اتخذوا منها منبراً لنشر التوعية الطبية وتفنيد الشائعات

أطباء مواطنون يوظّفون مواقع التواصل للرد على استشارات المرضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي، لجأ عدد من الأطباء المواطنين لتوظيف حساباتهم الشخصية للرد على استفسارات المرضى واستشاراتهم، وعلى النقيض لجأ البعض الآخر لاستغلال تلك المواقع في نشر أخبار بعيدة كل البعد عن الحقيقة، تم استخلاصها إما من تجارب شخصية وإما من أصدقاء ومعارف، خاصة منها ما يتعلق بالوصفات والخلطات الشعبية والمكملات، متجاهلين حقيقة أن العلاج الذي يعالج شخصاً قد لا يفيد آخر، وأن الوصفة الشعبية قد تكون ضارة في كثير من الأحيان.

الدكتور أنور الحمادي استشاري أمراض الجلدية في مركز الأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة في دبي، يعد أول من سخّر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي لإعطاء المعلومة الصحيحة للمتابعين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 30 ألف متابع، وتفنيد الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي يتناقلها رواد التواصل الاجتماعي.

 

مؤكداً أنه يمضي يومياً ساعتين إلى ثلاث ساعات للرد عل استفسارات الجمهور، وإعطاء المعلومات الصحيحة للمتابعين وغير المتابعين، مشيراً إلى أن نشر معلومة مغلوطة قد يؤدي إلى بلبلة الرأي العام، لا سيما أنها تنتشر أسرع من النار في الهشيم، وهناك، يضيف أنور، من يتناقلها بسرعة على غرار ادعاء أحد الأطباء في أحد البلدان العربية مثلاً عن علاج ناجع للسكري بالخلايا الجذعية التي مازالت قيد الأبحاث والتجارب، ولم تعتمدها منظمة الغذاء والدواء الأميركية التي تعتبر المرجع الوحيد عالمياً.

دخلاء المهنة

وأوضح الحمادي أن وسائل التواصل الاجتماعي وُجدت لإسعاد المرضى نتيجة قوة تأثير هذه الوسائل وكثرة متابعيها، كونها وسيلة فعالة لنشر التوعية الطبية وتفنيد الشائعات ودرء مخاطرها بما يصب في مصلحة المجتمع وإسعاده، لافتاً إلى أن أغلب الحسابات الطبية لا تدار من قبل أطباء متخصصين، وإنما من دخلاء المهنة.

بدورها، قالت وفاء عايش مدير إدارة التغذية السريرية في صحة دبي: إن وسائل التواصل الاجتماعي تقنية يجب استثمارها واستخدامها لأغراض وأهداف إيجابية لا لنشر المعلومات التي تضر المجتمع، وأضافت: إن المعلومات الصحية المغلوطة المتعلقة بالعلاج والتغذية واتباع ما يأتي فيها من حميات لتنزيل الوزن، أو علاج الأمراض المزمنة والمستعصية مثل مرض السكري تشكل خطراً على الصحة، مؤكدة أن كل الوصفات الشعبية التي يدعي المروجون لها فعاليتها في علاج أو تخفيض نسبة السكري هي معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة.

وتضيف: إنها تستخدم حسابتها الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي لإعطاء المعلومات الصحية والصحيحة، خاصة فيما يتعلق بمجال التغدي، مشيرة إلى أن هناك الكثير من المعلومات المضللة التي سرعان ما يتناقلها الناس، ومنها ما انتشر قبل فترة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن غلي الباذنجان بقشرة وأكله يعالج مرض السكري، وخلال دقائق انتشر الخبر كانتشار النار في الهشيم، «الأمر الذي دفعني لنفي الخبر جملة وتفصيلاً خوفاً من توقف بعض المرضى خاصة من الناس البسطاء عن تناول علاجهم وبالتالي ارتفاع نسبة السكر».

سلاح ذو حدين

من جانبه، قال الدكتور أحمد محرابي رئيس قسم الصيدلة في الرعاية الصحية الأولية في المنطقة الأولى بدبي: إن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر سلاحاً ذا حدين؛ حيث إنها مفيدة جداً في حال استثمارها في التوعية الصحية وتناقل الأخبار الصحية المفيدة، وضارة في حال استخدامها للترويج لمنتجات صحية قد تكون أحياناً مقلدة ولها أضرار كبيرة على صحة المرضى.

وقال إنه يسخّر يومياً ساعة لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي والرد فقط على المعلومات المضللة، معتبراً أن الكلمة أمانة، وبالتالي يجب على الأطباء تفنيد الكثير من الأشياء التي تتناقلها تلك المواقع.

غرامات وعقوبات

قال الدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لسياسات الصحة العامة والتراخيص: إن الوزارة تراقب كافة الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي، انطلاقاً من دورها الرئيس في وقاية وحماية المجتمع، لافتاً إلى أن إجمالي المخالفات الإعلانية لسنة 2015 بلغ 2875، فيما بلغ إجمالي الرسوم المحصلة على المخالفات الإعلانية 3.3 ملايين درهم.

Email