سوء التخطيط والوسائل التقليدية ونقص التفــــاعل مع المستهدفين أبرز الأسباب

معارض تتكسّب إعلامياً على حساب المبادرات الوطنية

إقبال الشباب على المعارض يستلزم تطوير أدواتها لتواكب طموحاتهم المعرفية والوظيفية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لمشاهدة ملف "معارض تتكسّب إعلامياً" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

على الرغم من كثرة الفعاليات الوطنية التي تُعنى بجانب التوعية والتوجيه، والتي تطلقها الوزارات والجهات الخدمية ومؤسسات المجتمع المدني، إلا أن الثمرات التي توفرها لا تتعدى في كثير من الأحيان المكاسب الإعلامية للجهات التي تتبناها، ولا تزال تطالعنا بآراء ونتائج غير مرضية قياساً بما يفترض أن تحققه، ويثير ذلك تحديات واضحة أمام صانعي السياسات بشأن كيفية تعزيز دور هذه المعارض، بحيث تلبي احتياجات الفئات المستهدفة، ولا تزال تلك المعارض تفتقد إلى المفيد وتعتمد على رسائل مباشرة وتقليدية، بما يقلل من تأثيرها على القطاعات المستهدفة، كما أن العديد منها لا يزال خليطاً ما بين الاجتهاد وناسخي تجارب لا تتوافق مع معطياتها، في حين أنها تؤدي وظيفية إعلانية دون التأثير على الشرائح المستهدفة كما أكده العديد من الأشخاص.

ويؤكد خبراء ومختصون نفسيون ومواطنون أن هناك 3 أسباب وراء ضعف العديد من المعارض التوعوية وتحولها إلى مجرد معارض ترويجية دون التأثير في الشرائح المستهدفة، وأبرزها غياب التخطيط الجيد والمؤثر، وافتقار الابتكار والاعتماد على وسائل تقليدية ومباشرة، كما وتفتقد أحياناً التفاعل المباشر مع الجمهور، مطالبين بضرورة تفعيل دور مواقع التواصل الاجتماعي في التوعية بالخدمات، والحقوق والواجبات القانونية، والترويج لأحدث التقنيات التي يتم توظيفها لخدمة الجمهور.

ظاهرة متنامية

ومع ذلك يعد مجال التوعية عموماً سواء ضد المخدرات أو للتوعية بتنظيم الأسرة والتوعية المرورية وترشيد استهلاك المياه والكهرباء وأضرار التدخين وغيرها، ظاهرة اجتماعية متنامية ومطلوبة، إذ تمثل خطوة أساسية لرفع مستوى الوعي العام مما يدعم حركة التنمية والتقدم، ما لا يجعله مجالاً للاجتهادات، وذلك يبقى التساؤل مطروحاً ومضمونه: هل ساهمت معارض التوعية في نشر الوعي والاهتمام بالقضايا المطروحة، وهل ساهمت أيضاً في رفع الوعي بتلك المعارض وأهميتها؟

بداية تؤكد ناعمة الشرهان، عضو المجلس الوطني الاتحادي، ضرورة وجود جهة رقابية على معارض التوظيف، بحيث تقوم بمتابعة الجهات التي تلقت السير الذاتية للباحثين عن عمل وكم باحث تقدم لها، وإلى أين ذهبت طلباتهم وعدد الشواغر المتوفرة في هذه الجهات وهل قامت بسدها بمن تقدموا لها عبر معرض التوظيف من عدمه.

وأضافت أن وجود جهة رقابية سيعزز من تفعيل هذه المعارض، بحيث يتم مساءلة الجهات المشاركة عن نسب التعيين، ونسب الرفض وأسبابها، على أن يتم مكافأة الجهات الملتزمة، ومعاقبة غير الملتزمة منها، بحيث نضمن أن تؤتي مثل هذه المعارض ثمارها وتحقق أهدافها المنشودة.

وطالبت الشرهان برقابة صارمة على المؤسسات العارضة للتأكد من جدية رغبتها في التوظيف من خلال متابعة عدد الذين تم توظيفهم بعد انتهاء المعرض، وأن يكون هناك إعلان عن عدد الذين تم توظيفهم فعلياً، وكم تشكل نسبتهم من العدد المستهدف من أصل الوظائف المعروضة بعد انتهاء كل دورة، على غرار الكشف عن عدد الزوار في كل دورة، فضلاً عن قياس حجم التفاوت الكبير بين عدد الباحثين عن عمل وحجم الفرص الوظيفية المتاحة، في المعارض الوظيفية.

