فـي بيان مشترك بمناسبة زيارة ناريندرا مودي الإمارات.. تأكيد تعزيز قيم التسامح والسلام ومواجهة التطرف

الإمارات والهند تجدّدان التزامهما الثابت بالشراكة الاستراتيجية الشاملة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، التزامهما الثابت بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأعربتا عن ارتياحهما للمتابعة الدقيقة للقرارات التي اتخذت خلال اجتماعاتهما السابقة لتحقيق الأهداف المرجوة.

ووصف الجانبان، الآلية المؤسسية للحوار الاستراتيجي الإماراتي - الهندي، المنشأة بموجب اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بأنها مفيدة لرصد التقدم المحرز في مجالات الشراكة المتفق عليها، والتوجه نحو مجالات جديدة واعدة.. ورحبا بالنتائج المثمرة للحوار الاستراتيجي الثاني بين الهند والإمارات، الذي عقد في أبوظبي في أكتوبر 2017.

ونوه الجانبان بالعلاقات التجارية والاقتصادية المميزة بين البلدين، باعتبارهما شريكين تجاريين رئيسين، وأعربا عن ارتياحهما للمستوى الحالي للتجارة الثنائية، الذي بلغ نحو 53 مليار دولار خلال الفترة «2016 /‏‏ 2017».. واتفقا على زيادة تعزيز هذه العلاقات، خاصة من خلال تنويع التجارة غير النفطية.

ورحبا بالتقدم المحرز في التنفيذ المبكر للاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة لتخزين احتياطي استراتيجي من النفط الخام بمدينة بنغالور جنوبي الهند، والموقعة في يناير 2017.. وأكدا أن إمدادات النفط الخام من الإمارات لبانغالور، ستكون خطوة تحولية كبيرة في بناء شراكة استراتيجية في قطاع الطاقة.

ووصف البلدان، قرار منح امتيازات كبيرة للنفط لشركة النفط والغاز الطبيعي المحدودة في الهند في حقل أدما - أوبكو في زاكوم السفلي، بأنه مثال آخر على الشراكة الاستراتيجية الناشئة في قطاع الطاقة.

وأعربا عن ارتياحهما للتعاون الثنائي الجاري في مجالات الأمن والدفاع والفضاء، وتعهدا بزيادته، تعزيزاً للأمن والسلام والازدهار الإقليميين.. واتفقا على تعميق التعاون في مجال الأمن البحري، بما في ذلك مكافحة القرصنة والتدريب.

وأكد الجانبان مجدداً، عزمهما المشترك على تعزيز قيم التسامح والسلام والشمولية في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة.. ونوها بالدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه الحوار بين الأديان في تحقيق هذا الهدف الجدير بالاهتمام.. واتفقا على تعميق التعاون في مكافحة التطرف، وزيادة تعزيز جهودهما في مكافحة الإرهاب.

إدانة التطرف

وأعرب الجانبان عن إدانتهما القوية للتطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بصرف النظر عن مرتكبيه ودوافعهم، إلى جانب استخدام الدول للدين لتبرير الإرهاب ودعمه ورعايته ضد بلدان أخرى، أو استخدام الإرهاب كأداة لسياسة الدولة.

جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر أمس، بمناسبة زيارة نارايندرا مودي رئيس الوزراء الهندي إلى دولة الإمارات.. في ما يلي نصه:

بدعوة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قام ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند، بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 10 - 11 فبراير 2018.

وأدت الزيارة إلى تعزيز وإثراء العلاقات بين البلدين، لتصل إلى أعلى المستويات السياسية بين الهند والإمارات العربية المتحدة، وذلك عقب زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي السابقة إلى الإمارات، خلال شهر أغسطس 2015، وزيارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند، خلال فبراير 2016، ثم يناير 2017، كضيف شرف رئيس في احتفالات يوم الجمهورية الـ 68 للهند.

وجرت لرئيس الوزراء الهندي مراسم استقبال رسمية لدى وصوله إلى أبوظبي في 10 فبراير.. وأقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مأدبة عشاء، تكريماً لرئيس الوزراء، الذي سبقته مناقشات رسمية على مستوى الوفد.. كما اجتمع رئيس الوزراء مودي، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في دبي يوم 11 فبراير.

