استعرضها تقرير «فيوتشر بيرفكت»

10 ابتكارات تكنولوجية عالمية تعززها الحكومات الرقمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعرض تقرير «فيوتشر بيرفكت 10» المشروع البحثي المقدم من قبل مجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وبالتعاون مع القمة العالمية للحكومات، 10 من بين مبادرات التكنولوجيا الأولى في العالم لابتكارات القطاع العام، وكيفية استخدام الحكومات الرقمية الرائدة لها لتحقيق الكفاءة في الوقت الراهن، فضلاً عن إحداث تحول اجتماعي جذري ومستدام على المدى الطويل.

10 دول

وقدم التقرير نظرة معمقة لدول أستراليا، الصين، غانا، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، السويد، تنزانيا، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، ويعمل التقرير على تقييم الطرق التي تستغل الحكومات الوطنية من خلالها التكنولوجيا الرقمية من أجل تحقيق تغيير جذري باقتصاداتها ومجتمعاتها، والطرق التي تعمل الحكومات من خلالها على خدمة مكوناتها وناخبيها، وباستخدام مبادرات الحكومات الرقمية كنقطة البداية الوحيدة.

فيما يسلط المشروع الضوء على استراتيجيات الحكومات الرقمية لكل دولة عضو في الأمم المتحدة بهدف تحديد أكثر الجهود المؤثرة لنشر التكنولوجيا التي لا تحسن مستوى جودة الخدمات التي تقدمها الحكومات إلى مواطنيها ومقيميها فحسب، بل تلك التي تهدف إلى إجراء تغير جذري في النتائج الاجتماعية المحققة نحو الأفضل، بما يسمح للأفراد أن يعيشوا حياة أكثر أمناً وإنتاجية وتلبي احتياجاتهم على نحو أفضل. ويحتاج التحول الرقمي للحكومة .

كما هو الحال مع أي مشروع تغيير مؤسسي مستند إلى تكنولوجيا المعلومات، إلى تحقيق هدفين في آن واحد حتى يكون ناجحاً، الهدف الأول هو تحقيق «الاحتكاك الفعلي»، أي إحداث تحسينات ملموسة وقصيرة المدى على العمليات والجودة من خال التطبيق العملي لأدوات والتطبيقات الرقمية المتوفرة في الوقت الحالي.

والثاني، هو تحقيق تغيير دائم وعميق في المشاكل المؤسسية أو التنظيمية التي تحد من قدرة المواطنين على التواصل مع الحكومة، أو تعيق تحقيقهم لإمكاناتهم الاقتصادية، وبعبارة أخرى، يجب أن تكون الأهداف التحولية الرقمية للحكومات ذات كفاءة عالية وطموحة.

الإمارات

تتطلع دبي إلى تكنولوجيا السجلات الرقمية كي تتمكن من إتمام التحول الرقمي للخدمات العامة، وجعل الابتكار كإحدى الكفاءات الاقتصادية الرئيسية، وتحشد الإمارات جميع جهودها لكي تصبح مركزاً عالمياً للابتكار مع مبادرة واسعة الانتشار تهدف إلى إتمام جميع المعاملات العامة في المدينة عبر تقنيات التعاملات الرقمية «بلوك تشين» بحلول عام 2020 .

ويقوم «مكتب دبي الذكية» في الحكومة بتحويل العمليات التي تعتمد على عدة خطوات وأطراف خارجية ثالثة. ويتجسد الهدف الرئيسي في إيجاد منصة رقمية غير ورقية للمعاملات للحكومة، وإزالة نحو 100 مليون طلب رخصة وفواتير وغيرها من الوثائق الرسمية من نطاق عملياتها، وتبسيط الخدمات الحكومية التي تتراوح من الرعاية الصحية وصولاً إلى تقديم طلب الحصول على تأشيرة.

وتشارك حالياً نحو 20 دائرة حكومية في تحويل معاملاتها إلى تقنيات «بلوك تشين»، ويحظى المشروع بدعم من المجلس العالمي للتعاملات الرقمية متعدد الوظائف. ويعمل في منتدى قطاعياً تعمل فيه نحو 40 منظمة من القطاعات الصناعية والحكومية لتطوير أفضل ممارسات التعاملات الرقمية «بلوك تشين».

