تمتلك فوائد مناخية وجمالية ومعمارية وهندسية وصحية

أشجار «الملنجتونيا» تُعطّر شوارع دبي

«الملنجتونيا» تبدأ في الإزهار خلال الثلث الأخير من شهر أكتوبر وتستمر حتى منتصف مارس | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزدان شوارع دبي في هذا الوقت من العام بشجرة مميزة بأزهارها البيضاء الكثيفة وبعضها المتساقط على الأرض كندف الثلج الهابط من السماء، مشكّلاً لوحة فنيّة بديعة بين الأبيض والأخضر، إنها شجرة «الملنجتونيا» التي تتميز بموسم إزهار طويل، حيث تبدأ عادة في التزهير في الثلث الأخير من شهر أكتوبر من كل عام وتستمر حتى منتصف شهر مارس، وخلال العام الماضي سجل المختصون في إدارة الحدائق والزراعة في بلدية دبي، استمرار إحدى أشجار الملنجتونيا المزروعة بمواقف حديقة الخور في حالة إزهار حتى منتصف شهر أبريل، فهي ذات طبيعة حية ومتغيرة مع مرور الزمن وتطلق رائحة عبقة بين فترة وأخرى وفقاً لموسم الإزهار الذي تزدهر فيه وتنتعش، وعندها تبدي زينتها ومظهرها الجذاب بأكاليل الزهور البيضاء المحملة بها.

بيئة جميلة

وقال المهندس محمد عبد الرحمن العوضي مدير إدارة الحدائق العامة والزراعة في بلدية دبي: تظل الأشجار على اختلاف أنواعها وأشكالها وطبيعتها من أهم العناصر الرئيسية في عملية تنسيق الحدائق وتجميلها خاصة شجرة الملنجتونيا، فلها العديد من الاستخدامات المتعلقة بالتصميم، كما لها الكثير من الفوائد المناخية والجمالية، والمعمارية، والهندسية، والصحية، وتؤدي عدَّة وظائف تصميمية منها، توفير الظل، وتشكيل مراكز لجذب الانتباه بالحدائق الكبرى، وتقليل تأثير الضوضاء، وإخفاء عيوب المباني، أو لعزل بعض المناطق، فهي البديل المثالي لأشجار الدمس لعزل حديقة المنزل عن الجيران، إلى جانب امتصاصها لثاني أكسيد الكربون وإنتاج غاز الأكسجين.

ميزات نوعية

وأوضح العوضي أن الشجرة تعتبر من أشجار المناطق الاستوائية سريعة النمو المستديمة الخضرة، والتي تزرع لجمال نموها الخضري، ولأزهارها الأنبوبية البيضاء ذات الرائحة العطرية التي تتكون في نورات، ولهذا تم استخدامها في العديد من مشاريع الزراعة التجميلية بالإمارة، سواء في مشاريع تشجير شوارع المدينة، أو في الحدائق، مبيناً انه جرى إدخالها إلى مشاتل البلدية في 1993 واستخدمت لأول مرة في مشروع حديقة خور دبي، وتمَّت زراعتها في حديقة الطوار الثالثة السكنية، وتقاطعات القرهود، وشارعي الرباط والجزائر، وبعض الشوارع الداخلية في منطقة جميرا، وفي نخلة جميرا، والعديد من المناطق الاخرى.

الموطن الأصلي

ولفت العوضي إلى أن بورما تعتبر الموطن الأصلي لأشجار الملنجتونيا ومنها انتشرت لبقية دول العالم، والاسم العلمي لشجرة الملنجتونيا هو Millingtonia hortensis وترجع تسميتها العلمية Millingtonia إلى عالم النبات الإنجليزي توماس ملنجتون، أما المقطع الثاني من الاسم hortensis فيعني النمو في الحدائق، وهي شجرة مستديمة الخضرة سريعة النمو ذات ساق قائمة مبيضة، والقلف مغطى بطبقة إسفنجية ويصل ارتفاع الساق إلى 25 متراً، والأوراق مركبة متقابلة غير متساوية، والوريقات بيضاوية الشكل مسننة ذات قمة مدببة، والأزهار أنبوبية شمعية بيضاء مشوبة بلون قرنفلي، عطرية الرائحة، يبلغ طول الزهرة بين 8 الى 10 سنتيمترات، وتزهر خلال الشتاء والربيع وأوائل الصيف، ولها ثمرة ذات قرن أصفر اللون يحتوي بداخله على البذور.

تطلق الشجرة رائحة عبقة بين فترة وأخرى وفقاً لموسم الإزهار الذي تزدهر فيه

 

أرضية

وأشار العوضي إلى أن شجرة الملنجتونيا تجود في الأراضي الطينية والرملية جيدة الصرف، وتحتاج إلى العناية بالري خلال مرحلة زراعتها الأولى في المكان المستديم (بالحديقة أو الشارع)، حيث تحتاج إلى ري معتدل منتظم، ويستمر ذلك إلى أن يكتمل هيكل الشجرة بعدها يمكن زيادة الفاصل الزمني بين ممرات الري لتشجيع المجموع الجذري على النمو والتغلغل في التربة لتكوين مجموع جذري قوي قادر علي تثبيتها بالتربة، ويعتبر نظام الري بالتنقيط هو أفضل نظام لريها، وتقاوم الملوحة حتى 2500 جزء في المليون.

كما تحتاج أشجار الملنجتونيا إلى التدعيم باستخدام دعامتين خشبيتين يربط بهما الساق بطريقة تضمن النمو القائم واستقامة الساق، وتحتاج أيضاً إلى الحماية من الرياح وأشعة الشمس المباشرة، ومن عبث الإنسان والحيوان بعد الزراعة مباشرة بالمكان المستديم، من خلال استخدام قفص حماية مناسب لحجم الشجرة المزروعة، على أن يبقى القفص حول الشجرة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

رعاية

وأضاف العوضي: يتم التسميد العضوي مرة واحدة سنوياً خلال شهر يناير بمعدل 12.5 كيلوغراماً لكل شجرة بحيث تقلب الأسمدة العضوية جيداً مع تربة حفرة الشجرة، أما بالنسبة للتسميد الكيميائي فيتم ذلك باستخدام أسمدة كيميائية مركبة تحتوي على عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى العناصر الصغرى، بحيث يضاف 150 الى 250 غراماً من الأسمدة المركبة بمعدل مرتين الى ثلاث مرات سنوياً، على أن تضاف الدفعة الأولى في شهر فبراير، والثانية في مايو والثالثة في سبتمبر.

تقليم حسب الطلب

يمكن تقليم أشجار الملنجتونيا تقليماً حسب الطلب في حالة الرغبة في تصغير حجمها أو نقلها إلي موقع آخر أوفي حالة الرغبة في تجديد نمو الأشجار المتدهورة والمسنة أو التي فقدت قيمتها التنسيقية، وتتكاثر هذه الشجرة بالبذور أو خضريا بالسرطانات وهي نبتات جديدة منها تتكون سنويا حول ساق الشجرة يمكن فصلها بجزء من الجذور وزراعتها وتربيتها بالمشتل، وتتوفر بكثرة في مشاتل البلدية وبأحجام مناسبة للزراعة في الحدائق المنزلية.

مناظر خلابة تصنعها الشجرة في جنبات الطرق

 

Email