بعض الأزواج لايزالون يرجحون كفة الذكور على الإناث

تحديد جنس المولود ..وصفة ثلاثية الأبعاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

هوس إنجاب الذكور عدوى يزداد انتشارها يوما بعد يوم في المجتمع العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص لاعتبارات شخصية مبنية على الاعتقادات المتوارثة، وما يحدث في العيادات المتخصصة بالنساء والولادة يكشف الستار عن أساليب جنونية تعتمد عليها المتزوجات حديثا، واللواتي تأخرن في الإنجاب من أجل إرضاء أزواجهن والحمل بالذكور بدلا من الإناث، والمثير حقا هو تطبيق هؤلاء النساء لأفكار أمهاتهن وجداتهن البعيدة عن العلم والمنطق والعقل دون تردد أو التفكير حتى بالنتائج، وتحميل عدد كبير من الرجال المسؤولية الكاملة لزوجاتهم على إنجاب الإناث، مع أن الله عز وجل هو الذي يهب الذكور والإناث وبيده الأمر كله، وقد دفعت هذه العجائب مركزا طبيا في دبي لتقديم خدمة تحديد جنس المولود للمساهمة في إنقاذ صحة النساء من خلال ثلاث خطوات علمية دقيقة ومحسوبة، تشرف عليها طبيبة وأخصائية تغذية وجهاز حديث، وتضمن نجاح النتائج بنسبة ‬80٪ دون أي عمليات جراحية.

تفاصيل

في البداية التقينا الدكتورة أمينة العسلي الحاصلة على شهادة الماجستير في تخصص النساء والولادة، والتي عملت قبل مجيئها إلى الدولة في غزة في عيادة وثلاث مستشفيات في وقت واحد، ونذرت نفسها لمساعدة النساء بخبرتها وعلمها على الرغم.

من كثرة حالات الولادة التي كانت تحدث بشكل يومي وتصل إلى ‬30 حالة، وقد تحدثت الدكتورة أمينة عن تفاصيل الخدمة الجديدة، وقالت: حظي موضوع تحديد جنس المولود باهتمام الناس منذ آلاف السنين، وقد ساروا على قاعدة علمية شرحها القرآن بشكل تفصيلي من خلال الآية الكريمة الموجودة في سورة القيامة، والتي تقول: «ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى». وهذا يعني أن الذكر والأنثى يأتيان من الذكر وليس الأنثى، لأنه يحمل النطفتين، وقد كان للإغريق والفراعنة والهنود والصينيين تجارب في مجال إمكانية تحديد النسل، ولكن الدراسات العلمية الجديدة أثبتت إمكانية تحديد جنس المولود من خلال ثلاث خطوات هي تحديد نوعية غذاء المرأة، لأن لها دورا كبيرا في عملية اختيار جنس المولود، بالإضافة إلى توقيت الجماع والتحكم بالوسط. وبالنسبة لنوعية الغذاء فيجرى فحص للبوتاسيوم والصوديوم للسيدات اللواتي يردن إنجاب أطفال ذكور، ويجرى فحص للمغانيسيوم والكالسيوم للواتي يردن إنجاب أطفال إناث، وقبل الحمل تخضع السيدة لحمية غذائية لمدة ثلاثة أشهر تحددها أخصائية التغذية، وتركز في محتواها على البوتاسيوم الموجود في الموز والمشمش والبرتقال والصوديوم الموجود في ملح الطعام على سبيل المثال، حتى تحدث تغييرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي وبالتالي تكون نتيجة التلقيح ذكرا. وأوضحت العسلي أن الدور الكبير الذي يلعبه وقت الجماع في عملية تحديد جنس المولود، ناتج عن صفات كل من الحيوان المنوي الذكري والأنثوي، وقالت: من المعروف أن الحيوان المنوي الذكري يعيش في الوسط القلوي وأنه أخف وزنا ولا يعيش طويلا، على عكس الحيوان المنوي الأنثوي الذي يعيش في الوسط الحمضي ويتميز بثقل وزنه وطول مدة عيشه، ومن هذه الخصائص برزت أهمية الدور الذي يلعبه وقت الجماع، فإن أرادت السيدة إنجاب أنثى على سبيل المثال فيجب أن يحدث الجماع قبل التبويض بثمان وأربعين ساعة، اما إن أرادت إنجاب ذكر فيجب أن يكون الجماع بعد التبويض حتى يسهل على الحيوان المنوي الوصول إلى البويضة.

