المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يناقش خطة عمله

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهى المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة الاجتماع الأول لأمانته العامة على مدار يومين، والذي جرى خلاله مناقشة خطة العمل الخاصة بالعامين المقبلين.

وأكد المجلس أهمية تعزيز مفهوم المواطنة الكاملة لدى المسلمين في المجتمعات غير المسلمة، وترسيخ نقطة مهمة وهي تحقيق المواطنة الكاملة للمسلمين في بلدانهم التي يقيمون بها وإبراز الدور الحضاري للإسلام، مبيناً أن مسألة بروز اليمين المتطرف في بعض البلدان الأوربية تحتاج لأن يتوجه المجلس إليهم بخطاب منفتح وحوار صريح وبناء.

وشدد المجلس على أن المناقشات مع هذه التيارات تبين وجود مخاوف لديهم ووصول أفكار مغلوطة لديهم عن الإسلام وعند توضيحنا للصورة الحقيقية اكتشفوا خطأ مخاوفهم، بحسب الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي أشار إلى أن لدينا ثقة في عقيدتنا ولدينا أصدقاء هناك نتحاور معهم، ونحن بحاجة إلى الحديث بجرأة عن الصورة الحقيقية للإسلام.

وترسيخ نقطة مهمة وهي تحقيق المواطنة الكاملة للمسلمين في بلدانهم التي يقيمون بها وإبراز الدور الحضاري للإسلام.

وناقش المجلس النظام الأساسي، واعتمد برنامج عمله التنفيذي لعام مقبل يبدأ في أكتوبر 2018 وينتهي سبتمبر 2019، ويتضمن عقد عدد من المؤتمرات الإقليمية واجتماعات للخبراء وندوات دولية وحلقات دراسية تهدف جميعها إلى رصد قضايا المجتمعات المسلمة وتعزيز حقوقها المدنية والسياسية، وتصحيح الصور النمطية عن الإسلام.

مستقبل مشرق

وجاءت هذه الخطوة، التي تم الإعلان عنها في مؤتمر صحافي عُقد أمس، بحضور أعضاء الأمانة العامة للمجلس، تجسيداً لمخرجات المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة الذي أقيم بأبوظبي يومي 8-9 مايو الماضي بعنوان «الفرص والتحديات».

وقال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، في المؤتمر الصحافي، إن «الهدف الأساسي للمجلس هو تمكين المجتمعات المسلمة لتحقيق الاندماج الإيجابي في دولها، وتمكينها من تحقيق المواطنة التامة وتمثيل الإسلام بوجهه السمح، وليكون للمسلمين إسهام في بناء أوطانهم ودور إيجابي في صناعة مستقبل مشرق لأبنائهم».

وأضاف النعيمي أن «المجلس الآن في طور التكوين، وهناك عدة مراحل سنمر بها بدءاً من اعتماد النظام الأساسي وتسجيل المجلس رسمياً كمنظمة دولية، مروراً بإطلاق عدة مبادرات ومشاريع في عدة أنحاء بالعالم، بالتنسيق مع الدول لتحقيق المواطنة».

وأكد النعيمي أن «هناك توافقاً لدينا في المجلس بأننا بحاجة إلى مرونة في التعامل مع المجتمعات المسلمة، ودعم قضايا المجتمعات المسلمة التي تعاني من فجوة في دولها»، مشيراً إلى أنه «ليس هدفنا التأثير على المجتمعات الحاضنة للمسلمين، بل نحن هنا لندعمها في قضية الاندماج وردم الفجوات الموجودة، ومعاملة المسلمين كمواطنين أصليين وتحقيق المواطنة الكاملة».

وشدد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على الحاجة إلى «تجاوز المفاهيم المسبقة الراسخة لدى المجتمعات الحاضنة وتغيير نظرتها إلى المسلمين، فنحن نحتاج الشجاعة والجرأة والثقة بالنفس للتحدث عن المسلمين، ونحن هنا لترسيخ تلك المفاهيم».

ومن بين الحضور في اجتماع المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الشيخ نفيع الله عشوروف مفتي روسيا الآسيوية، الشيخ الدكتور سليم علوان أمين عام دار الفتوى في أستراليا، الدكتور محمد يوسف هاجر أمين عام المنظمة الإسلامية بأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، الدكتور عزيز حسانوفيتش مفتي كرواتيا، يحيى بلافيتشيني نائب رئيس الجمعية الإسلامية في إيطاليا، الدكتور عبد الحكيم الفيضي رائد تطوير المناهج الإسلامية، والشيخ شعبان رمضان موجابي مفتي أوغندا ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى.

