«كليفلاند كلينك أبوظبي» يؤسس لبرنامج شامل في زراعة الأعضاء
نجاح 4 عمليات نقل وزراعة الكبد والرئة والقلب والكلية
نجح الأطباء في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، إحدى مرافق الرعاية الصحية عالمية المستوى التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، في تحقيق إنجاز تاريخي مهم من خلال تطوير برنامج شامل لزرع الأعضاء المتعددة لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من حالات صعبة.
وبدعم من وزارة الصحة، أجرى المستشفى متعدد التخصصات خلال فبراير الجاري أول جراحتين لزرع الكبد والرئة من متبرع متوفى في الدولة.
وبذلك يكون أكمل جراحات زرع الأعضاء الرئيسية، وهي الكلية والقلب والكبد والرئة، من متبرعين متوفين، بعد أن شهد أول عملية لزرع القلب في ديسمبر الماضي سبقتها في سبتمبر أول عملية لزرع الكلية من متبرع متوفى. ويعد «كليفلاند كلينك أبوظبي» المستشفى الأول والوحيد لزرع الأعضاء المتعددة في الدولة.
وتمت عملية زرع الكبد في الأول من فبراير الجاري على يد فريق مكون من 5 أطباء برئاسة الدكتور أنطونيو بينا، أخصائي جراحة الزرع، فيما تمت عملية زرع الرئة في 11 فبراير برئاسة الدكتور رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر.
وصرح الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة: «فخورون جداً لتوالي هذه الإنجازات الطبية الجديدة في الدولة، وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من نجاح مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» في إجراء أول جراحة لزراعة القلب في الدولة.
وهذا يبرز سرعة التقدم الذي تحرزه الإمارات على صعيد تزويد المرضى بالخدمات الطبية المتطورة والرعاية الصحة المتميزة داخل الدولة دون الحاجة للسفر إلى الخارج».
تعاون
وكان مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» تعاون عن كثب مع مركز زرع الأعضاء في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، وهو من المراكز الرائدة في العالم في مجال زرع الأعضاء، ومستشفيات أخرى داخل الدولة والمركز السعودي لزرع الأعضاء لتأسيس برنامج زرع الأعضاء الخاص به.
كما استفاد برنامج زرع الأعضاء أيضاً من التعاون المستمر مع شرطة أبوظبي وعدد من الجهات الحكومية الأخرى. ويأمل الخبراء بأن يسهم التعاون مع جهات أخرى في المنطقة في توسيع دائرة المتبرعين المحتملين وزيادة عدد عمليات الزرع لإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة.
وبهذا الشأن، قال وليد المقرب المهيري، رئيس مجلس إدارة مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» ونائب الرئيس التنفيذي للمجموعة والرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات البديلة والبنية التحتية في مبادلة:«تأتي هذه الإنجازات التاريخية ثمرة التعاون الوثيق والمستمر بين عدد من المؤسسات المحلية والإقليمية والعالمية، فقد شارك فيها أطباء من أبوظبي وعجمان والفجيرة».
ومن جانبه، لفت الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، إلى الدعم الشعبي القوي الذي يحظى به التبرع بالأعضاء في المجتمع الإماراتي.
وقال: «هذا ليس مستغرباً في دولة الإمارات المعروفة بكرمها في دعم الدول والمجتمعات الأخرى وثقافتها الراسخة في مجال التبرع بشكل عام، ونحن نعمل حالياً على خطط لتوسيع جهودنا من خلال برنامج مجتمعي يهدف إلى تعزيز هذه الثقافة، وقد تواصل معنا الكثيرون ليعربوا عن رغبتهم بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، ونود فتح باب سجل المتبرعين في الإمارات للجميع في المستقبل القريب».
وكذلك أعرب الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» عن فخره الكبير بنجاحات المستشفى الذي أصبح المستشفى الأول، بل والوحيد، في الدولة لزراعة الأعضاء المتعدد.
زرع الكبد
وأجريت أول عملية زرع كبد كامل في الدولة في الأول من فبراير الحالي على يد فريق طبي يضم 5 من الجراحين في «كليفلاند كلينك أبوظبي».