وعلى غرار جميع الحكومات التقدمية من حيث التكنولوجيا، فإن التحول واسع النطاق في دبي إلى التعاملات الرقمية «بلوك تشين» يعمل كقوة دافعة لزيادة إنتاجية الحكومية.

وكمحفز للابتكار لكامل الاقتصاد، وفي هذا السياق، تعتمد مبادرة التعاملات الرقمية «بلوك تشين» في دبي على الطبيعة المفتوحة والجوهرية لتحويل البنية التحتية لمدينتها الذكية إلى فرصة للتصدير، خاصة أن تطوير سجلات رقمية مفتوحة المصادر لمعاملات خدمات محددة تتيح إمكانية تطبيق هذه الخدمات في أماكن أخرى.

أستراليا

تعمل أستراليا على مبادرة بيانات مفتوحة ضخمة في جميع مدنها من أجل تحسين كفاءات التخطيط وتحسين مستويات المعيشة في المدن.

كما تعتبر الحكومة الأسترالية من بين أولى الحكومات التي تبنت البيانات المفتوحة على مستويات الولاية والمستويات المحلية والوطنية، وأثمرت جهود البيانات المفتوحة في نيو ساوث ويلز في خلق أكثر من 80000 مجموعة بيانات مرتبطة بالإحصاءات الصحية للمواطنين، يستخدمها مزودو الرعاية الصحية لتقديم خدمات أسرع وأكثر تخصيصاً.

الصين

تتيح هانجتشو تاسع أكبر مدن الصين البيانات البلدية أمام «علي بابا» لمبادرات الحوسبة السحابية، لإيجاد علاقة تعود بالنفع عليها وعلى عملاقة الإنترنت الصينية ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد.

، وكشفت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية في يوليو 2017 عن مبادرة ضخمة لتعزيز تطوير «جيل جديد» من الذكاء الاصطناعي على مستوى البلاد، وقد يبدو البرنامج المتجذر في سياسة التطوير الصناعي الصينية، للوهلة الأولى بأنه مشابه للجهود الأخرى الرامية إلى تعزيز مصادر البلاد حتى تتمكن من تحقيق الهيمنة على مجال التكنولوجيا عالمياً.

ولكن عبر تحديد جدول أعمال سياسة أوسع نطاقاً وتحديد الشركاء الرئيسيين وخاصة كبرى شركات الإنترنت في الصين مثل «بيدو» و«علي بابا» و«تنسنت». فيما تركز الوزارة على جدول أعمال تقني من دون محاولة تحديد نتائج معينة، فهي تهدف إلى وضع إطار عمل راسخ للأبحاث والتطوير يعالج تحديات تطوير الذكاء الاصطناعي مثل تطوير مجالات نظرية الحوسبة الكمية في جميع الوسائط ونظرية الذكاء الجماعي.

وتعليم الآلات المتقدم، وتعمل الصين على تطوير إطار العمل هذا من خلال تجارب تعاونية تغطي جميع أنحاء البلاد وقطاعات صناعية متنوع، وتستفيد هذه المشروعات من الخبرات التقنية التي تتمتع بها الصين، إضافة إلى المستويات الضخمة للبيانات التي تتولد من قبل مليار مستخدم إنترنت هناك.

غانا

تستخدم غانا سجلاً قائماً على التعاملات الرقمية «بلوك تشين» من أجل تحويل حقوق ملكية الأراضي لديها، وخلق ثقة المواطنين في المؤسسات الحكومية المعروفة بضعفها، حيث قامت وزارة الأراضي والمصادر الطبيعية في غانا بإطلاق مشروع إدارة الأراضي، فقد تمثل الهدف منه تقليل مستويات الكفاءة الناتجة عن الإدارة الضعيفة لسجلات الأراضي والنزاعات عليها.

