مدير عام مؤسسة وطني الإمارات:

ترسيخ الهوية شراع أمان سفينتنا الخليجية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، أن ترسيخ الهوية الوطنية ونشر مبدأ المواطنة الصالحة، هو الضامن لسلامة إبحار سفينتنا الخليجية وسط أمواج التيارات الفكرية والدينية والأخلاقية والسياسية التي تتسابق على مساحة صغيرة جداً، اسمها «عقل المتلقي»، مشدداً في الوقت ذاته على أن الإمارات اختارت مواجهة هذه التحديات بنفس المنطق الذي نتعامل به مع مختلف التحديات، وهو التغلب عليها، وعدم السماح لها أن تعيق مشروعها الوطني.

جاء ذلك في دراسة أعدها حول دور الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة في تعزيز الأمن في دول مجلس التعاون.

وقال الفلاسي: «عالم اليوم عبارة عن بحر هائج مضطرب، تتنافس فيه مختلف التيارات الفكرية والدينية والأخلاقية والسياسية على مساحة صغيرة جداً، اسمها «عقل المتلقي»، وتزداد الخطورة كلما كان هذا المتلقي شاباً، كما هي حال نسبة كبيرة من أبناء مجتمعنا، وبين جهات معادية لها أطماع صريحة، وجهات تدعي الصداقة، لها أطماع مستترة، وتنظيمات لها مخططاتها غير البريئة، وتيارات لا هَم لها إلا التخريب الفكري والمادي، يصبح ميدان الصراع الصغير هذا أكثر احتداماً، وتصبح سفينتنا الخليجية والوطنية في مواجهة أمواج عاتية، لا يمكن التعامل معها بمنطق الإبحار في بحر هادئ، لأن عالم اليوم لم يعد بأي حال شبيهاً بالعالم الذي كنا نعيشه في ما مضى».

تساؤل واجب

وأشار الفلاسي إلى أن هذا كله يطرح تساؤلاً واجباً، لكنه مرعب في نفس الوقت، وهو: «ما الذي يجب فعله، خاصة أن مصدر الخطورة يكمن في أن المطلوب ليس جواباً نظرياً، وإنما الجواب الذي يحقق النتائج الصحيحة، لأن المرحلة والتحديات لا تحتمل منطق التجربة والخطأ، ولا وقت لذلك».

وقال: «في الإمارات، اخترنا أن نواجه هذه التحديات بنفس المنطق الذي نتعامل به مع مختلف التحديات، وهو التغلب عليها، وعدم السماح لها أن تعيق مشروعنا الوطني، لا أمنياً، ولا اجتماعياً، ولا اقتصادياً، ولا سياسياً، وكان حجر الزاوية في تفكيرنا هذا فكرة بسيطة مستمدة من حياتنا قبل البترول، وقبل الثراء والرفاه، ألا وهي أن الخيمة أو بيت الشعر لا يمكن للرياح أن تخلعه من مكانه إذا كانت أوتاده مثبتة جيداً في أرضها، وكذلك الشجرة الضاربة جذورها في الأعماق، لا تستطيع أي عاصفة أن تقتلعها، لذلك، كانت الصورة واضحة أمامنا، بأن المطلوب هو تعزيز تجذر المواطن في علاقته بدولته ومجتمعه وتاريخه وخصوصيته السياسية والاجتماعية، ومن هنا، جاءت فكرة إعادة إطلاق مهمة مؤسسة وطني الإمارات، لتكون وظيفتها الأساسية، تعزيز الهوية الوطنية والقيم المجتمعية الإماراتية الراسخة، وتعزيز مفاهيم المواطنة الصالحة بمستوياتها المختلفة».

وأشار إلى أن البعض قد يظن أن هذا الكلام نظري أو مغرق في الرومانسية في البداية، لكن إذا شكلنا الرابط الصحيح بين الهوية الوطنية وقيمها، وما تلعبه من دور في بناء الشخصية الوطنية، وبالتالي، بناء سلوكيات المواطنة الصالحة، وبين التحديات التي نواجهها والعوامل الجذرية التي يسعى الآخرون للنفاذ إلينا من خلالها، نستطيع عندها أن ندرك أهمية الخطوات التي قمنا بها في الإمارات، باعتبارها خطوات تحصينية ووقائية مهمة، مترافقة مع مسار التمكين الرئيس الذي بدأته الدولة ككل، من خلال برنامج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للتمكين السياسي المتدرج.

