أبرزها إنترنت الأشياء وحكومة بلا ورق

استراتيجيات «دبي الذكية» غيّرت مفهوم التحول الرقمي عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

صاغت دبي الذكية منذ تأسيسها العديد من الاستراتيجيات التي غيرت وجه التحول الرقمي في العالم، واستطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية أسهمت بشكل رئيس في ترسيخ مكانة دبي الذكية بصفتها الجهة المسؤولة عن قيادة عملية التحول الذكي لإمارة دبي، سعياً نحو تحقيق هدفها الأسمى والمتمثل في جعل دبي أسعد وأذكى مدينة على مستوى العالم، وبما يواكب توجيهات القيادة الرشيدة وتطلعات مئوية الإمارات 2071.

وأخذت دبي اليوم على عاتقها في عصر ما بعد الحكومات الذكية أن تعمل على مبادرات خلاقة ومبتكرة تبقي الإمارة في الريادة وتجعلها محط أنظار العالم بأسره، وهو ما عملت الفرق المختصة في دبي الذكية بذراعيها مؤسسة حكومة دبي الذكية «الذراع التقنية لدبي الذكية» ومؤسسة دبي للبيانات على تحقيقه في العام 2017، إذ حققت دبي الذكية إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وقياس السعادة والبيانات والبنية والثروة الرقمية وإنترنت الأشياء والبنية التحتية ونظم تخطيط الموارد الحكومية، وهو ما جعل دبي تتخذ مكانتها عالمياً، وترتقي سلم الصعود.

حكومة بلا ورق

وفي محطة أخرى لتحقيق المستقبل منذ الآن أطلقت دبي الذكية استراتيجية غير مسبوقة أخرى للتحول الرقمي الكامل للمعاملات الحكومية بلا ورق بحلول العام 2021. وقد أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية» خلال يناير 2018، وذلك في ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحول حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل.

وستسهم الاستراتيجية في توفير طباعة أكثر من مليار ورقة لحكومة دبي سنوياً، واستثمار كلفتها في جوانب تنعكس إيجاباً على الإنسان وسعادته، حيث تعادل كلفة هذا الكم من الأوراق ميزانية تكفي لتغذية 4 ملايين طفل جائع حول العالم، وتنقذ 130 ألف شجرة سنوياً، وتعيد للأفراد أكثر من 40 ساعة سنوياً كانت تقضى في إنجاز المعاملات الورقية ليستثمروها في أمور أكثر أهمية لهم.

وتقوم «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية»على ثلاثة محاور رئيسة، وهي: محور «التقنيات»، الذي سيتم من خلاله تلبية الاحتياجات التقنية وتوفير البيانات لضمان إجراء كل المعاملات والإجراءات الحكومية بلا أوراق.

أما المحور الثاني فهو محور «التشريعات»، وعبره سيتم العمل على سن التغييرات التشريعية اللازمة لتمكين المعاملات بلا أوراق في جميع المؤسسات، ومن خلال المحور الثالث وهو «الثقافة»، ستعمل الاستراتيجية على المضي قدماً في تخطي العوائق الثقافية لدى الأفراد والمؤسسات لتعزيز اعتماد المعاملات والإجراءات بلا أوراق.

وستعزز الاستراتيجية تحول المعاملات الحكومية الداخلية ومعاملات المتعاملين إلى رقمية بشكل كامل، كما ستتوقف الحكومة من خلال الاستراتيجية عن إصدار أو طلب الوثائق الورقية من المتعاملين، إلى جانب أن الموظفين في الجهات الحكومية سيوقفون مسألة إصدار أو معالجة الأوراق في العمليات الرئيسة أو الداعمة.

