انطلاق الدورة الثانية من قمّة «بيروت إنستيتيوت» في أبوظبي

الإمارات: المنطقة تحتاج للتسامح والتنوّع بدل الضبابية والركود

خلال الجلسة الافتتاحية للقمة ـــ البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات أننا أحوج ما نكون في منطقتنا العربية إلى قيم التنوع والتسامح والخير التي أرسى أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى نرتقي بجودة حياة الشعوب بعد أن عانت المنطقة من الترهل والركود والضبابية خلال السنوات الماضية.

جاء ذلك في فعاليات الدورة الثانية من قمة «بيروت إنستيتيوت» التي انطلقت أمس في أبوظبي بمشاركة شخصيات عربية ودولية بارزة من الشخصيات رفيعة المستوى وكبار الخبراء السياسيين، والسفراء والمفكرين وصناع القرار.

القمّة التي افتتحتها مؤسّسة «بيروت إنستيتيوت» في فندق سانت ريجيس بأبوظبي، تحت عنوان «نحو هيكلة بنّاءة لاندماج المنطقة العربيّة في المستقبل العالمي النامي»، أدار جلستها الافتتاحية الإعلامي روبير نخل، وجمعت عدداً كبيراً من القيادات في الدولة وجميع أنحاء المنطقة العربية، والولايات المتّحدة الأميركيّة، وأوروبا، وروسيا، والصين، وأميركا الجنوبية، وأفريقيا، جنباً إلى جنب مع قيادات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص، والقيادات الشابة في أبوظبي.

أصحاب الفكر

وقال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية»، عضو مجلس الإدارة في «بيروت إنستيتيوت»، إن القمة الثانية لـ«بيروت إنستيتيوت» تجمع كوكبة من أصحاب الفكر والمعرفة والخبرة، ليس فقط في المجال الحكومي، إنما في مجال الأعمال ومن قادة الحركات الشبابية. وبمساهمة من القائمين على المعهد استطعنا أن نجمع هذه الكوكبة للتشاور والتباحث في هموم العالم العربي.

واعتبر أن القمّة «تكتسب أهميّتها من كونها تأتي في فترة حسّاسة تشهد فيها المنطقة تحوّلات تاريخيّة متسارعة على المستويات التقنيّة والجيوسياسيّة، والاقتصاديّة والاجتماعيّة. كيف سيؤثّر التقاطع بين التطلّعات الإصلاحيّة التي تقوم بها الجهات الرئيسيّة الفاعلة في المنطقة العربيّة، وبين التحوّلات الهيكليّة على الصعيد العالمي على المسارات المستقبليّة لدول المنطقة».

وقال «هناك كلمتان أعتبرهما مفتاحَي هذه القمة، الكلمة الأولى هي التحولات فنحن في تحول مستمر ليس فقط في منطقتنا إنما في العالم أجمع، وبالتالي إن استطعنا أن نسلط الضوء على هذه التحولات ومتابعة أهدافها، ربما وأقول ربما، لأننا في عالمٍ متغير، ربما نستطيع أن نصل إلى حلولٍ لما نعاني منه من تحديات ومشاكل في هذه المنطقة».

وأضاف: «أما الكلمة الثانية فهي التقاطع، كلنا نتقاطع مع بعضنا البعض وليس هناك قارة من قارات العالم إلا وتتقاطع مع الأخرى». وختم بالقول: «لا يمكن أن يفوتني أن أشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على تفضّلها بدعوتنا هنا اليوم، كما أن أبوظبي بالذات هي بلد الترحاب وبلد الاستضافة والتواصل والتقاطع معنا كلنا، وهي رائدة التحوّل في منطقتنا».

استكشاف التحوّلات

وأشادت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في كلمة الدولة المضيفة، بالقمّة لدورها المحوري في استكشاف التحوّلات الإقليمية بالعالم العربي. وقالت إن «دولة الإمارات تحتفي هذا العام بالذكرى المئوية لميلاد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد الذي أسّس الإمارات على قيم التنوع والتسامح والخير، فرسم سياسات وخطّ نهجاً فريداً نحن أحوج ما نكون له في منطقتنا العربية، حتى نعيد الأمل لملايين الشباب، ونرتقي بجودة حياة الشعوب بعد أن عانت المنطقة من الترهل والركود والضبابية خلال السنوات الماضية».

وأضافت إن «العالم يتقدم بوتيرةٍ متسارعة، في ظل تطور تكنولوجي هائل، يحتّم علينا مواكبة ذلك والاستعداد للغد، لأن المستقبل لا ينتظر المترددين ولا المتباطئين كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لذا علينا العمل لتنمية مواهب وقدرات شبابنا، ومنحهم المساحة الإبداعية اللازمة للابتكار».

وشكرت راغدة درغام المؤسِسة والرئيسة التنفيذية لـ«بيروت إنستيتيوت» دولة الإمارات لاحتضان أبوظبي القمّة للمرة الثانية. وقالت: «هذه المؤسّسة الفكرية منبثقة من المنطقة العربية، وهذا ما يميزها، كما أنّ لها بعداً دولياً، لأننا نؤمن بالثقافة وتقاطع الأفكار وبالدور البنّاء الذي علينا أن نقوم به جميعاً، كي لا تبقى الفجوة عميقة».

Email