وكان المريض، وهو مواطن إماراتي يبلغ من العمر 60 عاماً، يعاني من تليف وفشل الكبد، وتفاقمت حالته بسبب استسقاء السوائل في البطن، والتهاب الصفاق، هذا بالإضافة إلى حدوث نزيف في المعدة والأمعاء لديه بسبب تليف الكبد، مما استلزم اللجوء إلى إجراء زراعة الكبد.
وتقدم المواطن محمد الكثيري الذي يعد أول إماراتي يجري عملية زراعة الكبد داخل الدولة بالشكر والتقدير إلى قيادة الدولة الرشيدة على الدعم اللامحدود للقطاع الصحي وتوفير كافة الإمكانات من كوادر طبية عالية المستوى وأحدث الأجهزة والمعدات الطبية التي وضعت الإمارات ضمن أفضل الدول من حيث جودة الرعاية الصحية.
وتولى 3 جراحين واثنان من كوادر التمريض في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» مهمة نقل الكبد والأعضاء الأخرى المتبرع بها من مدينة الشيخ خليفة الطبية في عجمان على متن طائرة إسعاف جوي وفرتها اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء. واستخدم الفريق الجراحي تقنية جراحية مبتكرة لإجراء العملية والحفاظ على الوريد الأجوف الذي يمتد من الكبد إلى القلب.
وشارك في هذه العملية المعقدة التي استمرت 8 ساعات أكثر من 30 من الكوادر الطبية والجراحية، بما في ذلك الممرضون والأخصائيون في التخدير والعناية المركزة والفنيون وغيرهم.
وأجريت أول جراحة لزراعة الرئة من متبرع متوفى في 11 فبراير الحالي على يد فريق مكون من 15 عنصراً من الكوادر المتخصصة برئاسة الدكتور رضا سويلاماس، رئيس قسم جراحة الصدر في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، الذي أجرى أكثر من 130 عملية زرع رئة مضاعفة خلال نحو 30 عاماً من العمل المهني.
وفي ديسمبر الماضي، شهد مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» إجراء أول عملية زرع قلب في الدولة، وأجريت الجراحة على يد فريق ضم 4 جراحين وهم: الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي، والدكتور يوهانس بوناتي، رئيس معهد القلب والأوعية الدموية، والدكتورين ستيفان سانجر وجهاد الرماحي الأخصائيين المساعدين في جراحة القلب.
وفي سبتمبر 2017، أجرى الأطباء في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» برئاسة الدكتور بشير سنكري، رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة الذي أجرى أكثر من ألف جراحة زرع كلية خلال مسيرته المهنية، أول جراحة يشهدها المستشفى لزراعة الكلية من متبرع متوفى.
ظروف
ومن جانبه قال الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء رداً على سؤال لـ «البيان» يتعلق بظروف إجراء عملية النقل والزراعة للكبد من مريض متوفى:«إن المتوفى كان يرقد في مدينة الشيخ خليفة الطبية وهو من عجمان وآثر قبل وفاته وبموافقة أسرته إلا أن يستفيد المرضى الآخرون من أعضائه .
وبالفعل تم نقل الكبد إلى المريض المواطن كما استفاد طفل أردني من الكلى، وكان هناك متلقي للرئتين من المملكة العربية السعودية عن طريق مطارات دبي وبالتنسيق مع جامعة محمد بن راشد للعلوم الصحية وهي سيدة سعودية عمرها 47 سنة وتم زراعة الرئتين لها في مركز الملك فيصل التخصصي بالمملكة».
تدريب
تبدأ اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، اعتبارا من الأسبوع المقبل تنظيم دورات تدريبية للأطباء في مجالات زراعة الأعضاء، وكذلك بدء التسجيل للراغبين في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، وكذلك ورشة عمل مع وسائل الإعلام لإذكاء الرأي العام حول أهمية التبرع بالأعضاء ودورها في إنقاذ حياة المرضى المحتاجين.