وأشارت إلى أن المجلس عرض اقتراحاً على وزارة الموارد البشرية والتوطين في إحدى جلساته العام الماضي، حول تخصيص نسبة معينة من الوظائف لتعيين المواطنين في الجهات الخاصة والقطاع المصرفي، وإلزامها بها سنوياً من خلال مراقبتها، مؤكدة أن الاقتراح قوبل بالترحيب من قبل الوزارة، آملة في أن يتم اتخاذ إجراءات بالتنفيذ قريباً.

ومضت إلى أن هذا الاقتراح لكي ينفذ لا بد له من إعداد خطة مدروسة، من أجل إعطاء أولوية قصوى لتشغيل المواطنين، وذلك من خلال الإعلان بشفافية عن الفرص الوظيفية المتاحة، والتواصل المستمر مع الجهات المشاركة، وتوفير السبل والإمكانيات كافة، التي تسهم في تحقيق تطلعات الباحثين عن عمل في لقاء ممثلي الجهات والمؤسسات المشاركة، وتقديم طلبات التوظيف.

 

حلول

ويرى البروفيسور الدكتور أحمد غنيم، رئيس جامعة العلوم الحديثة بدبي، أن الحل لتفعيل معارض التوظيف واغتنام فرص التوظيف المتاحة بها، يكمن في تخصيصها من خلال تنظيم معارض متخصصة لوظائف بعينها، لافتاً إلى أنه يأمل في تنظيم معارض في مجال التعليم بحيث يستقطب الكفاءات الأكاديمية للاستفادة منها في الجامعات والمؤسسات التعليمية بشكل عام.

وأضاف أن هذه المعارض المتخصصة ستتيح المجال للكفاءات الوظيفية كل في مجاله بما يمكن من وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، مشيراً إلى أن معارض التوظيف التقليدية تكون عامة ولا تمكن من الوصول إلى الكفاءات المتخصصة، فضلاً عن أنها تستقبل المئات من السير الذاتية للباحثين عن عمل كل عام، تشمل مختلف الوظائف والخبرات، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً لفرز هذه السير الذاتية وتحويلها للإدارات المعنية وإجراء المقابلات مع أصحابها، وقد لا تذهب في مسارها الصحيح نتيجة لاختلاط التخصصات ببعضها البعض.

وأوضح أن المعارض المتخصصة ستتيح الوصول بسهولة للمستويات الوظيفية والمجالات النادرة والقطاعات الحيوية والقطاعات المصرفية التي تشهد عزوفاً من قبل الخريجين المواطنين فضلاً عن القطاع الهندسي وقطاع البترول، بهدف توظيف المواطنين، كل حسب تخصصه وميوله وخبراته إن تواجدت، ليتمكنوا من استثمار طاقاتهم وكفاءاتهم كما ينبغي.

دور حيوي

من جانبه قال الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة الفلاح، إن معارض التوظيف تلعب دوراً حيوياً في التنسيق بين أصحاب الأعمال والراغبين في الحصول على الوظائف، حيث يعتبر المعرض أرضية خصبة تستهدف إيجاد كوادر مواطنة في التخصصات المهنية والفنية تكون قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية، بالإضافة إلى خدمة خطط التنمية في الدولة، في ظل «رؤية الإمارات 2021» القائمة على تحقيق الاقتصاد المعرفي المستدام.

وأضاف الدكتور عطاطرة أن معايير اختيار المتقدمين للوظائف قد اختلفت لتتماشى مع متطلبات العصر، فأصبح تركيز مسؤولي الموارد البشرية على الصفات الشخصية للمرشحين للعمل مثل الإيجابية، والمرونة، إلى جانب مهارات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المهارات الأساسية.