أهداف وأخطاء

واستطردت العسلي قائلة: قد تستفيد السيدات اللواتي تأخرن في الإنجاب من هذه الفرصة، ولكن الهدف من خلال تقديم هذه الخدمة التي نضمن نتائجها بنسبة ‬80٪ لأنها تكون تحت إشراف طبي وقائمة على العلم لا على الخرافات، ليس إرضاء للعائلات التي تود إنجاب الذكور أو إنجاب الإناث لمجرد الرغبة، بل هناك أهداف أعمق وأعظم وأهم، ففي بعض العائلات يحمل الذكور أمراضا دون الإناث، وقد يحدث العكس أيضا، ومن الضروري أن يكون هناك تدخل لتحديد جنس المولود حتى لا تنتقل الأمراض من جيل إلى آخر، كذلك ستساهم هذه الخدمة بإنقاذ صحة نسبة كبيرة من النساء من الأفكار غير الصحيحة المستمدة من خبرات الأمهات المتوارثة التي لا تمت للمنطق بصلة مطلقا، فما لاحظته من خلال عملي لسنوات طويلة في الدولة هو استخدام عدد كبير من النساء لتركيبات غريبة مثل وضع قطعة من الثوم مع المسك، بالإضافة إلى مواد أخرى داخل قطعة من الشاش وحشيها داخل الرحم من أجل إنجاب ذكر بعد الجماع، وأذكر أن سيدة أتت إلى عيادتي وهي في حالة سيئة للغاية وبعد فحصها قمت بإخراج قطعة من الشاش تحتوي على التركيبة نفسها، فما كان منها إلا أن أخبرتني أن جدتها طلبت منها وضعها من أجل إنجاب طفل ذكر، وهذا أثار انزعاجي لأنها طبقت هذه الخرافة مع أنها مثقفة، ولأن التركيبة كانت السبب في حدوث تقرحات وإلحاق الضرر الكبير بالمهبل.

وأضافت العسلي قائلة: الجهل والرجوع إلى مواقع الإنترنت ووصفاته الفاشلة وعدم الرجوع إلى الأطباء المتخصصين يضاعف الأخطاء التي ترتكبها النساء دون قصد، فعلى سبيل المثال تعتقد غالبيتهن أن الطهارة يجب أن تكون من الداخل، وتكون باستخدام إما مطهر من الصيدلية أو الماء الدافئ والصابون وهذا خطأ، لأن تغيير الوسط يقضي على الخلايا التي تحمي المهبل وعلى حياة الحيوانات المنوية بعد الجماع.

تضاعف المشكلة

ورفضت العسلي ردود أفعال معظم الرجال حين يتأخر الحمل عند زوجاتهم، وقالت: الجهل والفهم الخاطئ يدفعان الرجل عادة لرفض إجراء الفحوص الطبية اللازمة عندما يتأخر الحمل عند زوجته، ظنا منه أن تحليل السائل المنوي يحدد أو يطعن رجولته وهذا خطأ فادح، فقد يكون الحل بسيطا ولكن طريقة تفكيره العوجاء تؤخر العلاج، وقد عانيت من هذا الأمر مع أكثر من مريضة، لأن تفسير سبب التأخر يستوجب فحص الرجل أولا ومن ثم المرأة، لأن فحوصها الطبية تكون كثيرة ومكلفة وتأخذ وقتا أطول من الرجل، وقد أخبرتني مريضة أن زوجها يريد الزواج بأخرى حتى يثبت لها أنه سليم، وأكدت لي مريضة أخرى أن زوجها حملها مسؤولية تأخر حملها وبات يعاملها كما لو كانت مذنبة مع أن الفحوص أثبتت أن لا علاقة لها بتأخر الحمل، وهذه حلول تزيد الطين بلة.

