«عساكر قوس قزح»..رائعة الأدب الإندونيسي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر الروائي الإندونيسي أندريا هيراتا (مواليد 1967)، روايته الأولى «عساكر قوس قزح» سنة 2005 وسرعان ما تمكن من بيع خمسة ملايين نسخة منها، وتـُـرجمت إلى 28 لغة عالـَـمية، ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية تأخرت حتى سنة 2009، وترجمتها دار المنى السويدية إلى اللغة العربية سنة 2013، ترجمتها سكينة إبراهيم.

قالت عن الرواية مدير عام دار المنى السويدية، منى هنينغ: «إن اختيارها ترجمة الرواية جاء بسبب تدهور التعليم في البلدان العربية، ثم مستدركة، أردت عبر هذه الرواية أن أعيد لمهنة التعليم ألقها ورونقها وللمعلم الوفي كل التقدير والاحترام».

إندونيسيا التي لم يصلنا من آدابها وروايتها مترجما إلا القليل هي أكثر البلدان الإسلامية تعدادا «259 مليون نسمة»، وتشكل رابع دولة عالميا في عدد السكان، وتتكون من 17500 جزيرة وتقع جنوب شرقي آسيا.

مرارة الحب الحلوة

وقال أندريا هيراتا عن روايته: «أتمنى لكم في رحلتكم أن تستمتعوا بقصة من قريتي في جزيرة بيليتونغ الصغيرة، الجزيرة المجهولة التي لا تكاد من صغرها تظهر على الخريطة. قصتي هي قصة الناس المنسيين، وهي صوت مَن لا صوت لهم. وآمل أن تجدوا ما يجذبكم في جمال الطفولة، في المعلمة الصبية المهمّشة وتلاميذها العشرة وهم يحاربون أعداءً لا يقهرون، ويكافحون من أجل العِلم، ومن أجل الكرامة. وأن تجدوا البهجة في أحلام أولئك الأطفال المفعمة بالطهر والبراءة، وفي مرارة الحب الأول الحلوة».

المنقذ

إنها حكاية أفقر مدرسة وتقع في بيليتونغ، أغنى جزيرة بإندونيسيا، وتقع عند نقطة التقاء بحر جنوب الصين وجاوى، وهذا يؤمن لها حماية من الأمواج العاتية.

ويسعى الأهالي لتسجيل أبنائهم فيها لأنها مجانية وثانيا لأنها تدرسهم توجيهات إسلامية متشددة تمنع الأطفال من الانجراف نحو الشيطان، ثم ليس هناك مدرسة أخرى ترضى باستقبال أولادهم. والمدرسة التي تواجه قرار الإغلاق كانت تنتظر أيضا التلميذ العاشر لتكملة العدد الذي يحول دون إغلاقها حسب القانون، وكان انتظاره أشبه بالقبض على الريح، حتى إن باك هرفان معلم المدرسة أعدّ سرا خطاب إغلاق المدرسة.

وباك هرفان أفنى عمره يعلم مجانا، تعينه معلمة شابة تدعى بو مُس، تعلم مجانا أيضا وتمتهن الخياطة لإعالة نفسها. معلمان يدرّسان جميع المواد والمراحل، ووسط الانتظار الصعب وبعد نفاد الوقت جاء التلميذ العاشر، المنقذ. وكان الشاب المعاق عقليا هارون، طفلا محبوسا في جسد شخص بالغ.

المدرسة الأعرق

يروي حكاية هذه المدرسة أحد تلاميذها ويدعى إيكال، أقدم مدرسة في الجزيرة، حيث يمتد عمرها لأكثر من مئة سنة، ويصف حال المدرسة: «لو نطحها تيس مهتاج لتهدّمت وانهارت». لم تخضع المدرسة لأية حراسة لأنها لا تحتوي على ما يستحق السرقة، والشيء الوحيد الذي يدل على أنها مدرسة هو سارية العلم من الخيزران الأصفر، ويضطر التلاميذ للتسلل إلى الأحراش عند تلبية نداء الطبيعة، كان هناك بيت خلاء خارجي أيضا وإذا قصده التلاميذ فلابد وأن يرافقهم المعلـّـم لأن الأفاعي تندس فيه عادة. باختصار، هي مدرسة بائسة تعجز أحيانا عن شراء الطباشير، وتضطر المعلمة بو مُس صاحبة التأثير على الآخرين إلى استخدام الأرض كسبورة.

تحديات

التحديات التي تواجهها المدرسة لكي تستمر كانت كبيرة، فها هو مفتش الوزارة المتغطرس السيد صمديكون يوجه إنذارا بضرورة استيفاء شروط الاستمرار، بعد أن منحها علامات سيئة، فلا صورة للرموز الوطنية، ولا عدة للإسعافات الأولية ولا وسائل إيضاح ولا مرافق، والقائمة طويلة. وسأل السيد صمديكون التلاميذ إن كانوا يملكون آلات حاسبة أو بوصلات أو أقلام تلوين وكان الجواب بالنفي، قبل أن يعطيهم فرصة أخيرة. طريق الوصول للمدرسة طويلة وشاقة، ويمتاز جزء منها بوجود التماسيح الكبيرة والخطرة، والمعاناة تتضخم عند هطول الأمطار في الطريق وفي المدرسة.