ونوه الدكتور عطاطرة إلى أنه على الرغم من أن معارض التوظيف لها دور كبير في التعرف إلى الوظائف وانتقاء الخيارات التي تتناسب قدرات كل باحث عن عمل، والحصول على المنح الدراسية والدورات المناسبة، لكن في نفس الوقت تفتقد هذه المعارض من توصيف وتحديد التخصصات التي يحتاجها كل مجال والاشتراطات والخبرات، بالإضافة إلى عدم وجود متابعة فعلية من قبل المؤسسات ولجنة مسؤولة عن اختيار المتقدمين الذين زاروا المعرض وقدموا طلبات العمل في خلال أحداث المعرض.

كما أشار إلى أن المشكلة ليست فقط بالمؤسسات المشاركة بالمعارض وإنما أيضاً بالباحثين عن العمل، حيث يتشتت فكر المتقدمين بين المؤسسات العارضة التي تزيد في بعض الأحيان على 100 جهة سواء حكومية أو خاصة، حيث يضع سيرته الذاتية بين أيدي جميع المؤسسات حتى يزيد من فرصته بالتوظيف، وبالتالي يصعب عليه اختيار الوظيفة التي يطمح لها في خضم العدد الهائل من المشاركين.

 

وقف رفع الوعي

وقالت الأخصائية الاجتماعية والباحثة في الإرشاد الأسري رقية الريسي: «يركز عدد كبير جداً من المؤسسات والجهات على رفع مستوى الوعي حول قضية ما، مثل خطر اضطرابات الأكل أو التغير المناخي دون معرفة كيفية ترجمة ذلك الوعي إلى عمل ملموس فعلياً، من خلال تغيير الناس لسلوكهم وتصرفاتهم، لذا فالوقت حان لوقف رفع الوعي بالفعل، وتبني نهج أكثر نجاحاً بهدف تصميم معارض التوعية بشكل يتوافق مع أهداف الرؤية الوطنية من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً للمواطنين والمقيمين في الدولة، والعمل على إنشاء جيل أكثر علماً يتسلح بمهارات التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى ترويج مفهوم التوعية على المستوى المحلي، وغرس القيم الإنسانية والاجتماعية في ركائز بناء المجتمع.

وأضافت الريسي أنه من الطبيعي أن نرغب في أن يهتم الآخرون بما نفعل، فإذا كان الهدف هو زيادة المعرفة بقضية ما، فإن حملة التوعية يمكن أن تعمل بشكل جيد، ولكن هل يكفي أن يعرف الناس المزيد عن شيء ما؟ فعلى سبيل المثال، أن الأبحاث السلوكية والعلمية العديدة تظهر أن الأشخاص الذين يعطون المزيد من المعلومات ببساطة من غير المرجح أن يغيروا معتقداتهم أو سلوكهم، فقد حان الوقت إلى دفع التأثير في الرأي العام إلى تجاوز مجرد التوعية فهو يضيع الكثير من الوقت والمال لأسباب مهمة ما يحتاج إلى استخدام العلوم السلوكية لصياغة المعارض التوعوية وأيضاً حملات التوعية التي تستخدم الرسائل الملموسة بصرياً ونفسياً إلى العمل في جعل الناس يعملون على إحداث تغيير طويل الأمد.

اختصاص

طالبت عائشة حسن بوجود جهة مختصة أو قسم مختص في كل مؤسسة بهدف تنظيم معارض التوعية لأهميتها في توجيه وتثقيف الناس بأهداف المؤسسات ورؤيتها في المجتمع، على اعتبار أن المعارض باتت ذات أهمية وتشكّل نواة وواجهة للمؤسسات لتعبر في أهدافها إلى المجتمع، فضلاً عن أن المعارض تعد جزءاً من المسؤولية الاجتماعية التي تعتمد على نشر أهداف ورؤية الدولة من خلال برامج وأنشطة تتبناها تلك المؤسسات والجهات، وتسهم في تعريفها للشرائح المستهدفة بالفعل، مبينةً أن معرفة العناصر المهمة لنجاح المعارض تتطلب مختصين وقسماً مختصاً يتبنى تلك المبادات المجتمعية وتنجحها بشكل كبير، بالتنسيق والتعاون، سواء من الجهات ذات العلاقات، والشركات المختصة في نشر ودعم الوعي المجتمعي في أي قضية ما.