وبجانب لقاءاته الرسمية في أبوظبي، ألقى رئيس الوزراء الهندي نارايندرا مودي، كلمته الرئيسة حول موضوع «التكنولوجيا من أجل التنمية»، في أعمال الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات في دبي، حيث دعيت الهند كضيف شرف.

وعلى هامش القمة، اجتمع رئيس الوزراء الهندي مودي مع مجموعة مختارة من كبار المسؤولين التنفيذيين وقادة الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقد أتاحت هذه الزيارة لقيادة البلدين، الاضطلاع بشكل منتظم من العلاقات الثنائية، واستعراض التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، الموقع خلال الزيارة الأخيرة، التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند في يناير 2017.. ورحب كلا الجانبين بتوقيع عدة اتفاقات ومذكرات تفاهم خلال الزيارة.

من أجل المستقبل

وأكد رئيس الوزراء الهندي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال مناقشاتهما الرسمية، التزامهما الثابت بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأعربا عن ارتياحهما للمتابعة الدقيقة للقرارات التي اتخذت خلال اجتماعاتهما السابقة، لتحقيق الأهداف المرجوة.. وأشار الجانبان إلى المشاركة الثنائية القوية خلال العامين الماضيين في مختلف المجالات، بما فيها المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعليم والثقافة والدفاع والأمن.

وأشار الزعيمان إلى أن الزيارات رفيعة المستوى المتكررة بين البلدين، قد يسرت التنفيذ السريع والمنتظم لشراكة استراتيجية شاملة، موجهة نحو تحقيق نتائج مفيدة للطرفين.

وأشار الجانبان إلى أن الآلية المؤسسية للحوار الاستراتيجي الإماراتي- الهندي، المنشأة بموجب اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، أثبتت أنها آلية مفيدة لرصد التقدم المحرز في مجالات المشاركة المتفق عليها، والتوجه في اتجاهات جديدة واعدة.. وفي هذا السياق، رحب الجانبان بالنتائج المثمرة للحوار الاستراتيجي الثاني بين الهند والإمارات، الذي عقد في أبوظبي في أكتوبر 2017.

وللعمل من أجل زيادة تعزيز التعاون والتفاهم المؤسسي بين البلدين، جدد الجانبان تعهدهما بتعميق التعاون بين وزارة الشؤون الخارجية الهندية، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي.

تشجيع الاستثمار

أصدر الجانبان توجيهات إلى السلطات المعنية، بالإسراع بعقد المفاوضات الجارية بشأن معاهدة الاستثمار الثنائية الجديدة، من أجل توفير الإطار القانوني اللازم لتشجيع الاستثمار.

وأكد الطرفان أن حركة الطيران بين الهند والإمارات، تعد ذات دلالة وأهمية، بالنظر إلى الحركة المتبادلة بين الشعبين.. واعترافا بالحاجة إلى زيادة توسيع التعاون وتطويره في قطاع الطيران المدني، اتفق الجانبان على عقد مشاورات بين سلطات الطيران المدني التابعة لهما في أقرب فرصة، لمناقشة المجالات الرئيسة ذات الاهتمام المشترك.

تنمية المهارات

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن تقديره للمساهمة الإيجابية التي قدمها المجتمع الهندي في دولة الإمارات، التي ساهمت في تنمية البلد المضيف.. وشكر رئيس الوزراء الهندي، قيادة دولة الإمارات، على ضمان استمرار رفاهية المجتمع الهندي، ولإصلاحات العمل المستمرة من قبل حكومة الإمارات.

مبادئ التسامح

وشكر رئيس الوزراء الهندي.. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تخصيص الأراضي وتسهيل بناء معبد، تنفيذاً للقرار الذي أصدرته حكومة الإمارات في أغسطس 2015، لتلبية طلب المجتمع الهندي في الدولة.

وأشار إلى أن المعبد سيكون رمزاً مهماً لالتزام دولة الإمارات الراسخ بمبادئ التسامح وبناء مجتمع تعددي، حيث تتمتع المجتمعات المحلية المختلفة، بحرية ممارسة دينها ولغتها وثقافتها.