ويعمل «مشروع إدارة الأراضي» في مرحلته الثانية مع منظمة «بتلاند» غير الربحية التي تتخذ من سويسرا مقراً لها من أجل وضع سجل دائم للأراضي في البلاد بالاستناد إلى تكنولوجيا التعاملات الرقمية «بلوك تشين» وذلك لتسجيل الأراضي.

الهند

سخّرت الحكومة الهندية التكنولوجيا لمعالجة عدم الكفاءة في تقديم الخدمات الحكومية ليس فقط بهدف تحسين السرعة والدقة، ولكن من أجل إلغاء العمليات القديمة التي غالباً ما كانت عرضة لممارسات الفساد. ومع برنامج «أدهار» الرقمي للهوية الذي يستخدمه نحو 15 في المئة من تعداد سكان العالم، فإن الهند تحقق نجاحاً ملحوظاً في الجانبين المذكورين، وتعني كلمة «أدهار» باللغة الهندية «المؤسسة».

وتم بحلول أواخر شهر نوفمبر 2017 تحقيق إنجاز لافت بمنح 1.2 مليار مواطن هندي رقم أدهار مؤلف من 12 عدداً، وحصل كل منهم على بطاقة هوية تضم رقاقة تحمل بيانات بصمة العين وبصمة الإصبع وغيرها من البيانات الحيوية، وعليه فإن الهند تدير في واقع الأمر نحو 40 في المئة من إجمالي بطاقات الهوية الإلكترونية المعمول بها في العالم، مع قاعدة بيانات أكبر بأضعاف مضاعفة من ثاني أكبر برنامج وطني في هذا السياق.

اليابان

تخطط شركة يابانية مدعومة من قبل الحكومة إلى وضع لوحات إعلانية على القمر كخطوة أولى لإطلاق المشروع الاقتصادي طويل الأمد لليابان في المدار، ويشكل العثور على مصدر مستدام للنمو بالنسبة لاقتصاد اليابان المتقدم تحدياً كبيراً منذ عقود.

ولطالما تطلعت اليابان إلى الخارج إلى أسواق التصدير كمصدر رئيسي للتحفيز الاقتصادي، وقد تقوم شركة «آي سبيس» وهي شركة إطلاق فضائي تجاري مدعومة من قبل صندوق تنمية تابع للحكومة اليابانية، بإعادة رسم معالم اقتصاد اليابان.

بريطانيا

تستفيد خدمة الصحة الوطنية NHS في المملكة المتحدة من حلول العلاج المرتبطة بالتحليلات لقيادة واحدة من أكبر عمليات توسيع خدمات الصحة النفسية، وتعمل المملكة المتحدة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومزودي الرعاية الصحية النفسية المدعومة بالتحليلات من أجل تحقيق أهداف الحصول على الرعاية النفسية.

وهي المبادرة الوطنية التي أُطلقت لتوسيع الرعاية الصحية على نحو كبير بحلول عام 2021 واستثمرت خدمة الصحة الوطنية NHS مبلغ 500000 جنيه إسترليني من أجل إيجاد منصات لتوسيع خدمات الرعاية الصحية النفسية باستخدام أدوات مستندة إلى الدليل والعمل مع المعهد الوطني للتميز للصحة والرعاية.

وترى خدمة الصحة الوطنية NHS أن المنصات ستسهم في زيادة مستويات الحصول على العاج بنحو 60000 حالة بحلول نهاية العام المالي 2017، وبنحو 200000 حالة في العام الذي يليه، ويتمثل الهدف بحلول عام 2020 في استخدام الخدمات الرقمية للوصول إلى أكثر من 1.5 مليون نسمة.


تنزانيا: ترويج وتنسيق استخدام التكنولوجيا الحيوية


تحصل مكافحة الأمراض التي تصيب أحد أهم المحاصيل الزراعية اقتصادياً في تنزانيا، على دفعة قوية قدماً بفضل جهاز محمول ميسور الكلفة لتحليل ترتيب الحمض الوراثي، ويعتبر معهد «ميكوتشيني للأبحاث الزراعية» التابع لوزارة الزراعة والأمن الغذائي والتعاونيات التنزانية، مسؤولاً عن ترويج وتنسيق استخدام التكنولوجيا الحيوية من أجل تعزيز تطوير أحد أهم محاصيل الأشجار في البلاد.