واقع

وأكد بالهول أنه لأجل فهم الدور الذي تقوم به الرؤية الوطنية في تعزيز الأمن الداخلي، لا بد من قراءة الواقع المحيط والمتداخل مع حياتنا، ضمن منظور أساسي، هو المصلحة الوطنية العليا، وما يحققها من أهداف وأعمال، معتقداً أن قراءة الواقع يتعين أن تقوم على عدة أسس، أبرزها: معرفة ما مصالحنا نحن أولاً، كل دولة على حدة، وكمجموعة دول معاً، ومعرفة إذا ما كنا مستعدين للقيام بالنقد الإيجابي لمجتمعاتنا، للتعرف إلى التحديات الموجودة، وكيفية التغلب عليها بدلاً من التستر عليها (لا أعني هنا فضائح الإعلام، وإنما الدراسة الموضوعية والبحث والاستقصاء من قبل جهات مؤتمنة)، والعوامل الأكثر تأثيراً في شخصيات أجيالنا الناشئة، سواء أعجبتنا هذه العوامل أم لا، وما الذي قمنا بفعله كمسؤولين ومهتمين للتعامل مع هذه التحديات أو الأسباب المؤدية لها.

ودعا إلى قراءة الواقع من منظور النقد الإيجابي، مشيراً إلى أن هذا الواقع يبين أن دول الخليج عموماً، ودولة الإمارات خصوصاً، لديها تنوع في السكان والجنسيات، نتج عنه تلاقي ثقافات مختلفة ومتباعدة على أرض الدولة، بشكل جلب معه الكثير من التأثيرات الثقافية والدينية واللغوية، التي تؤثر بشكل أو آخر في الهوية الوطنية، والمستقبل الوجودي للشخصية الإماراتية.

مثال: الأفكار الحزبية اليسارية والإسلامية، وكيف وصلت لدولنا، والعالم اليوم، وبسبب الإعلام المفتوح بقنواته المختلفة (ساتلايت، إنترنت، سينما)، أصبح قرية مفتوحة، لكن زخم المحتوى الثقافي القادم من الغرب خصوصاً، أدى لتأثير مضاعف لهذه القنوات التي أصبحت تدخل بيوتنا وحياتنا دون استئذان، وحتى دون رقابة، وطوفان الإعلانات المترافق مع الزخم الإعلامي، وتركيز المساحة الإعلانية على دولنا، بسبب الوفرة المالية، ما أدى إلى تحول أساسي لدى مجتمعاتنا التي أصبحت تعتبر الاستهلاك «الترفي» والمبالغ فيه، ميزة مقابل الترفع عن الأنماط الإنتاجية المختلفة، (وكيف يمكن تأسيس صناعة وطنية مثلاً بمثل هذا الواقع)، بالإضافة إلى الوفرة المالية، أدت إلى الكثير من السلوكيات السطحية، وعدم المبالاة بالمسائل الجوهرية التي تهم المجتمع، ومن بينها، افتراض أن القدرة المالية هي التي تشكل الشخصية الوطنية، مقابل تراجع القيم المجتمعية الإيجابية عند البعض.

كما دعا إلى ملاحظة أن الوفرة المالية أتاحت إرسال أعداد كبيرة من الطلاب للدراسة في مجتمعات أخرى، عوضاً عن ظاهرة السياحة المطولة شبه الإجبارية لإثبات القدرة المادية والإمكانات التي تؤهلهم للسفر والتنزه، وكلها ساهمت في تشكيل آراء وأفكار والتشبه بعادات وتقاليد غريبة، والعودة بها لمجتمعاتنا بشكل أو آخر، وليس بالضرورة أن تكون إيجابية، وزاد من المشكلة أن دولنا في مرحلة ما، كانت تهمل مبدأ التثقيف الوطني للمواطنين والناشئة، تحت شعار الخشية من اهتمامهم بالسياسة، أو عدم الحاجة لهذا التثقيف.