بوابة

وفي إطار استراتيجية دبي الذكية للإشراف على عملية تحول حكومة دبي نحو النموذج الذكي، أعلنت دبي الذكية عن تعميم مشروع نظام «مالية بلا ورق»، الذي تنفذه مؤسسة حكومة دبي الذكية التابعة لها على عدة جهات حكومية في إمارة دبي، بهدف تحويل جميع العمليات المالية إلى رقمية بالكامل وأهمها إلغاء العمليات الورقية من وقت استلام الفواتير وانتهاء بالتحويل الآلي للدفعات.

وتتحول العمليات المالية إلى رقمية بالكامل بحيث يدخل المزود الفواتير والأوراق المطلوبة عبر بـوابة (i supplier portal) وتتم مراجعتها واعتمادها من داخل النظام، بطريقة مؤتمتة بالكامل، ومن ثم يتم التحويل البنكي للمبلغ المطلوب بشكل آلي إلى حساب المستفيد دون أي حاجة لنماذج ورقية أو إمضاءات حسب الطريقة التقليدية.

كما سيستفيد الموظفون في الجهات الحكومية من النظام، حيث يمكنهم من استرداد قيمة الفواتير في مختلف المجالات من خلال خطوات بسيطة وسهلة وسريعة من خلال بوابة i- Expense. ومن جهة أخرى يتيح نظام «مالية بلا ورق» توفير مؤشرات أداء على دورة الدفع بشكل كامل، الأمر الذي يمكّن الجهات المعنية من التعرف إلى أي خلل أو تأخير قد يحدث ومعالجة هذه التحديات.

الثروة الرقمية

وجاءت مبادرة الحفاظ على ثروة دبي الرقمية باعتماد الشهادات الرقمية وتنفيذ استراتيجية إنترنت الأشياء، سعياً من دبي الذكية نحو استكمال التحول الرقمي لدبي الذكية ولتوفير مجتمع آمن ومستقبل واعد، حيث ترتكز الثروة الرقمية على البيانات وتخزين البيانات ومعالجتها، والتحول إلى التكنولوجيا الذكية، إلى جانب سياسات وأنظمة المعاملات غير الورقية مثل بلوك تشين، والتوقيع الرقمي والهوية، بالإضافة إلى محاور العيش الذكي والطاقة النظيفة ومكونات أخرى.

بيئة محفزة

فيما ترتكز استراتيجية إنترنت الأشياء في دبي على بيئة محفزة مدعومة بإنترنت الأشياء، تسهم في بناء نظام إنترنت الأشياء الأكثر تطوراً في المدينة الأذكى على مستوى العالم. وتهدف الاستراتيجية إلى حماية الثروة الرقمية في دبي، سعياً نحو تشجيع الإدارات الحكومية على الانضمام إلى منظومة التحول الرقمي الذكي في الإمارة. وتحقيق أهداف خطة دبي الذكية 2021 في التحول نحو حكومة خالية تماماً من المعاملات الورقية.

وسيتم تنفيذ هذه الاستراتيجية على مدى أربع مراحل متتالية في السنوات الثلاث المقبلة، تعد بمثابة خارطة طريق لهذه الاستراتيجية. تشمل مرحلة تنسيق الجهود لبناء القدرات والفرق المؤسسية لتقليل الوقت والجهد في تنفيذ إنترنت الأشياء، ومرحلة التكامل والتحول لتحقيق التكامل في تقنية إنترنت الأشياء، ثم مرحلة التحسين يوضع خلالها إطار عمل متكامل ومحسن لإدارة تقنية إنترنت الأشياء، والمرحلة الأخيرة هي رحلة البلوك تشين وفيها يتم إيجاد تجربة متناغمة عبر منظومة البلوك تشين وتفعيل عائد إنترنت الأشياء.

البلوك تشين

وترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبفضل المتابعة الحثيثة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، أطلقت دبي الذكية «استراتيجية دبي للبلوك تشين» لتشكل استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية ولتصبح الإمارة من خلالها أول حكومة في العالم تطبق جميع التعاملات القابلة للتطبيق من خلال هذه الشبكة المستقبلية، حيث تهدف الاستراتيجية إلى إنجاز 100% من المعاملات الحكومية على شبكة البلوك تشين بحلول العام 2020، وإلى اعتماد نظام البلوك تشين في القطاع الخاص وتأسيس منصة عالمية للبلوك تشين انطلاقاً من إمارة دبي.