نتائج رائعة

وقال الدكتور مجد ناجي مدير المركز الطبي الذي يقدم خدمة تحديد جنس المولود: هناك تركيز كبير في عالمنا العربي على مسألة الحمل وأسباب تأخره ولكن موضوع جنس المولود أثار العديد من المشكلات الاجتماعية وساهم في زيادة حدة التوتر في المنازل وبين الزوجين مع أنه بيد الله عز وجل، وقد تضافرت جهود العلماء والخبراء من أجل التدخل في تحديد جنس المولود بطرق وأساليب لا تتعارض مع قوانين وقواعد ديننا الحنيف إلى أن وصلنا إلى مستوى متقدم ساعد على تحقيق نتائج رائعة في هذا المجال، وبالنسبة لنا فقد أطلقنا هذه الخدمة الطبية مؤخرا تحت إشراف طبيبة متخصصة وذات خبرة وكفاءة عالية وأخصائية تغذية متمرسة وجهاز يقدم صورا رباعية الأبعاد عن الجنين ما يمكننا من التأكد من وصولنا إلى النتائج التي نريدها بإذن الله.

عقلية الأزواج

ومن جهته قال يوسف الفيل، موظف متزوج: أفضل أن يكون طفلي الأول ذكرا وليس ذلك من باب العنصرية أو تفضيل جنس على الآخر، ولكنني أحلم بطفل ذكر، بما أننا في مجتمع ذكوري يحمل اسمي ويعاونني وأشعر أنه بقربي دائما، وأرى أن تلك الخدمة الطبية الطبيعية ستكشف الأسباب التي تؤخر الحمل، وستعطي الزوجين فرصة لاختيار جنس طفلهما على الرغم من أن هذا الأمر بيد الله وحده، كما ستخفف من عدد المشكلات الموجودة في معظم المنازل والتي يكون فيها تأخر الإنجاب سببا من أسباب اشتعالها.

أما جميلة أحمد، متزوجة ولديها ابنة وثلاثة ذكور، فقالت: عندما حملت بطفلي الأول راشد قال لي زوجي «بيضي وجهي وجيبي ولد»، وكأنني أنا التي أتحكم بجنس المولود، وبقيت على أعصابي إلى أن أكدت لي الطبيبة أنني حامل بطفل ذكر.

وأذكر حينها أنني حظيت بتدليل مفرط وهدايا يومية من زوجي، ولكن عندما حملت بطفلتي آمنة وأكدت لي الطبيبة أنها أنثى حرمني زوجي من الفرح بقدومها، كما قام بإيقاف دلاله وهداياه عني، لدرجة أنه أصر على حملي للمرة الثالثة والرابعة لتصحيح موقفي من وجهة نظره، لذا أعتقد أن هذه الخدمة ستساهم في تثقيف الرجال ونفض غبار الجهل عن عقولهم، كما ستخلي مسؤولية المرأة من هذا العبء الكبير الذي لا علاقة لها به.

تأثير تغذية المرأة في جنس المولود

توصل العلم بعد دراسات عديدة إلى مساعدة الأزواج في اختيار جنس المولود الذين يرغبون في إنجابه، وقد أشارت الدكتورة أمينة العسلي المتخصصة في مجال النساء والولادة إلى وجود خطوات عديدة للوصول إلى النتيجة المطلوبة، وتتمثل هذه الخطوات في نوعية الغذاء، وتحديد وقت الجماع والتحكم بالوسط القاعدي والحمضي، بالإضافة إلى غربلة الحيوانات المنوية وفصلها، كما أكدت على تأثير نوعية غذاء المرأة في عملية تحديد جنس المولود، حيث تخضع السيدة لحمية غذائية لمدة ثلاثة أشهر تحددها أخصائية التغذية، وتركز في محتواها على البوتاسيوم الموجود في الموز والمشمش والبرتقال والصوديوم الموجود في ملح الطعام على سبيل المثال، حتى تحدث تغييرات على جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري، واستبعاد الحيوان المنوي الأنثوي وبالتالي تكون نتيجة التلقيح ذكرا، أما إذا أرادت أن يكون المولود أنثى فيجرى لها فحص لتحديد مستوى الكالسيوم والمغنيسيوم. ورأت العسلي أن هذه الفرصة ستمنع انتقال الأمراض من جيل إلى آخر خاصة وأن الذكور في بعض العائلات يحملون أمراضا دون الإناث، وقد يحدث العكس أيضا ومن الضروري أن يكون هناك تدخل لتحديد جنس المولود.

Email