قراءة

واقترح بالهول أنه لكي نفهم مستوى التحديات التي نتجت عن هذا الواقع، أن نقوم بقراءة أخرى للواقع نفسه، لكن من زاوية الأطراف الأخرى بعنوان: كيف يروننا؟ وما العناصر التي تصدت لمخططاتهم وكيف، موضحاً أنهم أولاً: يرون أن مواطننا مرفه، ويقرؤونه على هواهم أنه: كسول، وغير منتج، ولن يقاتل دفاعاً عن بلده، ويعتمد في كل شيء على الوافد، وللأسف، نجد أحياناً أن نسبة غير قليلة من مواطنينا تؤكد ذلك بتصرفاتها، فهم، في ظل ذلك، يعتبرون أن مواطننا، وخصوصاً شبابنا، غير ناضجين وغير مثقفين، وبالتالي، من السهل التأثير بهم واستغلال عواطفهم الدينية، سواء لجمع الأموال لتنظيماتهم، أو لضمهم لتلك التنظيمات والأفكار، وفي ظل غياب التواصل السياسي المؤسسي داخل مجتمعاتنا، أصبح الآخرون يصيغون لشبابنا، إما مباشرة أو غير مباشرة، الصورة النمطية للمطالبات التي يفترض أن يطالبوا بها بدون فهم مميزات بلادهم أصلاً، أمثلة على ذلك: (حكومات منتخبة، أحزاب، برلمانات، وغيرها)، لكن لا بد من ملاحظة حجم الإنفاق الهائل على الإعلام الموجه نحو شبابنا، ما يوحي أن مهمتهم ليست سهلة، وعلى عكس ما يتخيلون، أيضاً، لا بد من ملاحظة أن النسبة العددية لمن يتجاوبون مع الغزو الفكري والثقافي ضئيلة، فالأكثرية الغالبة لا تزال في صف أوطانها وحكوماتها، ومع ذلك، فهذا لا يعني الركون للراحة، وإنما المزيد من الدفاع الذاتي، لأنهم أصبحوا أكثر خبرة وأكثر تصميماً وأكثر شراً، ما يوجب علينا رفع وتيرة الفكر الوقائي والتحصين المجتمعي .

وأكد أن من متطلبات الدولة القوية، زيادة اللحمة الوطنية وتعزيزها وتقوية التفاف المواطن حول مؤسسة الحكم، وكذلك تعزيز قنوات التواصل بين مؤسسة الحكم ومواطنيها، بغض النظر عن شكل هذه القنوات (انتخابات، ومجالس مفتوحة، وزيارات دورية)، والتذكير بأهمية الدور الذي يلعبه الجيش الوطني المحترف، والأجهزة الأمنية المختصة في حماية الدولة القوية، ولذلك، وجدنا أنهما دائماً يكونان مستهدفين في كل مشاريع التخريب، كما أن من عوامل قوة الإمارات التفاف الشعب حول القيادة، وسعي القيادة الدؤوب للعناية بالشعب، ما شكل حالة فريدة من نوعها، لم تسمح لأي نوايا شريرة أن تخترقها، وهنا تحديداً، لعبت الشخصية الوطنية دوراً مهماً في تعزيز العلاقة بين المواطن والدولة، فالمواطن أصبح يعتبر أن عليه واجب الدفاع عن وطنه، وليس فقط البقاء متفرجاً، متوجهاً بالشكر للقائمين على الربيع العربي، لأن فشلهم المتواصل والحرائق التي أشعلوها، أصبح «جرس إنذار» لمواطنينا وشعوبنا ودولنا، حتى لا ننخدع بالشعارات المضللة والمشاريع الهدامة، ونحافظ على أوطاننا سليمة من العبث والتخريب.

جهود

وقال الفلاسي: «بالنسبة لنا في دول الخليج عامة، والإمارات خاصة، لا بد من تلاقي الجهود الحكومية والمجتمعية والإعلامية، لتكوين رؤى وطنية شاملة، ضمن المفاهيم التالية التي نقترحها كأساس للفكر الوقائي والتحصين المجتمعي، تتمثل في: تعزيز الشخصية الوطنية، وانتماء الفرد لوطنه من خلال منظومة مبادرات، تشمل مكونات الشخصية الوطنية والقيم المؤسسة لها، وكذلك عناصر الهوية الوطنية ومحددات المواطَنة الصالحة، والتقدم خطوة على أي جهة مقابلة، وخاصة في توسيع قنوات الحوار والتواصل بين الجهات المسؤولة وأبناء الوطن .

برامج ومشاريع

أوضح الفلاسي، أن الإمارات، حرصت على تحصين المجتمع بالبرامج والمشاريع التنموية ذات الأثر الاجتماعي الكبير، وذكر منها: تعزيز برامج الرعاية الاجتماعية، مثل صندوق الزواج ومشاريع الإسكان والتوسع في توظيف المواطنين، سواء في الحكومة الاتحادية أو الإمارة الواحدة، أو بين الإمارات، وبما في ذلك دعم توظيف المواطنين في القطاع الخاص.