وتتضمن الاستراتيجية ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في تعزيز كفاءة أداء الجهات الحكومية في دبي من خلال نقل 100 في المئة من التعاملات الحكومية إلى شبكة البلوك تشين، وتعزيز الصناعة عبر إيجاد نماذج عمل جديدة قائمة على استخدام الشبكة «البلوك تشين» بشكل يخدم الشركات الناشئة وقطاع الأعمال، بالإضافة إلى تحقيق الريادة العالمية في مجال تطوير وتطبيق شبكات البلوك تشين وتعاملاتها.

عامود فقري

ستسهم استراتيجية إنترنت الأشياء في دفع عجلة التحول الذكي في إمارة دبي، حيث تسعى إلى رقمنة المزيد من جوانب الحياة اليومية للناس، وربطها بمنصة «دبي بالس» - العمود الفقري الرقمي لمشروع المدينة الذكية. وبما أن صناع القرار في مختلف القطاعات يحصلون على المعلومات لدعم قراراتهم وخططهم من خلال «دبي بالس»، فإن الاستراتيجية ستدفع عجلة الإنتاجية والكفاءة في المدينة، كما ستوفر الأدوات التي يحتاجها للمضي قدماً في مسيرة التغيير والتحسينات المستدامة.

تسهم بشكل رئيس في ترسيخ مكانة الإمارة بالتحول الذكي عالمياً

«دبي الذكية 2021» تترجم رؤية القيادة

تعتبر خطة «دبي الذكية 2021» المرحلة التالية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في تحول دبي لمدينة تستثمر التقنيات وتطبيقاتها لمنح سكانها أسلوب حياة يجعلها المدينة الأسعد في العالم، وتسهم بشكل رئيس في ترسيخ مكانة دبي الذكية بصفتها الجهة المسؤولة عن قيادة عملية التحول الذكي لإمارة دبي، سعياً نحو تحقيق هدفها الأسمى والمتمثل في جعل دبي أسعد وأذكى مدينة على مستوى العالم، وبما يواكب توجيهات القيادة الرشيدة وتطلعات مئوية الإمارات 2071.

وتستند الخطة التي تمتد لأربع سنوات على البنية التحتية والتشريعات والتطبيقات التي نجح مكتب «دبي الذكية» بمؤسساته المختلفة في تحقيقه على مدار السنوات الثلاث الماضية، وهي كذلك بوابة دبي للعبور إلى المستوى التالي من التحول الذكي بما يتناسب مع مبادرة دبي 10x ومتطلبات مئوية الإمارات 2071.

خارطة طريق

وترسم «خطة 2021» لمدينة دبي بالكامل خارطة طريق طموحة لجميع مكوناتها، فيما تستلزم استراتيجيتها الاستخدام الذكي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحويل المكونات الأساسية للمدينة، وهي: الحكومة والشركات والمجتمع والأفراد والموارد والبنية التحتية، وتعد أجندة التحول الذكي لمدينة دبي بمثابة استراتيجية تمتد لخمس سنوات من 2017 -2021 وتركز على إحداث تأثير بدلاً من مجرد التمكين لتحويل دبي إلى مدينة ذكية.

وتعتمد الخطة على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بطريقة هادفة من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص. حيث تؤدي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حالياً دوراً رئيساً لمختلف القطاعات على الصعيد العالمي، كما لعبت دوراً جوهرياً في تعزيز الابتكار في هذه القطاعات، ولقد لاحظ خبراء الاقتصاد تأثير عمليات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الناجحـة فـي تعزيـز إنتاجيـة العمـل.