ويشتمل هذا الأمر على محصول الكاسافا المعيشي الذي يعد منتجاً زراعياً ومحصول تصدير عالي الأهمية، هذا وتنتج تنزانيا نحو 5.5 ملايين طن من الكاسافا سنوياً، ويستقطب قطاع إنتاجها الكثير من الاستثمارات الأجنبية، ومن ضمنها منشأة معالجة تبلغ قيمتها مليار دولار أميركي تابعة لشركة تصدير صينية.

ويقوم المعهد بتزويد المزارعين بأجهزة محمولة توفر تحليلاً في الوقت الفعلي للحمض النووي، من أجل تسهيل عملية التشخيص، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى توليد كميات كبيرة من بيانات الجينوم على نطاق واسع من أجل برنامج أبحاث مشروع العمل ضد فيروس الكاساف.

كوريا الجنوبية تبني أكبر حقول تجارب السيارات ذاتية القيادة

بنت كوريا الجنوبية أحد أكبر حقول تجارب السيارات ذاتية القيادة في العالم، مستفيدة من تقليدها المتبع على الدوام باستخدام فضائها الحضري كمحفّز للابتكار، وتعتبر «كي-سيتي» واحدة من أكبر منشآت الأبحاث والتطوير للمركبات ذاتية القيادة في العالم، وهي مدعومة باستثمارات تقدر قيمتها نحو 10 ملايين دولار.

وتشتمل المنشأة على عدد من بيئات الاختبارات ومن ضمنها محاكاة كاملة النطاق لشوارع مدن مزدحمة، ومواقف سيارات، وطرق سريعة متعددة المسارات مع بوابات رسوم طرقية.

وبدأت اختبارات الطرق السريعة في «كي-سيتي» في شهر أكتوبر، فيما ستبدأ اختبارات بيئة الطرق في المدن لاحقاً في منتصف 2018 وترى الوزارة أن هذه الاختبارات تشكل منصة لاختبارات كبيرة ومتكررة للتطبيقات، وذلك تحت ظروف السوق الكورية، وتعتقد بأنها ستشكل محفزاً للتسويق التجاري لتكنولوجيا القيادة الذاتية في البلاد وخارجها.


السويد: ثورة في عالم المدفوعات اللاسلكية
تعتمد شركة السكك الحديدية الوطنية بالسويد على عملائها الشغوفين بالتكنولوجيا من أجل إطلاق ثورة في عالم المدفوعات اللاسلكية باستخدام رقاقات مزروعة في أيديهم، واعتمدت معظم الجهود الأولى الناجحة لإتمام المدفوعات بدون الحاجة إلى نقد، على بطاقات الاتصال قريب المدى NFC باعتبارها التطبيق الرئيسي مع انتشار واسع النطاق في صفوف المتعاملين كالنقل العام على سبيل المثال.

وتعتبر بطاقة «أكتوبوس» في هونغ كونغ نظام دفع مُحكم التصميم، وتحول خلال فترة زمنية قصيرة إلى محفظة نقدية لنحو 8000 من شركات التجزئة.

وتقوم هذه الشركات من خلال هذه البطاقات بإتمام نحو 14.1 مليون معاملة يومياً تصل قيمتها إلى أكثر من 22.9 مليون دولار، إلا أن شركة إس جيه ريلويز لسكك الحديد السويدية تمضي أبعد في عمليات الدفع اللاسلكي، فقد أجرت أول تجربة في العالم للدفع باستخدام الاتصال قريب المدى NFC عن طريق رقاقات ميكروية مزروعة في أجساد الأفراد.

وشارك في تجربة رقاقات الذاكرة هذه أكثر من 3000 مسافر، إذ تم زرعها في منطقة باليد بين الإبهام والسبابة، وبهدف الإبقاء على خصوصية المستخدم فإن شركة إس جيه ريلويز تحتفظ بقاعدة بيانات تشتمل فقط على تفاصيل تسجيل العضوية. ستوكهولم - وكالات
       



 

 

 

Email