 

الإمارات نموذج متقدم إقليمياً

أكد بالهول أن الإمارات تمثل نموذجاً متقدماً عن بقية دول المنطقة في المنظورين الاقتصادي والتنموي والخدمي، لكنها تتشابه في معظم العناصر الاجتماعية والثقافية، نظراً للارتباط الوثيق بين الشعب الإماراتي وبقية شعوب الخليج، والتشابه في واقع التركيبة السكانية وطبيعة المخاطر والتحديات المحدقة بالجميع، ومع ذلك، تظل هنالك خصوصية إماراتية، شكلت تحدياً في جزء، ولكنها شكلت ميزة في جزء آخر، أبرزها: الإمارات دولة اتحادية، وهذا يعني وجود مرونة محلية، وربما محدودية في تنفيذ برامج التنمية، وخاصة التشغيل بين إمارة وأخرى، استغلها البعض للتحريض ومحاولة إثارة الفتنة، بينما نحن استغللناها لتعزيز وحدة الصف الوطني، من خلال تلبية الاحتياجات الوظيفية الإضافية لكل إمارة من الإمارات الأخرى، مثل (أبناء رأس الخيمة العاملين في دبي وأبوظبي)، والوضع الاقتصادي للدولة أكثر من مريح، وهذا ترك تأثيرات سلبية في مدى جاهزية الأفراد، واعتمادهم على الرفاه كقيمة مطلقة، فكان الرد الحكومي، التركيز على التميز الوظيفي وجودة الخدمات، وأيضاً الخدمة الوطنية لتعزيز الانتماء الفردي.

وأضاف: «علاقاتنا العالمية ممتازة جداً مع الغالبية العظمى من دول العالم، ما جعل البعض يسترخي، ويعتقد أنه لا يمكن أن يكون لنا أعداء يستهدفوننا (سواء داخلياً أو خارجياً) حتى تفاجؤوا بحرب اليمن، وأهمية حماية المصالح الاستراتيجية للدولة، بل والتضحية دفاعاً عنها (الشهداء).

وشعبنا غالبيته العظمى متدين، ويحترم المتدينين، ما سمح لبعض التيارات الدينية استغلال هذه العاطفة الجياشة تجاه الدين، لتكوين خلايا في بلادنا، لكن شعبنا يكره الحزبية وينفر من الحزبيين، لذلك عندما انكشفت صفتهم الحزبية، رفضهم شعبنا، إضافة إلى أن شعبنا محافظ على تراثه الأصيل وأخلاقه الإسلامية، لذلك نظر بريبة وشك ورفض للتيارات التغريبية من ليبرالية ويسارية، التي تحاول نزعه من جذوره وتركه معلقاً في الهواء، وشعبنا مضياف ومتسامح، ويستقبل على أرضه ما يقارب 200 جنسية مختلفة بكل أديان العالم، إلا أنه بقي محافظاً على شخصيته الإماراتية النقية، وهويته الوطنية التي لا تشوبها شائبة، بحيث لم يتغلغل هذا الطوفان الثقافي والفكري إلى عمق المكون الإماراتي (فعلى سبيل المثال، لم تسجل حالة واحدة لتنصر إماراتي، أو لفتاة إماراتية تعيش مع رجل دون زواج)، رغم كل مكونات الدولة الحديثة، بقيت العلاقة بين الحاكم والمحكوم في إطارها النقي، بعيداً عن تعقيدات العصر، فالمواطن يستطيع ببساطة، مقابلة الحاكم أو الشيخ، وعرض مظلمته، ويضمن حلها، كما أن معظم برامج الدولة، تصب في باب رعاية المواطن بشكل أو آخر، أمثلة: (صندوق الزواج، وبرامج الإسكان، وسداد الديون).

وفي ظل التمكين السياسي المتدرج، لم نخرج من جلدنا، لكن لم نتقوقع فيه، فالقبيلة ما زالت حجر البناء الرئيس للمجتمع الإماراتي، ولكن دون أن نتركها تتحكم في خياراتنا (مثلاً عدم التصويت على أساس قَبَلي في انتخابات المجلس الوطني)، وجهود الدولة بكافة مستوياتها، لا تزال مسخرة، وبتركيز على حماية الأسرة الإماراتية، باعتبارها اللبنة الأساسية والمدماك الأساسي في بناء المجتمع والقبيلة والإمارة والدولة.

