تنطلق 28 الجاري لتجوب الإمارات في 7 أيام

تفعيل العيادة المتنقلة الدائمة ضمن «فرسان القافلة الوردية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس، في واجهة المجاز المائية، دخول «عيادة القافلة الوردية» المتنقلة.

والتي تم تجهيزها بكلفة بلغت 15 مليون درهم، ضمن مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة 28 فبراير الجاري، مسجلة إنجازاً جديداً كونها أول عيادة طبية متنقلة من نوعها على مستوى العالم تم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة.

بما فيها أجهزة الماموجرام اللازمة لإجراء الفحوصات للكشف عن سرطان الثدي، وعنق الرحم، والفحوصات الأخرى المرتبطة بهما وتوفير الفحوصات المجانية للمجتمع للكشف عن سرطان الثدي، ولاحقاً سرطان عنق الرحم على مدار العام، بدلاً من توفيرها خلال فترة مسيرة الفرسان فقط.

واستعرضت اللجنة إنجازات القافلة على مدار سبع سنوات وبرنامج المسيرة السنوية الثامنة، التي تنطلق خلال الفترة من 28 فبراير الجاري وحتى 6 مارس المقبل، لتجوب بفرسانها وفريقها الطبي إمارات الدولة السبع على مدار 7 أيام، ابتداءً من إمارة الشارقة وختاماً في العاصمة أبوظبي، كاشفة عن تطوير آلية عمل القافلة لتجوب كل ربوع الوطن في سبعة أيام بدلاً من 11 يوماً، فيما تستمر الفحوصات الطبية المصاحبة للقافلة مدة 12 يوماً في مواقع وجودها.

حضر المؤتمر كل من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، الذي أكد مشاركته كفارس طيلة أيام مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة، وريم بن كرم، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية، والدكتورة سوسن الماضي، مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان، رئيس اللجنة الطبية والتوعوية في مسيرة فرسان القافلة الوردية.

وبدر الجعيدي، مدير مسيرة فرسان القافلة الوردية، وسالم الغيثي، مدير قناة الشارقة التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، وجاسم البلوشي، رئيس التميّز المؤسسي في مصرف الشارقة الإسلامي.

واستعرضت ريم بن كرم، خلال كلمتها بالمؤتمر، مسيرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان منذ تأسيسها في عام 1999 بمبادرة كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ‬الرئيس‭ ‬المؤسس‭ ‬لجمعية‭ ‬أصدقاء‭ ‬مرضى‭ ‬السرطان، وسعيها المتواصل إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان وأسرهم في رحلتهم مع المرض.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وقالت رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية:«إن جمعية أصدقاء مرضى السرطان تمكنت خلال عشرين عاماً، هي عمر مسيرتها من تقديم العلاج إلى أكثر من 4200 مريض ومريضة بالسرطان وأسرهم، مشيرة إلى مبادرة «كشف»، التي أطلقتها الجمعية في العام 2010 بهدف توفير خدمات التشخيص المبكر لمرض السرطان.

ونشر التوعية بأساليب الفحص والوقاية من السرطانات التي يمكن اكتشافها في وقت مبكر، والتي ضمت تحت مظلتها ست مبادرات توعوية حول أنواع مختلفة من السرطان، كان من بينها «القافلة الوردية» المعنية بتعزيز الوعي بسرطان الثدي.

واستعرضت بن كرم رحلة الإنجازات التي حققتها القافلة الوردية خلال سبع السنوات الماضية، مؤكدة أنها نجحت حتى الآن في قطع أكثر من 1640 كيلو متراً، شملت إمارات الدولة السبع، بجانب توفير الفحوصات الطبية لأكثر من 48 ألفاً و874 شخصاً، بينهم 32 ألفاً و93 مقيماً، و16 ألفاً و781 مواطناً، وذلك من خلال 578 عيادة ثابتة ومتنقلة.

من جانبه، قال سالم الغيثي: «إن تحقيق القافلة الوردية لأهدافها كاملة يستدعي مشاركة متعددة المستويات من مختلف أركان المجتمع؛ أفراداً ومؤسسات، وحرصاً من مؤسسة الشارقة للإعلام على صناعة الحدث والمشاركة فيه من جهة، وتعزيز ركائز العمل المشترك بين مختلف المؤسسات الرسمية والأهلية في إمارة الشارقة من جهة أخرى.

فإننا في المؤسسة نؤكد كشريك إعلامي واكب المسيرة منذ انطلاقتها بتقارير وتغطيات خاصة، على مواصلة التزامنا الإعلامي، معلناً تكفلهم بكل التكاليف التشغيلية لعيادة القافلة الوردية المتنقلة خلال مسيرة الفرسان في عامها الثامن».

وأكد جاسم البلوشي، على نجاح مسيرة فرسان القافلة الوردية على مدار السنوات الماضية في تحقيق أهدافها الرامية إلى مساعدة أفراد المجتمع في الوقاية قدر المستطاع من سرطان الثدي، من خلال فريق عمل مجتهد يتوق للنجاح، مع تضافر الجهود من مختلف مؤسسات القطاع العام والخاص، ووسائل الإعلام.

قضية مجتمعية

وقدمت الدكتورة سوسن الماضي شرحاً شاملاً عن عيادة القافلة الوردية المتنقلة الدائمة، حيث «ستقدم العيادة الطبية، حزمة متكاملة من الخدمات الطبية النوعية للسيدات، من بينها الفحص السريري للكشف عن سرطان الثدي، وفحص سرطان عنق الرحم المعروف بـ«مسحة باب»، ويعتبر هذا الفحص أول خدمة تضاف عالمياً إلى وحدة طبية متنقلة».