وتسعى خطة 2021 إلى تعزيز إنتاجية العمل من خلال تطبيق حلول قطاعية تم استنباطها بالتعاون بين الأطراف كافة، وهناك العديد من الفوائد لهذه الحلول التي تهدف إلى تعزيز الإنتاجية ما من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق كفاءات كبيرة من خلال خفض تكاليف المعيشة والطاقة وتقليل حركة المرور على الطرق وانخفاض الآثار البيئية.

2021

تهدف خطة 2021 إلى رقمنة الخدمات بشكل شامل بنسبة 100 في المئة وسيتم تسليم الخدمات الحكومية من خلال قنوات رقمية بنسبة 100% دون زيارات فعلية إلى مراكز خدمة المتعاملين. ولتحقيق هذا، اتخذت إمارة دبي خطوات كبيرة من خلال التركيز على القطاعات الاقتصادية الرئيسة كالتجارة والسياحة والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقد كانت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مصدراً رئيساً للابتكار، فيما تبنت الشركات حلولاً رائدة وعالية الأداء من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقديم بضائعها وخدماتها، فضلاً عن تشغيل عملياتها الداخلية. لذا تسعى خطة 2021 إلى ترسيخ هذه الإنجازات بهدف تعزيز التنافسية العالمية لاقتصاد دبي.

06

تغطي استراتيجية إنترنت الأشياء في دبي 6 مجالات رئيسية تشمل: الحوكمة والإدارة والسرعة، النشر، والتسييل والأمان.

كما شملت استراتيجية الثروة الرقمية، إطلاق نظام إدارة الحشود في دبي كأول مشروع تقني في استراتيجية إنترنت الأشياء، يتم من خلاله تنظيم الحشود في دبي في المواسم الأكثر ازدحاماً بالتجمعات لزيادة الأمان والسلامة، حيث تعد دبي واحدة من أشهر المدن العالمية التي تشهد ازدحامات بشرية في المواسم والمناسبات مثل الاحتفال بالعام الجديد ، لذا يعمل النظام على تحليل البيانات اللحظية وتوفير التصورات الضرورية لصناعة القرارات الذكية.

1129

تعتمد الثروة الرقمية على 121 مبادرة ذكية و200 قاعدة بيانات و1129 خدمة ذكية. ومن المتوقع أن تحقق الثروة الرقمية لإمارة دبي نتائج اقتصادية واعدة في ثلاث سنوات تصل قيمتها إلى 33.8 مليار درهم، إذ يتوقع أن تصل القيمة الناتجة عن تطبيقات إنترنت الأشياء بحلول عام 2020 إلى 17.9 مليار درهم إماراتي.

فيما ستصل القيمة المضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي من البيانات المفتوحة والمشتركة في عام 2021 إلى 10.4 مليارات درهم، بينما يتوقع أن تصل القيمة المتوقعة الناجمة عن تطبيقات البلوك تشين في القطاع الحكومي بحلول عام 2020 إلى 5.5 مليارات درهم.

03

ترتكز «استراتيجية دبي للبلوك تشين» على ثلاث ركائز رئيسة تشمل تعزيز كفاءة التعاملات الحكومية، التي تم في إطارها إنجاز أكثر من 40 ورشة عمل مع 30 جهة حكومية وخاصة لتحديد التعاملات التي ستطبق البلوك تشين، وتصميم منصة موحدة ومشتركة للبلوك تشين لحكومة دبي، ووضع سياسات خاصة بها.

وتتضمن الركيزة الثانية خلق بيئة داعمة للشركات الخاصة والناشئة، وأطلقت دبي الذكية مسرعات مدينة دبي الذكية مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين، و«تحدي البلوك تشين العالمي»، الذي شاركت فيه 21 شركة ناشئة من 18 مدينة عالمية في مايو 2017. وتتمثل الركيزة الثالثة بتحقيق القيادة العالمية في الجانبين العملي والنظري لتطبيقات البلوك تشين في العالم.

Email