طاقة متجددة

شكر رئيس الوزراء الهندي، القيادة الإماراتية، على دعم مبادرته بشأن التحالف الدولي للطاقة الشمسية.. ورحب الجانبان بالتوقيع والتصديق على اتفاق التحالف الدولي للطاقة الشمسية من قبل الإمارات، وأعربا عن التزامهما بتعزيز الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال حشد الاستثمارات، من أجل نشر تطبيقات الطاقة الشمسية بأسعار معقولة على نطاق واسع.. واتفقا على مواصلة تقديم الدعم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

كما اتفق الجانبان على زيادة تعزيز تعاونهما في مجالات الطاقة الخضراء وتغير المناخ، في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.. وأحاطا علماً بالخطوات التي قطعتها الدولتان لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة الطموحة، ورحبا باعتزام مصدر الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية في الهند.

تغير المناخ

أعرب الزعيمان عن ارتياحهما للتعاون في قطاع الطاقة، وأشارا إلى أن دولة الإمارات، واحدة من أبرز موردي النفط الخام للهند.. وشكر رئيس الوزراء الهندي الإمارات، على كونها شريكاً موثوقاً به في أمن الطاقة في الهند.

وكرر الطرفان رغبتهما في تحويل علاقة المشترين والبائعين في قطاع الطاقة، إلى شراكة أعمق، مع التركيز على الاستثمار والمشاريع المشتركة ، والتعاون في مجال الاستكشاف المشترك في الهند والإمارات وفي بلدان العالم الثالث.. ودعا رئيس الوزراء الهندي «أدنوك» و«مبادلة»، إلى الاستثمار في المشاريع النهائية في قطاع الهيدروكربونات في الهند. واستعرض الجانبان، التقدم المحرز في التنفيذ المبكر للاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» .

التعاون في مجال الأمن والدفاع والفضاء

أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون الثنائي الجاري في مجالات الأمن والدفاع والفضاء المحددة، وتعهدا بزيادة هذا التعاون لتعزيز الأمن والسلام والازدهار الإقليميين، واتفقا على تعميق التعاون في مجال الأمن البحري، بما في ذلك مكافحة القرصنة والتدريب، وما إلى ذلك.

وأعرب الطرفان عن ارتياحهما للتقدم المحرز في ما يتعلق بالتعاون القوي بين أجهزة الأمن في البلدين.. كما أعربا عن رضاهما عن التعاون المستمر في إطار الآلية المؤسسية للحوار الأمني، الذي أقيم على مستوى مستشار الأمن الوطني ومجلس الأمن القومي في البلدين، بهدف تعزيز التعاون في عمليات مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية وبناء القدرات.

وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما للتقدم المحرز في مجال التعاون الأمني، وأوصيا مسؤوليهما بعقد الاجتماع الأول لفرقة العمل المشتركة المعنية بمنع الاتجار بالبشر، ومكافحته خلال عام 2018.. ورحبا بوضع الصيغة النهائية لمذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال تبادل المعلومات المالية المتصلة بغسل الأموال والجرائم الأصلية المرتبطة بها وتمويل الإرهاب التي يمكن أن يتم التوقيع عليها في أقرب وقت ممكن.. واتفقا على زيادة تعميق التعاون في مكافحة الجرائم العابرة للحدود الوطنية، ورحبا باقتراح إنشاء آلية مؤسسية للتعاون لمكافحة الاتجار بالمخدرات.

في إطار التزامهما بمكافحة الجرائم الإلكترونية، أشار الجانبان، إلى أن مذكرة التفاهم الموقعة في فبراير 2016، أنشأت آلية مؤسسية للاضطلاع بأنشطة بحثية مشتركة.. ومن أجل التنفيذ الفعال لمذكرة التفاهم، وجها جهودهما بالتسريع بإنشاء مراكز مشتركة للتميز في مجال البحث والتطوير.

وأكد الطرفان، المتابعة المنتظمة لأحكام اتفاق التعاون الدفاعي، الذي جدد في عام 2014، والذي يوفر إطاراً عاماً لتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية.. وأشارا إلى تزايد التعاون الدفاعي، بما في ذلك من خلال الزيارات المنتظمة رفيعة المستوى، وبرامج التدريب، والتدريبات المشتركة، والمشاركة في المعارض الدفاعية، وزيارات السفن -الموانئ، وما إلى ذلك.