2017

حددت دراسة أميركية صادرة في عام 2017 مجموعة عناصر لتنظيم حملات مستهدفة وناجحة في الوقت ذاته، أهمها: اختيار فكرة معرض التوعية الذي يساعد مؤسستك على تحقيق أهدافها التوعوية، عبر تحديد الفكرة بوضوح، وأهداف المشاركة في قضية توعوية، فضلاً عن تحديد المستهدف المثالي، وما الذي تريد أن تحصل عليه، وجعل الانطباع الأول جيداً، ولا تفترض أن المستهدفين يعرفونك، فلا ترسل «شخصاً ما» لتمثيلك في المعرض، وإنما لا بد من توفير مزيج من الموظفين ذوي الخبرة لجعل أفراد المجتمع يقعون في حب معرضك التوعوي.

وأكدت الدراسة أهمية الاستعانة بوسائل التواصل قبل وبعد الحدث وأيضاً خلاله، وأنه في ظل عدم وجود خطط ولا أهداف غالباً ما يعني ذلك أيضاً أنه لا توجد أي نتائج.

إبهار

أكد عدد من المتابعين لمعارض التوعية أنه كلما توافرت فيه مجموعة من عناصر الإبهار القائمة على الإبهار البصري والذهني ومخاطبة العقل والشعور بالصدمة حتى تلمس الصورة المشاعر الداخلية، تتولد كل عناصر التفاعل المادي والمعنوي مع هذه المعارض.

وضربوا مثالاً على ذلك بالمتحف الوطني في مالطا الذي يعد معرضاً للآثار والخاص بتاريخ هذا البلد، فهو يعد من أكثر المعارض البصرية التي يستطيع فيها أي شخص يتحدث أي لغة أن يتعرف إلى تاريخ هذه الجزيرة عبر قراءة فيلمية بصرية تضم مقاعد يستطيع الزائر أن يجلس ليشاهد مراحل تأسيس هذا البلد دون ملل، وبالعكس منه معارض التوظيف التي تشكّل مجلس ضيافة في الأغلب.

1000

بيّن حسن بلال أن الفكرة خير من 1000 كلمة، وقال إن هذا ما اعتمدت عليه مجموعة من الدول المتقدمة في مجال المعارض التوعوية التي تناقش قضايا مهمة في المجتمع من خلال فكرة، خاصة أن الأحاديث عن هذه القضايا بدأت منذ سنوات في معظم دول العالم لكن دون أن يحرك ساكناً، وهذا ما حاولت هذه المعارض التغلب عليه عن طريق الأفكار القائمة على الإبداع في توجيه رسالة مباشرة وصادمة وموجزة في آن واحد.

 

إسحاق البلوشي:المعارض الفاشلة خطر اجتماعي

أكد إسحاق البلوشي، رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في دار زايد للرعاية الأسرية في العين، أن المعارض التوعوية في المجتمع قد تكون سلبية وخطرة في رسائلها إذا كانت فاشلة في تحقيق أهدافها، ويعود ذلك إلى سوء التخطيط والتنظيم، وعدم وضوح أهداف مشاركة الجهة في المعرض التوعوية، بل عدم وضوح رؤية ورسالة تلك الجهة، وبالتالي نرى أن ركن تلك الجهة في المعرض التوعوية لا يلقى إقبالاً من الجمهور لعدم وجود عناصر الجذب فيه أساساً، ومصدر خطورتها أنها قد ترسل إلى المستهدفين رسائل مناقضة لجوهر الغاية التي أنشئت من أجلها.

وقال البلوشي: «نحرص في دار زايد للرعاية الأسرية على تنظيم معارض توعوية بين حين وآخر، بحيث نستهدف فيها موظفي الدار والأبناء والشباب المنتسبين للدار. ونظمنا أخيراً معرضاً صحياً توعوياً يهدف إلى التشجيع على ممارسة رياضة المشي، وتشجيع المستهدفين أيضاً على تبني نمط حياة صحي أفضل، لا سيما أن دولة الإمارات تتميز بتقدم البنية التحتية ومرافق رياضة المشي التي تضاهي بمواصفاتها أرقى المعايير الدولية، وتنبههم أيضاً إلى نقطة مفادها أن المشي سر الحياة الصحية، وسنسعى إلى تنظيم معارض توعوية متنوعة في عام زايد».