 

الخدمة الوطنية

قال ضرار بالهول الفلاسي، أنه على المستوى المحلي، يجب أن نستذكر التأثيرات الإيجابية لمشروع «الخدمة الوطنية»، وخصوصاً جزئية مشاركة أبناء الشيوخ وأولياء العهود في مقدم المسجلين والمشاركين فعلياً بالتدريب، ولاحقاً في المهام القتالية، والجميع محلياً وخارجياً، يتجاهل التأثيرات الاجتماعية والنفسية والفكرية التي تركتها مشاركة عدة دول خليجية مجتمعة في عاصفة الحزم، وما حققته من نتائج عسكرية فاجأت الجميع، خاصة من كانوا يفترضون أبناء الخليج «مرفهين ولا يقاتلون»، والسؤال، كيف نستفيد من عاصفة الحزم في البناء المستقبلي للشخصية الوطنية، وكل هذه التحديات ميدان تنافسها، هو مواطننا، نحن أهل الخليج والإمارات، الذي أصبحت شخصيته تتشكل من مجمل ما يتعرض له من تأثيرات، بينما المطلوب أن تكون العوامل الوطنية هي الأكثر تأثيراً، ما يطرح تساؤلاً هاماً: من يؤثر في شخصية أبنائنا أكثر: التلفزيون الوطني أم ذلك الذي يعرض مسلسلات وبرامج أجنبية أكثر.

فجوات

أصحاب الأفكار الهدامة يثيرون الفتن

قال ضرار بالهول الفلاسي، إن أصحاب الأفكار الهدامة يستغلون وجود بعض الفجوات التنموية، مثل وجود بطالة بين الشباب، أو عدم تساوي مستويات الدخل، لإثارة الفتن في المجتمع، وأضاف: رغم أنها طبيعية في كل مجتمع، إلا أنها في مجتمعاتنا، وبسبب الوفرة المالية لدولنا، تحولت إلى ثغرات صامتة، استخدمت واستغلت من قبل جهات مختلفة للتحريض، ولا بد من الإشارة إلى أننا من ناحية تربوية لم نعالج السلوكيات أو الطباع التي سهّلت عمل بعض من استهدفونا، مثلاً التفكير الديني العاطفي الذي استغلته مجموعات الإسلام السياسي، وحتى الإرهابية، في اجتذاب الشباب دون وعي، بالمقابل، هنالك جهات عديدة لا ترى في دولنا إلا «سوقاً» لمنتجاتها أو لعمالتها، أو في أحسن الأحوال، دول مانحة، وكأننا موجودون لتلبية هذه الأغراض، ومن بين هذه الجهات، دول تستخدم القوة الناعمة للتأثير فينا لتحقيق مصالحها، مثال أميركا وتركيا، ووجود أطراف لديها أطماع تاريخية، تتجاوز مسألة النفط والوفرة المالية إلى الصراع الحضاري والديني، والرغبة في الهيمنة، مثال إيران، ووجود تيارات فكرية، تمثل مصالح دول أجنبية تسعى لكي تكون الذراع المحلية المنفذة لأجندات الدول الأجنبية في مجتمعاتنا.

مهمة

«وطني الإمارات» حصن اجتماعي

أكد مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، أن دور المؤسسة هو التحصين الاجتماعي، وقال: اجتهدنا في القيام بواجبنا ضمن المبادرات التالية: استطلاع القيم المجتمعية الإماراتية، الذي درس أهم القيم لدى المواطن الإماراتي وتأثيرها في شخصيته الوطنية، وضع دليل توجيهي للهوية الوطنية ومعايير المواطنة الصالحة، وطباعة وتوزيع وتنظيم ندوات تعريفية بالدستور الإماراتي، وعناصر التميز فيه، وما يتضمنه من حقوق وواجبات للمواطن، وتنظيم فعاليات يوم العَلَم، وكذلك يوم الشهيد في دبي، وتنظيم سلسلة محاضرات مدرسية على مستوى الدولة عن القيم الوطنية وتعزيزها، وتنظيم سلسلة محاضرات في السجون، بهدف التأثير الإيجابي والإصلاحي في المحكومين والموقوفين، تنظيم سلسلة محاضرات لأولياء الأمور حول التحديات المختلفة التي تحيق بأبنائهم، وفتح قنوات حوار مباشرة مع طلبة الجامعات حول القضايا الوطنية والطلابية، وتنظيم ملتقى الطلبة في الخارج في أكثر من دولة، وتنظيم لقاءات جماهيرية وقت محاكمة «الإخوان»، وتبيان مخاطرهم وخطرهم على المجتمع والدولة.

Email