ولوحظ بارتياح أن لجنة التعاون الدفاعي المشتركة، التي شكلت في إطار اتفاق التعاون الدفاعي القائم تجتمع بانتظام.. ورحب الزعيمان بالقرار الذي تم اتخاذه خلال الجولة الأخيرة من مجلس الدفاع المشترك في نيودلهي في ديسمبر 2017، لإجراء أول تمرين بحري ثنائي خلال عام 2018.. وأشارا أيضاً إلى عقد الجولة السادسة من محادثات الموظفين البحرية في نيودلهي خلال سبتمبر 2017.

وجدد الجانبان التزامهما بالعمل عن كثب لتعزيز الأمن البحري في منطقة الخليج والمحيط الهندي، وهو أمر حيوي لأمن وازدهار البلدين.

وقد جدد الجانب الإماراتي اهتمامه بأنظمة المراقبة الساحلية وسفن الدوريات التي وضعتها الهند.. وأشار الجانبان بارتياح إلى اتفاق الهند على توريد سفن دوريات بحرية إلى الإمارات.

ترحيب

رحب الجانبان بإطلاق «نايف -1»، أول قمر اصطناعي «نانومتري» إماراتي، من قبل منظمة البحوث الفضائية الهندية في فبراير 2017.. ورحب الجانب الإماراتي بانضمام رئيس منظمة البحوث الفضائية الهندية، إلى المجلس الاستشاري لوكالة الإمارات للفضاء.

مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب

بما أن المجتمعات في الإمارات والهند، هي مجتمعات متعددة الثقافات، فقد أكد الطرفان مجدداً، عزمهما المشترك على تعزيز قيم التسامح والسلام والشمولية في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة.. واعترفا بالدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه الحوار بين الأديان في تحقيق هذا الهدف الجدير بالاهتمام.

وأكد الجانبان أن الإمارات والهند، باعتبارهما مجتمعين مختلفين، تمثلان نماذج موثوقاً بها ضد نزعات التطرف والراديكالية. وبينما يقدر الجانبان، التعاون القائم في هذا المجال، بما في ذلك تبادل الزيارات، قررا تعميق التعاون في مكافحة التطرف، وزيادة تعزيز جهودهما في مكافحة الإرهاب.

واتفق الزعيمان على أنه لا يمكن التغلب على التطرف والإرهاب باستخدام القوة فقط، واعترفا بالحاجة إلى اتباع نهج كلي، يشمل تعطيل استخدام وسائط الإعلام على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تعزيز الأيديولوجيات المتطرفة والعنيفة، ومنع استخدام المراكز الدينية لتطرف الشباب، وتجنيد الكوادر الإرهابية، وتعزيز التسامح.. وفي هذا السياق، رحب الزعيمان بمساهمات مبادرات، مثل مراكز صواب ومركز هداية، التي تتخذ من الإمارات مقراً، لها لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة، وتعزيز التعاون الدولي المستمر لمكافحة التطرف.

وأعرب الطرفان عن إدانتهما القوية للتطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بصرف النظر عن مرتكبيه ودوافعهم.. وعبرا مجدداً عن إدانتهما للجهود التي تبذلها الدول لاستخدام الدين لتبرير الإرهاب ودعمه ورعايته ضد بلدان أخرى، أو استخدام الإرهاب كأداة لسياسة الدولة.

كما أعربا عن استيائهما للجهود التي تبذلها البلدان لإعطاء اللون الديني والطائفي للقضايا السياسية، وأشارا إلى مسؤولية جميع الدول عن السيطرة على أنشطة ما يسمى بـ «الجهات الفاعلة من غير الدول»، وخفض جميع أشكال الدعم المقدم إلى الإرهابيين، وكذا خفض ارتكاب الأعمال الإرهابية من أراضيها ضد دول أخرى.. واتفق الزعيمان على ضرورة اتخاذ خطوات حازمة وموثوقة للقضاء على الملاذات الآمنة والملاذات التي توفر المأوى للإرهابيين وأنشطتهم.

وأشار الجانبان إلى أهمية الجهود الرامية إلى تعطيل الشبكات الإرهابية وتفكيكها وتمويلها وتنقلها، وفقاً للمبادئ والأهداف ذات الصلة لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.. وأعربا عن استيائهما لاعتماد معايير مزدوجة في معالجة خطر الإرهاب الدولي، واتفقا على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب على المستوى الثنائي، وضمن النظام متعدد الأطراف.. كما اتفقا على مواصلة العمل معاً من أجل تبني المعاهدة الشاملة المقترحة من الهند حول الإرهاب الدولي في الأمم المتحدة.

