التسع الذهبية من الوصايا النبوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأسرة المسلمة هي نواة المجتمع الإسلامي وكيانه وهى ركيزة تقدمه وأساس بنيانه، وبصلاح الأسرة واستقامة أفرادها يصلح المجتمع الإسلامي ككل في دنياه وفي أُخراه.....

ولكي نصل إلى هذا الإصلاح والنجاح داخل الأسرة لابد لنا من منهج قويم وتخطيط سليم وقدوة حسنة، ونموذج أخلاقي نهتدي بهديه ونتبع منهجه...

ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهديه هو طوق النجاة في هذه الدنيا لكل أسرة مسلمة وكيف لا وهو القائل تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا...«كتاب الله وسنتي»....

المتتبع لأحاديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الله يجد أن مفرداتها كلمات ولكنها ليست كالكلمات إنها كلمات مضيئة يستنير بها القلب، وتنشرح لها النفس، وفيها منهج الحياة كي نسير فيها على ما يرضي الله سبحانه وتعالى.

وفي وصيته لنا يقول رسولنا الكريم : «أوصاني ربي بتسع أوصيكم بها : أوصاني بالإخلاص في السر والعلن، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وأن أعفو عمن ظلمني، وأعطي من حرمني وأصل من قطعني وأن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عِبَراً. « رواه رُزين

والوصية الأولى تذكرنا بقول الله تعالى: «إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئك مَعَ الْمُؤْمِنِينَ . وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا» النساء 146.

وكما ورد وصف الإخلاص في قول أحد الصالحين: «هو مالا يكتبه الملكان، ولا يفسده الشيطان، ولا يطلع عليه الإنسان».

أما الوصية الثانية: فهي تطلب منا العدل في كل الأوقات في الرضا والغضب وإلا فقدنا رصيدنا من الحسنات وكنا من المفلسين يوم القيامة والعياذ بالله فالبُعد عن الظلم هو طريق النجاة.

أما الوصية الثالثة فتطلب منا القصد في الفقر والغنى حتى لا نكون من المسرفين الذين لا يحبهم الله تعالى..

فيقول تعالى: « وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً « الإسراء 26،27.

والوصية الرابعة تأتي لتعالج النفس البشرية وما يعتريها من رغبة في الانتقام ورد الإساءة بما يماثلها فيرشدنا رسولنا ويوصينا بالعفو عمن ظلمنا والتسامح لمن أساء إلينا وكان هو نفسه أول من طبق هذه النصيحة، فعفا عن أهل مكة الذين ظلموه وآذوه فقال لهم يوم الفتح العظيم قولته الشهيرة : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وفي ذلك إشارة إلى قول الله تعالى: « فمن عفا وأصلح أجره على الله « الشورى الآية 40.

أما النصيحة الخامسة والسادسة فهي أن نعطي من حرمنا وأن نصل من قطعنا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «...من سألكم بالله فأعطوه....» ولنحذر أن نكون ممن يمنعون الماعون.

أما صلة من قطعنا فهي درجة كبيرة من الإحسان لا ينالها إلا المفلحون، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.....».

أما النصائح السابعة والثامنة والتاسعة فهي نصائح ترشد الإنسان إلى طريق الفوز والتأني والحكمة، فلا يكون الصمت إلا فكراً، ولا يكون النطق إلا ذكراً ولا يكون النظر إلا عِبراً، وهكذا ينأى الإنسان بحواسه عن السوء والفواحش..

وكما يقول الحكماء: « تفكر ساعة خير من قيام ليلة فإن الفكر حج العقل «.

وقال البعض الآخر : «الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك وتدلك على أن الله تعالى هو الصانع المختار، وغيره صائر إلى الزوال».

 

Email