قرار إغلاق المدرسة ساري المفعول ما لم تنفذ شروط يجب تطبيقها، ومشاركات متميزة منافسة لبقية المدارس، وأول المشاركات في المهرجان السنوي، وفي ظل خوف التلاميذ من هذه المجازفة، قالت بو مُس:«الكرنفال هو السبيل الوحيد ليعرف العالـَـم أن مدرستنا ما زالت موجودة على وجه هذه الأرض. مدرستنا هي مدرسة إسلامية هدفها تعزيز القيم الدينية! ويجب أن نفخر بهذا». وقال باك هرفان: «إذا قمنا بأداء مثير للإعجاب ربما يُسر السيد صمديكون ويحاول إعادة النظر في قرار إغلاق مدرستنا هذه السنة».

رقصة تقليدية

مهار أحد أشطر التلاميذ اقترح أداء رقصة تقليدية لقبيلة ماساي الإفريقية، ترتدي فيها القبيلة ثيابا قليلة مما يسهل عملية التمويل، حيث تعيش هذه القبيلة في عمق الغابات البعيدة. ونجحوا بالمدرسة في أدائها على أصوات الطبول وحازت على المركز الأول وكأس المهرجان وهذا يعني الكثير حتى أمام صمديكون. تحدٍ آخر كان على التلاميذ خوضه في مسابقة المعلومات. اختاروا ثلاثة: إكال ولينتانج وسهارى. المنافسة رست بمواجهة مدرسة الـ«ب ن» والتي تمثل مؤسسة تعليمية لأكبر شركة للقصدير تهيمن على إندونيسيا، ويرتادها التلاميذ الأغنياء، وتوصلهم سيارات فارهة. وبفضل تلاحم الفريق وعبقرية لينتانج فازوا أيضا وحصلوا على كأس جديدة.

50 سنة

امتهن باك هرفان التعليم المجاني منذ سن المراهقة، شارك في بناء مدرسة المحمدية، وحمل على كتفيه أثقل قطعة خشب التي شكلت عمود الدعم لصف المدرسة. مات فجأة في مكتبه بالمدرسة بعد أكثر من 50 سنة في التعليم المجاني وولـّـد حزنا عميقا للجميع. وأصبحت المسؤولية الثقيلة كلها على عاتق بو مُس. كان عليها حث تلاميذها على مواصلة الدراسة، بينما هم فضلوا العمل هنا وهناك لتحسين وضعهم المادي هم وعائلاتهم.

وجاء التحدي الأكبر من شركة الـ«ب ن»، وتمثل بنية هدم المدرسة واستخراج القصدير من تحتها، بعد أن أحضرت الجرّافات الكبيرة لهدمها. ودخلت المدرسة في تحد جديد وكبير، وانتهز المنافقون هذه الفرصة من أجل مكاسب سياسية. ولكن بو مُس تمكنت بعد جهد من مقابلة مدير الشركة وإقناعه بالعدول عن هدم المدرسة، مقتبسة من الدستور البند 33 القاضي بأن التعليم حق جميع المواطنين. واستمرت المدرسة في أداء رسالتها رغم أن تلاميذها لم يرغبوا ببناء آمال كبيرة قبل أن يتفرقوا بعد أن انهارت دعامة المدرسة المقدسة التي حملها باك هرفان وثبتها بنفسه.

إكال، راوي الرواية، تمكن من الحصول على منحة دراسية في أوروبا، ووفى بوعده أن يكتب كتابا لمعلمته عندما يكبر أسماه «لاسكار بلانجي»، أي عساكر قوس قزح.. والذي كانوا يترقبون تشكله في الفضاء مع نزول المطر. وتفرق تلاميذ المدرسة ليمتهنوا أعمالاً متواضعة، حتى لينتانج العبقري صاحب الطاقة الكبيرة الذي كان يمكن أن يؤسس لمشروع عالم كبير في بلاده، اضطر إلى ترك المدرسة بسبب الفقر. كوتشاي أحد تلاميذ المدرسة الكسالى والحاصل على المرتبة قبل الأخيرة، التي هي من نصيب المعاق عقليا هارون، كوتشاي كان المحظوظ الوحيد بعد أن أصبح عضوا في مجلس النواب.

في السينما

تحولت الرواية إلى فيلم سنة 2008 حصل على نجاح موازٍ للرواية. ويحمل اسم: «لاسكار بيلانجي»:«Laskar Pilangi».

المرة الأولى

1779

ظهرت كلمة «استشراق» بالإنجليزيّة.

1799

ظهرت كلمة «استشراق» بالفرنسيّة.

1838

تبنت الأكاديميّة الفرنسيّة كلمة «استشراق».

معانٍ

شمل «الاستشراق» بدلالاته، حضارة وآداب الشرق الإسلامي وكذا لغاته وثقافته.

«الاستشراق» حركة استكشافيّة واكبت الحملات الاستعماريّة لبلدان الشرق.الشرق في الإنجليزيّة يعني توجيه الحواس نحو اتجاه، أو علامة ما في مجال: الأخلاق، الاجتماع، الفكر، الأدب. ومن ثم توجيهها نحو اهتمامات شخصيّة في المجال الفكري أو الروحي.الشرق في الفرنسيّة يعني: وجّه أو اهتدى أو أرشد.الشرق في اللاتينيّة : يتعلم أو يبحث.

Email