53 ملياراً مستوى التجارة بين البلدين عامي 2016 و2017

أشار الجانبان إلى العلاقات التجارية والاقتصادية الممتازة بين الإمارات والهند، باعتبارهما شريكين تجاريين رئيسين للآخر، وأعربا عن ارتياحهما للمستوى الحالي للتجارة الثنائية، الذي بلغ نحو 53 مليار دولار في الفترة 2016-2017.. واتفقا على زيادة تعزيز هذه العلاقات، وخاصة من خلال تنويع التجارة غير النفطية.

وبهدف وضع استراتيجية طويلة الأجل بشأن تعزيز التجارة، قرر الطرفان دراسة مختلف الحواجز التعريفية وغير التعريفية، واتفقا على تركيز تشجيع التجارة في السلع المحددة، وتوسيع نطاق وصول السلع والخدمات في كلا السوقين.. واعترفا بالأثر الإيجابي لوجود عدد من الشركات الهندية والإماراتية في كلا الأسواق، في جهود تعزيز التجارة الثنائية.. ورحبا بقرار افتتاح مكتب لاتحاد الصناعات الهندية في دبي، وغرفة دبي في مومباي، لدعم الأعمال التجارية في كلا الطرفين.

كما اطلع الجانبان على مذكرة التفاهم بين سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة مومباي، التي اختتمت خلال هذه الزيارة، باعتبارها آلية بناءة أخرى لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن تقديره للجهود المتواصلة التي تبذلها الهند لتعزيز النمو الاقتصادي والإصلاحات الاقتصادية التي أجرتها الحكومة الهندية مؤخراً، والتي من شأنها أن تيسر ممارسة الأعمال التجارية، وتعزيز تكامل الأسواق.. وأشار الجانبان إلى التحسن في سهولة ممارسة الأعمال التجارية في الهند والإمارات، وفقاً لأحدث التصنيفات العالمية للبنك الدولي.

ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقرار الهند المشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي.. وأكد رئيس الوزراء الهندي، اهتمام الشركات الهندية بأن تكون شريكاً في مشاريع البنية التحتية التي تقوم بها الإمارات .

ترحيب هندي بمشاركة جهاز أبوظبي للاستثمار

استعرض الجانبان، التقدم المحرز في تحقيق هدف الـ 75 مليار دولار للاستثمارات الإماراتية في الهند، المعنية بتطوير البنية التحتية.. ورحب رئيس الوزراء الهندي بمشاركة جهاز أبوظبي للاستثمار في صندوق الاستثمار الوطني والبنية التحتية في الهند، كمستثمر رئيس، ورحب باتفاق موانئ دبي العالمية مع صندوق الاستثمار الوطني والبنية التحتية في الهند، لإنشاء منصة استثمارية مشتركة للموانئ والمحطات والنقل والخدمات اللوجستية في الهند..

كما رحب باهتمام دولة الإمارات المستمر بالاستثمار في تطوير البنية التحتية في الهند، خاصة في المجالات ذات الأولوية، مثل الطاقة المتجددة وتوليد الطاقة ونقلها، والمنتجات الدفاعية والعقارات والممرات الصناعية والحدائق والسكك الحديدية والطرق والموانئ والشحن والخدمات اللوجستية والصناعات الغذائية من بين أمور أخرى.

كما رحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالاهتمام الذي أبدته شركات تكنولوجيا المعلومات الهندية بالاستثمار في الإمارات، وشجعها على استخدام الإمارات كمنصة لتوسيع أعمالها في المنطقة.. ورحب الطرفان بتوقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الفني .

وأثنى الطرفان على عمل الفريق الوزاري رفيع المستوى بين الإمارات والهند، بشأن الاستثمارات في تعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية بين البلدين.. وأشارا إلى النتائج الإيجابية لاجتماعهما الخامس، الذي عقد في يناير 2018 في أبوظبي، وحثا فرقة العمل على استكشاف الفرص الاستثمارية في البلدين، بما في ذلك، من خلال المبادرات الرائدة في الهند، مثل «صنع في الهند»، «الهند الرقمية»، «مهارة الهند»، «الهند الذكية»، «الهند نظيفة» .

Email