كما حضرت سيما خان مؤسسة جمعية نيبال للنساء المسلمات، الدكتور يوشار شريف داماد أوغلو مساعد بكلية العلوم الإسلامية جامعة آرسطوتاليوس ثسالونيكي اليونان، الدكتور قطب مصطفى سانو عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين بماليزيا، الشيخ حسان موسى نائب رئيس مجلس الإفتاء في السويد، والدكتور الخضر عبد الباقي مدير المركز النيجيري للبحوث العربية.

18 فعالية

وضم مشروع النظام الأساسي الأمانة العامة والمكونة من 21 عضواً يجتمعون كل ثلاثة أشهر على الأقل، إضافة إلى اللجنة التنفيذية والتي يتم انتخابها من طرف الأمانة العامة وتتكون من 7 أعضاء.

وأقر الاجتماع الأول للأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، برنامج العمل التنفيذي الذي يهدف إلى خدمة أكثر من نصف مليار مسلم يعيشون في بلدان متعددة الثقافات والأديان والأعراق. وركزت خطة عمل المجلس لعام مقبل على سبعة مجالات رئيسية تسعى جميعها إلى خدمة أبناء المجتمعات المسلمة في العالم عبر تنظيم 18 فعالية دولية موزعة في عدة مناطق بالعالم على النحو التالي: خمسة مؤتمرات إقليمية وخمسة اجتماعات للخبراء والمختصين و5 ندوات دولية وثلاث حلقات نقاشية، وجميعها من المقرر أن يشارك فيها عدد كبير من الشخصيات العالمية والخبراء والمتخصصين.

ومن المقرر أن تعقد هذه الفعاليات في عدة دول أوروبية وآسيوية وأفريقية ولاتينية، من بينها روسيا وبريطانيا وسويسرا وهولندا والسويد والنمسا، وكرواتيا وبلجيكا وأستراليا والهند والمغرب ونيجيريا، وجنوب أفريقيا وأوغندا ونيبال والأرجنتين وغينيا وإثيوبيا، إضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وشملت المجالات التي تستهدفها خطة عمل المجلس العالمي «تعزيز الحقوق المدنية والسياسية للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية»، و«تعزيز انتمائها الديني والوطني»، والسعي أيضاً إلى «تحقيق الأمن الفكري والروحي والثقافي لها لحمايتها من الغلو والتطرف».

ويسعى المجلس أيضاً إلى «تصحيح الصور النمطية عن الإسلام والمجتمعات المسلمة في الإعلام الغربي»، و«العناية بالأسرة والمرأة والطفولة، والشباب في الدول غير الإسلامية»، وكذلك «النهوض بالأداء الوظيفي للمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية وتفعيل دورها في الحد من ظاهرة الغلو والتطرف والتمييز العنصري والكراهية».

وقال الدكتور محمد بشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن الاجتماع الأول للأمانة العامة للمجلس الذي احتضنته أبوظبي على مدار اليومين الماضيين، قد أكد الأهداف والتوصيات التي وصل إليها مؤتمرهم العام، الذي انعقد في مايو الماضي، حيث ناقش الأعضاء اعتماد النظام الأساسي الذي يحدد وينظم الحوكمة لهذا المجلس.

والذي يتكون من أربعة هياكل تنظيمية هي، المؤتمر العام الذي يضم أكثر من 600 منظمة إسلامية، يليه هيئة استشارية تضم 85 عضواً من 142 دولة، وأمانة عامة مكونة من 17 عضواً، يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية في شتى أرجاء العالم، بالإضافة إلى مكتب تنفيذي مكون من 7 أعضاء.

مبادرات

أوضح الدكتور محمد بشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن أعضاء الأمانة العامة للمجلس اتفقوا على ضرورة إطلاق عدة مبادرات وأنشطة عبر مؤتمرات إقليمية وندوات علمية وحلقات نقاشية، يشارك فيها الخبراء الذين يضعون من خلال تلك المؤتمرات والأنشطة تصوراً لانطلاق عمل جديد يعمل على النهوض بالأداء الوظيفي في المؤسسات الدينية.

كما أكدوا الدور الحضاري لهذه المجتمعات، باعتبارها مكوناً أساسياً ضمن مكونات المجتمعات التي تعيش فيها وأنها ليست مكونات أقلية، كما أكدوا العمل على تعزيز قيم المواطنة والمشاركة والولاء للأوطان التي تعيش فيها من أجل تحقيق الخير.

Email