وأضاف البلوشي: «نحن لا ننظم المعارض التوعوية من فراغ، وإنما لتحقيق أهداف عدة، منها بث التوعية بالمحور الرئيس للمعرض الذي يتحتم أن يكون ناجحاً».

 

منى المهيري:التجديد والتنويع مفتاح النجاح

قالت منى المهيري مديرة سوق القطارة التابع لدائرة أبوظبي للثقافة والسياحة إنه في معارض التوعية المجتمعية تتكاتف الجهود لتقديم أفضل الخدمات والمبادرات التي تصب أولاً وأخيراً في خدمة المجتمع بمختلف شرائحه، متمنية أن تحرص تلك المعارض على التجديد والتنويع وكسر إطار النمطية، والحرص التام على نشر الوعي وإشراك المجتمع في تلك المعارض من خلال البرامج التوعوية المفيدة والتي تهدف إلى رفع المستوى التوعوي لأفراد المجتمع في المجالات التي تفيدهم وتهمهم.

وأوضحت المهيري بأن السوق ينظم بين حين وآخر عدة مهرجانات تستضيف من خلالها العديد من المؤسسات والجهات التي تتكاتف فيما بينها وتنظم معارض توعية لجمهور تلك المهرجانات.

وأضافت: «تهدف تلك المعارض إلى تحقيق أقصى درجات الوعي بين شرائح المجتمع في مختلف المجالات الحياتية، وليس هذا فحسب، وإنما تسنح المجال لتحقيق نوع من التواصل المباشر بين زوار المهرجان لتلك المعارض والمؤسسات المشاركة لتفعيل دور الجمهور بمختلف شرائحه في المجتمع».

 

سمية الكثيري: المعارض ضرورية رغم ضعفها

ترى سمية الكثيري رئيس مجلس إدارة فريق «أبشر يا وطن» التطوعي أن معارض التوعية في المجتمع لا تزال لها أهميتها وأثرها وحضورها على الرغم من بعض النقص الذي قد يعتريها ويحد من نتائجها وثمراتها، نظراً لأهميتها في اكتساب الخبرات والمهارات التي من شأنها أن تساهم في رفع مستوى الوعي بأهمية تحقيق معايير السلامة لجميع أفراد المجتمع وسلامتنا الشخصية.

وشاركت سمية الكثيري مع فريقها في تنظيم معرض «سلامتنا أمانة» في أبوظبي، والذي يأتي في إطار المسؤولية المجتمعية لدائرة الشؤون البلدية والنقل وبلدية مدينة أبوظبي وشركائهما والحرص على ضمان سلامة أفراد المجتمع وتوفير مجتمع آمن، ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على السلامة العامة ونشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع.

وقالت: كانت لدينا العديد من المهام في المعرض ومنها زيادة وعي الجمهور بإجراءات السلامة.

التخطيط الدقيق للمعارض يضمن نجاح أهدافها | أرشيفية

 

آمال المرزوقي: بعض المعارض عادة سنوية لا أكثر

أشارت المواطنة آمال علي المرزوقي إلى أن بعض معارض التوظيف باتت في الفترة الحالية كأي معرض سنوي اُعتيد تنظيمه في كل عام، والمستفيدون منه قلة. وأضافت المرزوقي أنه مازال المواطنون يجهلون مصداقية بعض معارض التوظيف لعدم توفر الأجوبة المقنعة لهم، وهذا هو الحال منذ عشر سنوات ومازالت النتائج غير مبهرة متواصلة فيه.

ولفتت إلى أنه في كل عام يزداد عدد خريجي الطلبة من الثانوية العامة إضافة إلى خريجي الجامعات والمعاهد في الدولة، وجميعهم ذوو كفاءة مهنية، ولم تخدمهم هيئة الموارد البشرية والتوطين ولا حتى معارض التوظيف، التي اكتفت على إفادة الباحثين عن العمل بالتسجيل على الموقع الإلكتروني في زاوية التوظيف.

وعلقت المرزوقي أنه كان يفترض في الجهات المشاركة في المعرض إرشاد الباحثين عن فرص للتوظيف بالتسجيل على الموقع الإلكتروني، وإلا فلماذا ينظم المعرض وتخصص له ميزانية عالية، مع إيهام الباحثين عن العمل بفرصة وظيفية، والواقع وهم جديد مثل الرسم في الهواء.

