عُشر مساحتها للزراعة والحفاظ على البيئة

ساحات مساجد دبي الخضراء.. جمال وسكينة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

للزهور ونباتات الزينة والأشجار، دور كبير في تجميل وتزيين البيئة، والحفاظ عليها، وتوسعة حزام المسطحات الخضراء التي ترسم من حولنا صورة طبيعية بألوان البهجة والأمل والراحة النفسية، وتنثر عبق عطرها ليزداد المشهد سحراً وألقاً.

تستأثر مشاريع التخضير والزراعة التجميلية في الإمارات عامة ودبي خاصة، باهتمام كبير من الجهات المختصة التي تعتلي السلامةُ البيئية سلمَ أولوياتها وبرامجها ذات الصلة، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل والخيري في الإمارة ممثلة بإدارة الهندسة ورعاية المساجد، إحدى هذه الجهات المسؤولة عن زراعة وتزيين حدائق وساحات المساجد التي تمثل رمزية دينية وروحانية، وإضافة بعد جمالي إلى أبعاد التصميم المعماري لبيوت الله، وأعمال الزخرفة فيها، بما يوفر للمصلين أجواء من السكينة والطمأنينة أثناء تأدية الصلاة، ويلطف حرارة الجو في الساحات الخارجية بفعل الظل الناجم عن الأشجار المزروعة في المكان.

سياسة التخضير

والتزاماً بسياسة التخضير والبستنة المعتمدة في حكومة دبي، فإن إدارة الهندسة ورعاية المساجد تحرص على تخصيص 10% كحد أدنى، من مساحة الأراضي الخاصة بالمساجد من أجل الزراعة والبستنة والتجميل، وفي ذلك غايات كثيرة ليس أقلها تلطيف حرارة الجو وتظليل الساحات الخارجية التي يضطر المصلون للصلاة فيها أيام الجُمَع نظراً للاكتظاظ في الداخل، وكذا تظليل مواقف سيارات المصلين، مستخدمة في ذلك أنواعاً مختلفة من الزهور والنباتات وأشجار الظل إلى جانب توظيف الأحجار وقطع الأخشاب الصغيرة في تزيين تلك الحدائق والمسطحات مما يزيدها جمالاً وإبداعاً، ويساعد في الحفاظ على التربة وبقائها رطبة.

تنفيذ داخلي

الجميل في هذه العملية، أن إدارة الهندسة ورعاية المساجد في «إسلامية دبي» هي التي تخطط وتصمم أشكال الحدائق وتنفذ أعمال الزراعة والبستنة فيها، من خلال المهندسين الزراعيين العاملين فيها، ويتم اختيار عمليات الزراعة والتجميل على أساس المساحات المتوفرة وكيفية توظيفها لتعطي طابعاً جمالياً وراقياً، وسبق ذلك كله توفير مشتل داخلي خاص بها، لإنتاج واستزراع أنواع مختلفة من النباتات والأشجار المستخدمة في تخضير وتزيين باحات ومواقف المساجد، وبتكلفة منخفضة عن طريق تجميع بذور النباتات والأشجار المزروعة سابقاً، وزراعتها حتى تنمو وتكبر، أو من خلال ما يسمى «التركيب»، أو «العقلة».

كما تتولى شركات الصيانة أيضاً مسؤولية رعاية حدائق المساجد بعد تنفيذها من قبل إدارة الهندسة ورعاية المساجد، سواء لجهة الري، أو التعشيب، أو التقليم، وغيرها من الأعمال الأخرى التي تضمن نضارة المسطحات الخضراء ونموها بصورة طبيعية، بما في ذلك صيانة شبكات الري التي تم اعتمادها وفقاً لمعايير عالمية تستهدف ترشيد استهلاك المياه.

وحتى يزداد المشهد جمالاً وتأثيراً، فقد تم تزويد ساحات المساجد بنظام إنارة تجميلية للمزروعات والمداخل والأرضيات.

خطة سنوية

من جانبه، يشير المهندس محمد المنصوري مدير إدارة الهندسة ورعاية المساجد في «الدائرة»، إلى أن لدى الإدارة خطة سنوية متكاملة لتطوير وزراعة المساحات الموجودة في المساجد وتجميلها إما بالنباتات والزهور، أو من خلال «كواوير» متنقلة في المساجد التي لا يوجد لها حدائق أو مسطحات خضراء.

ويقول لـ«البيان»: إن الخطة تتضمن زراعة وتزيين 15 مسجداً سنوياً إضافة إلى وجود صيانة ومراقبة للمساجد التي تم زراعتها سابقاً ويبلغ عددها الآن نحو 409 مساجد من أصل 671 مسجداً تابعاً لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في الإمارة.

ويضيف المهندس المنصوري: «لدينا استراتيجية متكاملة لتوجيه عملية تطوير المساجد في المدينة، بهدف تحقيق أفضل توزيع للمساجد وتعزيز دورها في المجتمع، وتشجيع الابتكار في تصميمها، مع الحفاظ في الوقت نفسه على التراث المعماري وضمان بناء المساجد وتشغيلها وصيانتها وفقاً لأرقى المعايير العالمية».

6000

حرص المهندسون الزراعيون في إدارة الهندسة ورعاية المساجد في «إسلامية دبي» على اختيار الأشجار والنباتات ومغطيات التربة التي تتلاءم مع البيئة المحلية ولتمنح المساجد منظراً جمالياً يتقاطع مع دورها الروحي والإنساني والحضاري، فيما يتم توفير الزهور الملونة، وزراعتها في المساحات المخصصة لها من خلال الشركات المتعاقدة مع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري لرعاية وصيانة المساجد، التي يزرع فيها سنوياً نحو 6 آلاف زهرة تشكل بألوانها وأشكالها لوحة فسيفسائية.

Email