جدارية «الخاتون»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصادف هذا العام مرور مئة عام على دخول القوات البريطانية إلى العراق وبداية استعماره، وبهذه المناسبة أكمل الفنان محمود عبود لوحة جدارية معبرة باسم «الخاتون»، وقد استغرق العمل دون توقف 7 أسابيع.

أما شاكر نوري فصاغ رواية وأبدع فيها بعنوان «خاتون بغداد»، وكلا العملين عن البريطانية مس غيرترود بيل، التي دخلت بغداد عن طريق البصرة وتحمل رتبة ميجور بالجيش البريطاني لتصبح السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس.

مس بيل عشقت العراق بصحرائه وأنهاره، بل وحتى الشاي العراقي والأغاني، وعاشت بسكنها المطل على دجلة وماتت على شاطئه رافضة العودة إلى بريطانيا حتى بعد نهاية مهمتها، وقد ثار جدل حولها وهي التي أصرت على الملكية في العراق أمام تشرشل شخصياً، بل وأصرت على تنصيب الملك فيصل الأول.. وهي تذكر في مذكراتها وتصر على أنها كانت مستشارته مع الاحتفاظ بمنصبها مع كوكس، الذي جاء من بعده.

قبر مس بيل ما زال في مقبرة الإنجليز في بغداد، وقد أمر الملك عند وفاتها أن يكون لها تشييع رسمي وأناب نائبه الأمير علي لتنظيم جنازة عسكرية لها، وقد لف جثمانها بالعلم العراقي، ونقلتها سيارة مكشوفة إلى المقبرة بينما رافق الجثمان أركان العائلة الملكية العراقية وممثلو الحكومة البريطانية وعدد كبير من العراقيين.

ظلت مس بيل شخصية خلافية بقدر ما أحبت العراق. أخلصت لبريطانيا وقد عملت على وحدة جغرافية العراق بشدة، ومن أعمالها المتحف العراقي الذي طلبت من الملك فيصل إنشاءه وهي المتخصصة بالآثار، كذلك موتها المفاجئ أثار عدة تساؤلات: ترى هل انتحرت مس بيل كما يشكك شاكر نوري بذلك في روايته عنها..

وخاصة بضوء مواقفها في وجه تشرشل، إذ قالت له إن فلسطين ليست موطناً جيداً لليهود، كانت واقعية تعرف أن العراقيين معجبين بها لكنهم لا يحبون الإنجليز. بالخلاصة، إنها كانت مفتاح بريطانيا في العراق، واللاعب الأساسي في قيام الملكية ووحدة العراق، بدعم من الملك فيصل الأول الذي أنجز وحدة العراق خلال فترة قصيرة جداً من حكمه.

 

Email