 

فعاليات تبيع الأحلام للباحثين عن العمل.. والمطلوب دور أكبر لوسائل الإعلام

يرى الطالب محمد بلال محمد أن بعض معارض التوعية والتوظيف مجرد وهم، تبيع الأحلام للباحثين عن العمل.

وقال: حالياً أنا في سن 19 ومقبل على الدراسة الجامعية، وأتساءل دائماً هل في كل عام سيكون هناك عائق أمام الخريجين الجدد والباحثين عن العمل إشكالية في كل عام أم ماذا؟

وتابع محمد: نأمل من الجهات الحكومية المشاركة في المعرض لتوظيف المواطنين بمصداقية المعاملة وتلقي السيرة الذاتية منهم، وعدم الاكتفاء بالحديث الجانبي في ساحات المعرض والدعابة مع مقدمي السيرة الذاتية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات من أوائل الدول في توفير الخدمات ونأمل أن تكون من أوائل الدول في القضاء على البطالة والسرعة في التوظيف، كي لا يكون هناك معارض للتوظيف.

إلى ذلك، أشارت فايزة أحمد طالبة في سنتها الثانية بالجامعة إلى أهمية أن تقوم المعارض بتسليط الضوء على أهمية التوعية بكافة قطاعاتها في تطوير أسلوب الحياة لينعم المواطن والمقيم بحياة أفضل شعارها التوعية للجميع، كذلك تسليط الضوء على دور الإعلام بكافة وسائله في إيصال الرسائل والبرامج التوعوية إلى الفئات المستهدفة، ولذلك فإنه لا بد أن يكون هناك دور أكبر لوسائل الإعلام في تسليط الضوء على هذه المعارض وإبراز إيجابياتها وسلبياتها.

وأضافت فايزة أنه يفترض في معارض التوعية أن يكون هدفها الرئيسي هو تقديم المزيد من الدعم لبرامج ومشاريع التوعية المتنوعة بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض آخر وأحدث التقنيات المتقدمة التي يتم استخدامها في قطاعات التوعية.

 

بثينة حسن: المعارض بيئة خصبة للتغيير

أكدت الاختصاصية الأسرية والاجتماعية بثينة حسن أن جعل الجمهور أكثر وعياً بمسألة أو بقضية غير معروفة إطلاقا، بطبيعة الحال، يمكن أن يكون خطوة حاسمة في خلق بيئة يمكن فيها التغيير، مشددة على أنه بعد الانتهاء من مشروع يخدم الفكرة التوعوية لا بد أن يكون هناك ما يشبه جلسات العصف الذهني لمراجعة النتائج ودراسة الأخطاء والاستفادة من الإيجابيات، وليس الركون فقط إلى مجرد إقامة المعرض التوعوية للدعاية الإعلامية فقط.

وقالت بثينة حسن: إن البحوث النفسية تشير إلى أن المعارض قد لا تفيد وتهدر الموارد المالية عندما تركز فقط على رفع مستوى الوعي، ولكن في بعض الأحيان قد تؤدي إلى آثار سلبية أكثر من فائدتها عند القيام بطرق خاطئة، فقد تصل إلى الجمهور غير المستهدف؛ وقد تتسبب في إحداث أضرار غير مقصودة مثلا في جعل تعاطي المخدرات أكثر رغبة في تجربتها، ويمكن أن تولّد رد فعل عنيف. إلى ذلك يرى مختصون أنه لا بد بعد الانتهاء من أي مشروع توعوي أو خدمة عامة أن يكون هناك تقويم علمي ومدروس، يوضع له استبيانات توزع على أكبر شريحة من المعنيين بالمشروع للتعرف على مدى نجاح المشروع، وتحقيق أهدافه المنشودة، وكيفية تلافي السلبيات ودراستها، حتى يتحقق النجاح لأي مشروع مستقبلي، إذ لابد من النقد الهادف والبناء، لأن ذلك يساعد على وضع الإجراءات والهيكل العام للأداء، وتوزيع الوقت وإعادة النظر في توزيع العناصر البشرية، كما يساعد أيضا في التعرف على المشاكل الكامنة وتحليلها مسبقاً واتخاذ إجراءات الطوارئ في حالة حدوثها المفاجئ.

 

Email