وأضافت الماضي: «توفر عيادة القافلة الوردية المتنقلة الدائمة، فحص الماموجرام الإشعاعي الثلاثي الأبعاد، الذي يعتبر أحدث تقنية متقدمة تستخدم عالمياً للكشف عن سرطان الثدي، وسيتم إجراء هذا الفحص في الوحدة المخصصة داخل العيادة، للسيدات فوق سن الأربعين عاماً، أو في حال أظهرت نتائج الفحص السريري بعض الشكوك، هذا إلى جانب توفير مجموعة من الفحوصات الطبية الأخرى ومن بينها فحص السكر، وضغط الدم، وهشاشة العظام، وقياس الطول والوزن».

وأضافت الماضي: «خلال رحلة القافلة الوردية الممتدة لأكثر من سبع سنوات، مرت بنا الكثير من المواقف والقصص الملهمة، وأذكر في البدايات الأولى التي لم يكن وقتها الوعي بسرطان الثدي بالحجم الذي نراه والماثل أمامنا اليوم.

وعندما رسمنا خططنا وحددنا أهدافنا وغايتنا لم يأخذنا الكثيرون على محمل الجد، إذ اعتبروا أن هذه الأهداف قد تكون عصية المنال، ومن الصعوبة بمكان تحقيقها، ولكن بالإيمان الكبير الذي يحدونا، نجحنا بقطع أشواط بعيدة في طريق الوعي والأمل، حتى جعلنا من سرطان الثدي قضية مجتمعية إماراتية محورية تلتقي حولها فئات المجتمع كافة».

وأكدت الدكتورة سوسن الماضي، أن مسيرة فرسان القافلة الوردية ستظل موفيةً بعهدها وستواصل جهودها لتعزيز الوعي بسرطان الثدي، وتقديم الفحوصات الطبية المجانية للجميع على امتداد إمارات الدولة السبع، وفيما يخص مسار العيادات الطبية لمسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة أكدت الماضي أنها ستستقبل المراجعين طيلة أيام المسيرة من الساعة 10:00 صباحاً وحتى الساعة 6:00 مساءً، وفق الجدول المحدد في مواقع مختارة لكل إمارة.

ناجيات يقهرن المرض بالعزيمة والإيمان

تحدثت ناجيات من السرطان لـ«البيان» عن رحلتهن في قهر المرض بالعزيمة والإيمان. نادية متولي إحداهن، وقد قالت إنها لم تشعر بالخوف عندما اكتشفت أنها مصابة بسرطان الثدي في العام 2011 ورغم مرورها بتجربة قاسية مع هذا المرض تحديداً، حيث فقدت زوجها بسببه إلا أنها تحلت بعزيمة جبارة مكنتها من الانتصار عليه واكتشاف قيمة الصحة والحياة، على حد تعبيرها.

وأضافت: كنت أرتدي ملابسي عندما اكتشفت كتلة صغيرة في صدري فتوجهت على الفور لإجراء الفحص، حيث تبنت حالتي جمعية أصدقاء مرضى السرطان في الشارقة التي لم تكتفِ بإجراء الفحوصات واكتشاف الحالة وإنما تابعت دورها الإنساني بتكفلها بكل مراحل العلاج حتى تم مباشرة العلاج بالكيماوي وبعدها أجريت عملية استئصال الثديين.

وتابعت: يمر المرء بلحظات ضعف لكني لم أسمح لهذه المشاعر بالتغلب علي، وكنت دائماً بمثابة طاقة إيجابية لأبنائي الثلاثة الذين تلقوا خبر الإصابة بكثير من الخوف والقلق خاصة وأن المرض حرمهم من أبيهم في العام 2002.

وتشعر نادية، التي تبلغ من العمر 64 عاماً بالسعادة كونها تمكنت بفضل الله ودعم القائمين على القافلة الوردية من الانتصار على المرض بالأمل وقوة الإرادة.

نوال راغب محمد، امرأة سبعينية اكتشفت إصابتها بالمرض أول مرة أثناء وجودها خارج الدولة في العام 1999 وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين فعلاً أنها مصابة بسرطان الثدي، وخلال رحلة العلاج، مارست حياتها بشكل طبيعي، وتجاوزت مرحلة استئصال الثدي لتفاجأ أثناء إجراء الفحص مع القافلة الوردية بوجود سرطان بالغدد اللمفاوية.

وتابعت: لم أجزع، فالأعمار بيد الله وباشرت رحلة العلاج عن طريق جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي وفرت الدعم المادي والمعنوي وكانت بالنسبة لي طوق النجاة، وأضافت، أنها سعيدة كونها تبث روح التفاؤل بين المصابين بالمرض، مؤكدة انه لا شيء يهزم المريض اكثر من فقدان الأمل والرغبة في الشفاء. وأضافت، أن فرص الشفاء من الإصابة بمرض «السرطان» باتت مرتفعة في حال تم اكتشافه مبكراً من خلال وسائل الفحص المبكر التي أصبحت متوفرة في الكثير من المواقع، إضافة إلى وجود وعي وإدراك بضرورة الفحص الدوري.

كلمات دالة:
  • فرسان القافلة الوردية،
  • الامارات السبع،
  • يجوبون
Email