المومياء، نضع شكوكنا في الذين يعملون في المتحف. رسالة المومياء خدعة، فالسارق لا يهمه المال بقدر الانتقام، وإلا ماذا يا كورنيليا هامربرغ؟». اتجهت الأنظار نحو عاملة التنظيف كورنيليا وسرعان ما انهارت واعترفت .

وقالت: «أنا مَن أخذت اللوحتين، أخذتهما لأحطم باربرو بالم، هذه الإنسانة الفظيعة وأجعلها حزينة مثلما فعلت هي معي». فهي كانت تعرف أن الحارس يعمل نهاراً مع والد مايا، ولهذا يكون متعباً في الليل، فينام ولا يفتش أقسام المتحف، كما يتطلب واجبه. ولهذا كانت تختبئ في دورة المياه وتلف نفسها كالمومياء وتقوم بعملية السرقة. كما أنها سرقت هاتف الحارس لكي يتصل من هاتف المديرة فتتاح لها فرصة إخراج اللوحة المسروقة.

وفي النهاية، استعاد المتحف اللوحتين المسروقتين، وحصل لاس ومايا على المكافأة مع دعوة لدخول المتحف مجاناً على الدوام..

 

 

Email